مجزرة كوجو ….(44)
الباحث/ داود مراد ختاري
غرفة السجن كانت مظلمة للغاية
خرجت من قرية كوجو نحو شنكال، بقيت يومين في شنكال أعتقلوني يوم 23 من شهر آب في شنكال، بعدها أخذوني الى تلعفر، بقيت أربعة أيام وحولوني الى بادوش، وأرجعوني الى تلعفر في مدرسة وبقيت هناك لمدة شهر، بعدها أخذوني الى كسر المحراب وبعد مرور خمسة أشهر أخذوني الى قاعات الأعراس في مدينة الموصل ومن هناك نقلنا الى سوريا، وتحديدا في مدينة الرقة، وذلك في بداية شهر شباط 2015، حيث جاءوا بالباصات وصعدونا فيها .
وقالت الناجية (س. خ. ك)، من مواليد 1972، في البداية أخذونا الى المزارع في الرقة لمدة أربعة عشرين يوما، بعدها وزعونا على المقرات – كل أربعة نساء في مقر- . بقيت مع صديقاتي الثلاثة في أحدى تلك المقرات لمدة أثنا وعشرون يوما. اشتراني شخص، قام بعرضي على الأخرين ولم يكن يريدون شرائي بسبب أبنتي الصغيرة، وهي حتى الآن موجودة لديهم ولم تتحرر، كنت في سيارتهم، رأيتهم ملتهين، فقمت بالهروب من السيارة ودخلت سيارة تاكسي بسرعة، أخبرت سائق التاكسي أن يخلصني حتى الحدود التركية وكنت أتحدث معه حين جاء الرجل الذي اشتراني وأمسك بي، وأخرجنا أنا وأطفالي من التاكسي وقال بأن حسابكم لدي.
قام بسجننا لمدة ثلاثة عشر يوما عقابا على محاولة الهروب، غرفة السجن كانت مظلمة للغاية، بعدها جاء أحد السعوديين و اشترانا منه، أخذنا الى حمص، بقينا هناك مدة أربعين يوما، بعدها باعني الى أحد الشباب فجاء بنا الى الرقة مرة اخرى، وقام ذلك الشاب بأخذ أبنتي وباعني مع ولدي الى شخص أخر، بقيت لستة ايام في احدى المقرات، كان أحد الحراس وهو كردي يتحدث اللهجة السورانية، ينام في غرفة لوحده وكنت أنا وأبني ننام في غرفة أخرى في ذلك المقر، بعد ستة أيام هربت الى أحدى البيوت القريبة من المقر، ومن هناك خابرت أهلي بالموبايل حتى قاموا بارسال مهرب ليخرجنا من هناك.
خلال بقاءنا لديهم كنا نتعرض للجوع، التعب، كذلك في تلعفر قاموا بضربنا بالخراطيم، تكلفة مجيئي بلغت عشرين ألف دولار، وأبنتي مازالت هناك وليس هناك من يذهب ليأتي بها. لقد تحدثت معها، يطالبوننا بأربعين ألف دولار.
فهل من المنقذ ؟
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية
