قاموس كوردي – كوردي للايزيدية يضم الاف الكلمات والمصطلحات سيرى النور قريبا
أربيل 3 تشرين الثاني/ نوفمبر (PNA)- قال الباحث الفلكلوري الكوردي الايزيدي خيري شنكالى انه اكتشف خلال اعداده قاموس للغة الكوردية – الكوردية يخص اللهجة التي يستخدمها الايزيدية ان تلك اللهجة التي يتحدث بها الايزيدية هي واحدة من اللهجات الكوردية القديمة ولكل منطقة من مناطقهم لهجتها المختلفة رغم انها تشترك مع اللغة الكوردية بالكثير من المقومات ألا انها تأثرت كثيرا باللغات القريبة منها كالفارسية و التركية والعربية وشقيقاتها من اللهجات الكوردية الاخرى .
وقال شنكالى خلال محاضرة قدمها في الملتقى الثقافي الايزيدي الذي عقد في شيخان في الاول من تشرين ثاني الحالي :كون الايزيدية غير مرتبطين بحدود جغرافية موحدة تأثرت اللهجة التي يتحدثون بها باللهجات واللغات القريبة منهم، كما ان لكل عشيرة او قبلية في بعض الاحيان اختلاف في استخدام بعض المفردات والكلمات ، شأنهم شأن العشائر والمناطق الكوردية المختلفة وبسبب عدم توحدهم الجغرافي لم تحدث لهم لهجة موحدة.
واشار شنكالي ان الايزيدية لهم مساهمات معرفية كثيرة في الحفاظ على لغتهم الكوردية ولهجاتهم الخاصة، اذ يمكن ملاحظة ذلك بان لكل منطقة لهجة محلية خاصة بها، فعلى سبيل المثال اهالي بعيشقة – شرق الموصل 20 كم – وهي من المناطق الايزيدية الكوردية المعروفة يتحدثون بلهجة عربية قريبة من لهجة حلب فيما يحفظون جميع نصوصهم الدينية باللغة الكوردية.
وبين خيري الذي يعمل منذ فترة طويلة في اعداد قاموسه ( الكوردي – كوردي ) قاموس الايزيدية ان ” الايزيدية اهتموا منذ فترة طويلة بلغتهم وساهموا في اغنائها، ويتبين ذلك بوضوح في احدى نصوصهم الدينية التي تشير ( يا ليت لنا الف راس ، ولكل راس الف لغة، ولكل لغة الف لهجة ) وهي اشارة صريحة لمعرفتهم باهمية اللغة واللهجات المختلفة”.
وشرح خيري الجهود التي يبذلها من اجل اعداد قاموسه الذي كلف بها من قبل ( معهد التراث الكوردي ) بانها تأتي بمبادرة من الفنان مظهر خالقي مدير المعهد – اذ يعمل خيري ممثلا للمعهد في مناطق الايزيدية – وبدأ العمل به منذ تشرين ثاني 2010 ستكون مخصصة بالكلمات والمصطلحات الكوردية التي يستخدمها الايزيدية و تقديم معانيها و ما يقابلها من مفردات في اللهجات واللغات الاخرى ايضا.
واضاف خيري ” القاموس موضوع على 27 حرفا وضعنا لكل حرف سجل مستقل انهينا الى الان 24 حرفا في اربعة وعشرون سجل وبقيت الاحرف ( ن، هـ ، و، ى ) و من المؤمل ان يضم اكثر من (18000) كلمة ستكون خزين معرفي للغة الكوردية ومصدرا مهما ودليل على ثراء اللغة الكوردية و اللهجة او اللهجات التي يستخدمها مختلف مناطق الايزيدية”
شنكالي اوضح ان الهدف من القاموس هو في سبيل الحفاظ على هذا الخزين اللغوي واحياء ما يمكن احياءه من مئات بل الاف الكلمات والمصطلحات القابلة للزوال ومقارنتها بغيرها من المصطلحات والمفردات اللغوية للهجات الكوردية المختلفة، وان امكن بيان مصدرها ايضا، كما ان الهدف الاخر يتمثل في مزج وادخال اللهجات التي يتحدث بها الايزيدية التي لها خصوصتها باللهجات الكوردية الاخرى.
موضحا ان الهدف الاهم هو ” للرد على الذين يقللون من شأن اللغة الكوردية واللهجة التي يتحدث بها الايزيدية ويريدون طمس وتشويه الهوية الايزيدية المرتبطة باللغة وللحفاظ على تراث الاجداد والاباء واغناء مكتبات الجامعات والمؤسسات الاكاديمية بهذا الرصيد اللغوي “
واشار خيري انه يبذل جهودا كبيرا في سبيل ان يحوى القاموس الكثير من المفردات والكلمات والتي يجمعها بشكل ميداني بزيارة واقامة الجولات في مختلف مناطق الايزيدية وتدوين اسماء الانهر والجبال والاماكن والقرى والمستلزمات المنزلية والكلمات والمفردات التي جاءت في النصوص والاقوال الدينية وحكايات كبار السن ، مع الاستفادة من القواميس الكوردية والعربية والفارسية .
وقال خيري شنكاري الذي ألف عددا من الكتب التي تخص التراث والادب الشعبي في شنكال بدعم من معهد التراث الكوردي الذي تاسس عام 2005 ان “هذا العمل ليس بالسهل وتصادفه الكثير من المصاعب لكنه يؤمل ان ينهيه بافضل حال مبينا انه اكتشف ان اللهجة التي يتحدث بها اهالي شنكال لها علاقة باللهجات ( بايزيدي، هكارى، بوتاني ) ثم اكتشف ان هناك تقارب بين لهجة عشيرة ( جوانا ) التي تقطن شنكال مع لهجة اهالي هولير الذين يستخدمون حرف ( ح ) عينا و بالعكس”
ويقول خيرى ان ” الامر المهم في القاموس هو انه يضم الكثير من المفردات الشعبية التي لها خصوصيتها و التي تتعلق بالشؤون الحياتية العامة للايزيدية و ما يستخدمونه من كلمات لحالات الزواج والاعياد والافراح و المواسم الخاصة بالزراعة والحصاد واسماء الحيوانات و المحاصيل الزراعية والفواكه والمستلزمات المختلفة التي تخص الشؤون المنزلية التي لم يعد لها وجود الان، والتي ستكون اضافة مهمة لرصيد اللغة الكوردية”.
خضر دوملي – دهوك
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية