أكتوبر 30, 2025

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

مركز لالش: توظيف مرفوض لجراح الإيزيدية في الصراع السياسي

مركز لالش: توظيف مرفوض لجراح الإيزيدية في الصراع السياسي910

بكل انواع الاستغراب والدهشة نتابع منشورات في وسائل التواصل الاجتماعي (فيسبوك) منسوبة لشخصيتين قياديتين في حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني، وهما السيد ملا بختيار والسيدة آلاء طالباني، ينبشان فيها قضية مقتل الفتاة الإيزيدية المظلومة “دعاء” من قبل ثلة منفلتة في حادثة مشؤومة تم ادانتها من جميع ابناء المجتمع الايزيدي من مؤسسات وتجمعات وشخصيات ثقافية واجتماعية، وما زلنا نستنكر تلك الجريمة “اليتيمة” في العرف الايزيدي، لانه لا يوجد لدينا عملية الرجم ولم تحصل في تاريخنا، بل هو عرف دخيل هب علينا من عمق الصحاري.

واليوم وبعد مرور 9 سنوات على تلك الحادثة بل الجريمة، والتي دفع المجتمع الايزيدي برمته ضريبة باهظة جدا عنها، من خلال مقتل 24 من عمال النسيج الابرياء بدم بارد في مدينة الموصل، مقتل واصابة نحو 800 في تفجيرات كرعزير وسيبا شيخدر في 14 آب 2007، مقتل نحو 100 ايزيدي باعمال منفردة في بغداد ونينوى وكركوك وديالى وغيرها، حرمان نحو 7000 طالب ايزيدي من جامعة الموصل، حرمان مئات الموظفين الايزيديين من ارتياد دوائرهم بمدينة الموصل.. والقائمة تطول وتطول ولا تنتهي حتى بعد كارثة اجتياح شنكال وما نتج عنها من ويلات ومآسٍ يعرفها القاصي والداني، بسبب مقتل فتاة ايزيدية واحدة بجريمة ادانها الايزيديون قبل غيرهم، علما ان الفتاة من اهالي بحزاني وليست من اهالي شنكال كما زعم ملا بختيار.

والان تقوم السيدة الاء طالباني، وفق صفحة على الفيسبوك منسوبة لها، باستذكار تلك الحادثة في سياق حديثها عن حقوق الانسان والمراة، وهذا اختيار خبيث له مقاصده التي نعرفها جيدا..

كان على السيدة طالباني ان تعلم انه لدينا اكثر من 3500 امراة وطفل اسرى كسبايا بيد عصابات داعش ويتم بيعهن واغتصابهن لمرات ومرات لا يعلمها سوى الله سبحانه وتعالى، وكان عليها ان تتذكر ان هنالك نحو 40 مقبرة جماعية في شنكال فيها الالاف من رفات النساء والاطفال والشباب الايزيدي، بل ان مقبرة واحدة ضمت رفات 78 امراة وفتاة ايزيدية، كان عليها ان تتذكر ان الاف الامهات الايزيديات قلوبهن موجوعة على نهب بناتهن وقتل ابنائهن، والاف اليتامى الذين فقدوا احد ابويهما او كليهما معا.. لكن استرجاع حادثة الفتاة الإيزيدية دعاء تحديدا من قبل السيدة طالباني يكشف لنا على نفَسَها العنصري المتطرف، وحقدها على المختلف دينيا عنها، فضلا عن انها تسعى لتجديد فتنة بين مكونات شعب كوردستان، والتي تم وأدها بفضل الحكماء والعقلاء من الاخوة المسلمين قبل الايزيديين.

وبالاجمال فان حادثة دعاء، كانت راس الخيط في تنفيذ مؤامرة قذرة ضد الايزيديين، والتي اعقبها بايام قليلة فتاوى التكفير واستباحة دمائنا من قبل تنظيم القاعدة الارهابي، مرورا بالاحداث التي ذكرناها اعلاه، وصولا الى اجتياح شنكال وتنفيذ ابشع جريمة جينوسايد بعصرنا الحديث من قبل تنظيم داعش، الوريث الشرعي لتنظيم القاعدة.

اما القيادي في (PUK) السيد ملا بختيار، فيبدو انه هرع لمساندة السيدة الاء طالباني عندما نشر بصفحته الشخصية منشورا حول نفس الموضوع، وينتقد بقسوة بعض العادات الاجتماعية التي ينسبها الى المجتمع الايزيدي، متناسيا ان تلك العادات والتقاليد البالية ليس لنا فيها شيء، وهو يعلم جيدا من يطبقها بحذافيرها ولمئات المرات سنويا ان لم نقل لالاف المرات..

ويبدو من الواضح، ان هنالك طبخة ما تم الاعداد لها في دهاليز مظلمة، لاجل توظيف الجراحات الإيزيدية بشكل سياسي للانتقاص من طرف ما و وضع اللائمة عليه.

علما ان نحو 20% من ابناء المجتمع الايزيدي منضوين في حزب (PUK) وبعضهم يتبوأ مناصب رفيعة فيه، لكن يبدو ان هنالك طلاق من طرف واحد بين (PUK) وبين انصاره وقواعده في المجتمع الايزيدي، او ان هنالك امر آخر لا نعرفه.

ونحن هنا نتساءل، لماذا اطلق كل من السيدة طالباني والسيد ملا بختيار شرارة هذه المشكلة في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ كوردستان؟ كما نسال هل يمكن ان تكون هذه المسرحية الاخيرة من اثارة قضية دعاء تهدف للتشويش على الإيزيدية بهدف سلخهم عن عمقهم واصلهم الكوردستاني عندما يحين مسالة حسم امر مناطقهم؟ فضلا عن تساؤلنا عن الفائدة المتوخاة من اثارة موضوع حساس يقلب المواجع، وكنا نحن الايزيديين ضحاياه في مسرحية دموية حبك خيوطها اعداء الانسانية والحرية والتنوع الديني، وعوض ان يكون هنالك من يمسد جراحاتنا التي ليس لها اول ولا اخر ياتينا قياديان رفيعان في (PUK) ليغرسوا اصابعهم في دماملنا المتقيحة.

من المؤلم جدا ان تاتينا طعنات لم نتوقعها من بني جلدتنا الذين يجمعنا معهم الانتماء القومي، بينما ننتظر منهم ومن اخرين مواساتنا على قتلنا وسبينا وتهجير 400 الف ايزيدي يعيشون حياة النزوح البائسة..

من الواضح ان البعد الجغرافي بين مناطقنا وبين محافظة السليمانية عرقل وصول جزء مما اصابنا الى ابناء شعبنا الكوردي هناك، لكن من الغريب ان قياديان رفيعان في (PUK) يجهلوا ما اصابنا.

عليه، ندعو السيدة آلاء طالباني والسيد ملا بختيار الى توضيح غاياتهم من هذين المنشورين المنسوبين لهما.

الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي

دهوك 8 نيسان 2016-04-08

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi