أيزيديات في ألمانيا… هرباً من جحيم {داعش}
يطلب القبطان وضع الأحزمة إلّا أنّ أحداً لا يطيعه. تتكلّم النساء الايزيديات العربية بشكل سيئ والإنكليزية بشكل أسوأ. في السادس والعشرين من يناير، في أربيل، يصعدن على متن طائرة خاصة في رحلة إلى بلد لا يعلمن حتى كيف يلفظن اسمه: ألمانيا. الجوّ على متن الطائرة مرح وحزين وكئيب في الوقت عينه. «أترك قلبي هنا. يجب أن أرحل، لقد كسر «داعش» جسدي. كي أستمر في العيش عليّ معالجته»، تقول ليلى وأنفها ملتصق بزجاج نافذة الطائرة تنظر إلى العراق الذي يختفي تدريجياً.
هي في العشرين من عمرها، يملأ وجهها النمش وتعلوه ابتسامة مشرقة تختفي ما إن تعود الذكريات المذلّة، عندها، تصبح قاسية ومضطربة، وتتحول نبرتها إلى فظّة وغليظة. تجتاز الطائرة قطيعاً من الغيوم في حين تخبرنا ليلى عن هروبها في العاشر من يوليو عام 2015، بعد مضي أحد عشر شهراً على خطفها من قبل مقاتلي «داعش».
قصص حزينة جمعتها لنا باري ماتش في هذا التحقيق.
دمّرت منطقتها العراقية المغبّرة على يد رجال القاعدة في العام 2007. قُتل 400 أيزيدي ودُمّر سبعون منزلاً جرّاء انفجار أربع شاحنات محمّلة بطنين من المتفجرات.
نجت ليلى. لكن بعد 7 سنوات عاد الرعب ليسحقها تحت قبضته. ليس شيئاً جديداً بالنسبة إلى أرض الأيزيديين فهم يُعاملون معاملة الكفرة.
بالنسبة إلى داعش، ليلى ومثيلاتها متحدّرات من سلالة الخليفة يزيد الأوّل الذي قتل حفيد النبي محمد. لهذا السبب، وبعد مرور 14 قرناً تستحق تلك النساء أن يتم اغتصابهنّ وشتمهنّ وقتلهنّ. بعد هجوم عام 2014، تم خطف 5838 امرأة وقتل أكثر من 1000 رجل. بينما تحلّق الطائرة فوق أطراف جبل سنجار الوعرة، تتذكر ليلى مشاهد مرعبة.
إرادة العيش
كانت ليلى تعيش هنا مع والديها وأخيها وأخواتها الست. ثم أتى الجهاديون. فصلوا أهل القرية، وأمروا المراهقين بنزع قمصانهم ثمّ أجبروا من كان لديه شعر تحت الإبطين، على الانضمام إلى إخوته الأكبر منه. بعدها، تفاوتت الإدانة: إمّا قطع الرأس أو الإعدام في حقل مجاور برصاصة في الرأس.
صعدت ليلى على متن حافلة مع النساء والأطفال. «كنّا نجلس ملتصقات قرب بعضنا البعض». كنّ يرين، من على متن شاحنات الماشية هذه المتّجهة إلى المدن الكبرى، جثث أزواجهن، وأبنائهن، وأبائهن على جانب الطريق. مقابر جماعية مفتوحة. اليوم، لا تزال ليلى ترتعب عند ذكر»الرجال في البذلات السود». لكن المطبّات الهوائية التي تهز الطائرة لا تسبّب أي قلق لها أو لرفيقاتها. لم تغادر أي واحدة منهن حتى اليوم أرض أجدادهن. الموت على ارتفاع 10000 متر؟ لا يعتبر ذلك سوى أمراً بسيطاً مقارنة بما قاسينه. «كانت أوضاع أسرنا أسوأ بكثير».
سُجن جميعهن لمدة أشهر في أبنية غير صحيّة ومن دون نوافذ.
في الموصل، تكدّس البعض منهن في صالون الزفاف في الجلاكسي، وهو قصر يعود تاريخه إلى عهد صدام حسين. وأخريات احتجزن داخل وزارة الشباب. أمّا ليلى، فوضعت في سجن بادوش القذر مثل مئات النساء اللواتي كنّ برفقة أطفالهن، وقد انتفخت أعينهم من البكاء. هناك كان الهواء نتناً وخانقاً والضجيج لا يطاق.
بعد بضع ساعات أتى الجنود ليعلمونا أنّنا أصبحنا سبايا لديهم. وضربوا ضرباً مبرحاً النساء اللواتي اعترضن، وجرّوهنّ من شعرهن وأخذوهن إلى مكان مجهول. أمّا الباقيات فسألوهنّ عن الاسم واسم العائلة والسن والمدينة. أجبرن على التصريح ما إذا كنّ متزوجات، أو لديهن أطفالاً، وذكر تاريخ آخر عادة شهرية. كان الرجال يردّدون: «اللواتي لسن عذارى يجب التأكد من أنّ رحمهن فارغ».
جعلت الدولة الإسلامية من الاستعباد الجنسي مؤسسة، وأداة للتجنيد واستراتيجية للدعاية كي تنظم وتطور بيروقراطية مفصّلة بما في ذلك عقود بيع موثّقة من قبل محاكمها بأسعار تتراوح بين 35 إلى 138 يورو بحسب السن. الفتيات اللواتي تتراوح أعمارهن بين 9 و10 سنوات هنّ الأكثر طلباً.
جاء في وثيقة رسمية حصلنا عليها، «تتاح ممارسة العلاقة الجنسية مع السبية المراهقة إذا كانت صالحة. وإن لم تكن كذلك، يستطيع سيّدها أن يستمر بالاستمتاع بها من دون ممارسة علاقة كاملة معها».
في المناطق الخاضعة لسلطة داعش، تستقبل المدارس الابتدائية ومباني بلدية تلعفر، وتكريت، وسنجار أسواقاً ضخمة من النساء المستعبدات الموثوقات اليدين والرجلين أحياناً. تُعرض للبيع مثل الماشية ثم تُباع. أَقسمت لنا إحداهن أنهم زايدوا عليها إحدى عشر مرة!
أمّا ليلى فبقيت في سجن بادوش 25 يوماً قبل أن تجد مشترياً. تخبرنا عن آخر مشتر، كان ليبيّاً، ومقيتاً، وكريهاً، وغدّاراً، ويبقيها معزولة تماماً. لم يتكلم معها أبداً. لم تسمع منه سوى الإهانات والتهديدات والتأوّهات لأنّه كان يغتصبها بوحشية ليلاً ونهاراً، ويعذّبها ويقدّمها هدية إلى رفاقه في القتال.
ما الذي كان يثيره إلى أقصى حد؟ أن يربط الشابة إلى كرسي ويكمّمها ويحرق يديها بالشمع الحار وهو يهمس في أذنها: {تصبحين أكثر جمالاً عندما تبكين”. هل كان يفكر بإنجاب ذُريّة؟ أجبرها على اعتناق الإسلام بالقوّة.
زينا، ابنة الثماني سنوات لا تكتفي من النظر إلى الأفق عبر نافذة الطائرة. أخت ليلى الصغيرة كانت هي أيضاً سجينة لدى داعش ووضعت في مدرسة لتحفيظ القرآن. لم تتخيّل أبداً أنها {ستلمس يوماً السماء والملائكة”.
ستمائة امرأة وخمسمائة طفل يحلّقون في السماء بفضل الدكتور مايكل بلوم. هو يترأس برنامج إعادة اللاجئ إلى وطنه الذي تموّله مقاطعة بادن-فورتمبيرغ الفدرالية بمساعدة المنظمة الدولية للهجرة. في شتوتغارت، الألمانية، سيرافق مساعدون اجتماعيّون الضحايا وعائلاتهن ليقمن في قرى لم يعلن عن أسمائها لأسباب أمنية. إنها مبادرة فريدة في أوروبا، سيلتحق الأولاد في المدارس. تشرح لنا ميرزا دينايي، مسؤولة في البرنامج، {هرب أكثر من 2300 امرأة من جحيم داعش، إلّا أنّه ليس بوسعنا ضمّ الجميع إلى البرنامج. لقد اخترنا الحالات الأكثر خطورة.
حصلت على إذن الإقامة في ألمانيا لمدة سنتين حيث سيقدم لهن خلالها الدعم الطبي والنفسي والمالي والاجتماعي. ستتلقى أيضاً دروساً في اللغة الألمانية وستحظين بإمكانية إيجاد عمل. {لن نتمكن أبداً من شفائهن من صدمتهن، لكننا نستطيع مساعدتهن على التعايش معها. كيف؟ أولاً من خلال التكلّم عنها”.
يستمع البروفيسور يان إلهان كيزيلهان Jan Ilhan Kizilhan إلى كل واحدة منهن لمدة ساعتين أسبوعياً. {نحن نواجه هنا إبادة جماعية. ليس هناك حدّ لوحشية الدولة الإسلامية التي تستخدم الاغتصاب المنهجي كسلاح لتدمير المجتمع الإيزيدي”. يؤمن عالم النفس اللامع باللاوعي العائلي: انتقال الآلام النفسية من جيل إلى آخر”. بدأ اضطهاد الإيزيديين منذ القرن التاسع عشر. في الامبراطورية الفارسية والعثمانية كما في جمهورية العراق هم يُعتبرون خارجين عن القانون، وريفيين، وبائسين. أُجبر 1.8 مليون شخص منهم على اعتناق الإسلام بالقوة، وقُتل 1.2 مليون شخص.
يكتب حاجي غندور، النائب العراقي الإيزيدي، { تعرضنا خلال تاريخنا إلى 72 إبادة جماعية. نخاف أن تكون سنجار الإبادة رقم 73”.
تجتاح رائحة أطباق الطعام المكان. تسكب مضيفتان شقراوتان ، وعلى وجههما مساحيق تجميل، الشاي للجميع. تعقد ماياني حاجبيها قائلة: {طعمه سيئ جداً”. تتذمر وهي تتناول طبق الأرز والدجاج فيما أجبرَت على استخدام الشوكة. إذ تعترض قائلة: {في البيت نستخدم ملعقة ونتناول الطعام بالخبز”. لكن في الصف 14 ثمة مسافرة مسرورة.
{هناك كنا نتناول البسكويت والأرز واللحوم الفاسدة والماء القذر فحسب. كان جلّادي يجعلنا نتضوّر جوعاً ونعطش ليجعلنا هزيلات”.
من مقعد طائرة إلى آخر، تُسرد قصص مقاومة جديدة تدل على شجاعتهن. دفعت بعضهنّ الثمن غالياً، تعرضن للضرب، والاضطهاد، والذل، والعقاب الوحشي الذي كان أحياناً ألف مرة أشنع من الاعتداءات الجنسية”.
تخبر إحداهن بصوت خافت أنّ الرجل المغتصب قام بربط يديها ورجليها ليغتصبها. {كانت زوجته تمسك أحياناً بمعصميّ كي يقوم هو باغتصابي”. وتخبر أخرى، أنها كانت تشوّه نفسها بالغبار والزيت كي ينفر جلّادها القذر والملتحي. لكنه كان يجبرها على الاغتسال قبل اغتصابها. رائحة عرقه ودمّه الجاف لا تبارح ذاكرتها. كان المقاتلون من الشيشان وجورجيا يؤدون الصلاة قبل اغتصابهن. ولتبرئة أنفسهم كانوا يشيرون إلى أنّ الإسلام يسمح لهن باغتصاب كافرة. سيكون ذلك سلاحاً لإجبارها على اعتناق الإسلام والاقتراب من الله.
مضت أربع ساعات على انطلاق الطائرة. لم تتمكن ليلى من النوم، تتململ في مقعدها، تزرع الممر الرئيس ذهاباً وإياباً مفتشة عن كلمات تعبّر بها عن حقدها. تعاني فقدان شعرها وذاكرتها. ألم كبير في الظهر يُضعف جسمها وآلام في الرأس تسحق جمجمتها. {لقد سلبوا مني عذريتي، كان ذلك فظيعاً ووحشياً. لكن ما يطاردني في الليل ويسبب لي الكوابيس هو صراخ الأطفال الذين انتُزعوا من أمهاتهن”.
قتل وذبح
في الصف الثامن، تجلس سعيدة، 26 عاماً، كانت سجينة لمدة 14 شهراً وتم بيعها أربع مرات. عندما تخفض نظرها على يدها اليسرى، ترى وشماً يحمل اسم ابنتها، توجين. {كان عمرها سنتين ونصف، قُتلت لأنّني رفضت ممارسة الجنس ولأنّني كنت أقرأ القرآن بشكل سيئ”. الجهادي الذي كان يملكها، ليبي ساديّ، حبس الطفلة لمدة سبعة أيام في صندوق معدني قام بعدها بتغطيسها في حوض مياه مثلّجة. شاهدت سعيدة توجين تفقد عيناً وتموت خلال يومين تحت وابل لكمات ذلك الهمجي الذي كسر عمودها الفقري. بقي جسدها الصغير الذي يزن 10 كيلوغرامات فقط ملقيّاً على الأرض الإسمنتية لأيام في حرارة درجتها 50 درجة مئوية. هدّدها أيضاً بجرّ ابنها، الذي يبلغ سبع سنوات، وراءه في السيارة. عندها خضعت له. ذُبح 21 فرداً من عائلتي أمام ناظريّ وناظري أطفالي”. وهي تريد بذلك القول أنها لا تحتمل خسارة أحد آخر.
جميع المسافرات فقدن أحداً من عائلتهن. سيفا، 17 عاماً، هي الفتاة الوحيدة الناجية بين أخواتها وبقي لها أخ واحد. ليس المنفى كافياً لتهدئة أحزانها ومعاناتها لأن هذه الرحلة هي أيضاً انتزاع من الأرض واقتلاع من الجذور.
بقيت سيفا في أحد مخيمات المقاتلين. وقد استُخدم جسدها كمكافأة للعساكر. عانت التهابات متكررة وإسهالاً مزمناً. جمالها مذهل، لكنها هزيلة. تقول، {أنا بحاجة لأن أخبر العالم عمّا فعلوه بي، وأنا بحاجة أيضاً إلى العلاج والشفاء”.
فاني، المكتسية بالأسود، تعلّق هي أيضاً الكثير من الآمال على مستقبل هذه الرحلة. أولادها الأربعة ينامون في مؤخرة الطائرة. ساري، ابنتها الصغرى، التي ولدت في الرّقة منذ عام خلال فترة أسرها ترضع من ثديها. {ساري تعني الألم، لقد أسميتها هكذا لأنها أتت إلى هذا العالم من دون والدها. عندما أنظر إليها أراه هو. رجل وشرطي طيب”. تسرد لنا أنها هي أيضاً أرادت الانتحار.
للهروب من جلّادها، رمت ليلى بنفسها من الطابق الثاني، فكسرت رجلها وذراعها. حاولت أيضاً أن تصعق نفسها بالتيار الكهربائي، كما أنها ابتلعت العشرات من حبات الدواء. لكنها لم تمت. وأخرى حاولت شنق نفسها بواسطة حجابها.
لا تعلم أي منهن شيئاً عن مصير سارة. في 26 يناير 2015 أشعلت هذه الشابة النار في نفسها. لكنها خرجت من ذلك الجحيم منذ أربعة أشهر. بفضل برنامج دكتور بلوم تم نقلها إلى ألمانيا منذ ستة أشهر حيث خضعت لثماني عمليات جراحية. لن تعيد أي من تلك العمليات وجهها الجميل إليها. لكنها محاربة. زيد، والدها، لا يفارقها أبداً. يؤمن بمستقبل لها وزفاف كبير. اليوم، سارة مسرورة لأنها ما زالت على قيد الحياة. لكنها تبكي وتصرخ وتصاب بالهلع كلما رأت رجلاً ملتحياً في رواق المستشفى. بقي عشر دقائق على هبوط الطائرة، الفتيات خائفات من الحياة التي تنتظرهن. ينقشع الضباب وتظهر الغابات الكثيفة والتلال المغطاة بالثلج. ثم عند خروجهن من الطائرة ترحب بهنّ سماء زرقاء عظيمة. عندها، عادت الابتسامات إلى الظهور، وانتصرت إرادة العيش. فقالت لنا سيفا،”سأتمكن من المشي بسلام في الشوارع والعودة من دون أي خوف”.
بين الأمس واليوم
ينتمي الايزيديون إلى الديانة الأيزيدية وهي واحدة من أصغر الأقليّات الدينية في العراق. يعيش أغلبهم في المناطق المحيطة بناحية شيخان شمال شرق مدينة الموصل وفي جبال سنجار غرب الموصل. وتعيش مجموعات أصغر في تركيا وسورية وألمانيا وجورجيا وأرمينيا. إلّا أنّ عددهم لا يتخطّى 250 ألف يزيدي في كل أرجاء العالم.
تشير الأبحاث الحديثة إلى أنّ مصدر اسم الايزيديين يعود إلى اللفظ الفارسي «إزيد» الذي يعني «الملاك أو المعبود»، وأنّ هذه التسمية تعني «عبدة اللّه» تماماً كما يصف أتباع هذه الديانة أنفسهم.
غير أنّه يصعب تحديد الخلفيّة التاريخية الدينية للديانة اليزيدية. فكان منشأ هذه الديانة ولايزال محط جدل واختلاف بين الباحثين والكتّاب. فأصدروا الكثير من الآراء والنظريات التي اتّسمت بطابع التناقض والغموض. إذ يرى بعض الباحثين الإسلاميين أنّها خليط من ديانات قديمة عدّة، ويظّن البعض الآخر أنّها ديانة منشقّة ومنحرفة عن الإسلام. ما يفسّر شعور الكراهية الذي يعتري المجموعات الإسلاميّة المتطرفّة تجاه الايزيديين.
تعرّض الايزيديون إلى عدد لا يستهان به من حملات الإبادة والاضطهاد التي شنّها تنظيم {داعش} ضدّهم في الآونة الأخيرة وإلى هجمات متكرّرة تمثلّت بتفجيرات وعمليّات اغتيال تستهدفهم في العراق. وأدّى سقوط مدينة سنجار الأيزيدية على يد مسلّحي داعش إلى قتل المئات وهجرة الآلاف من مدنهم وقراهم هرباً من سياسة القتل والدمار التي يتبعها أعداؤهم. في ديسمبر 2015، تمكّنت قوّات البيشمركة من تحرير جبل سنجار وفكّ الحصار عن مئات العائلات الأيزيدية المحاصرة هناك في أكبر هجوم شنّته تحت غطاء جوّي من مقاتلات التحالف.
وفي سياق متصل، لا بدّ من تسليط الضوء على المعاناة التي تقاسيها المرأة الأيزيدية منذ ذلك الحين. أهي معاناة جسدية فحسب أم أنّها معاناة كذالك نفسيّة يصعب على العقل البشريّ أن يتخيّلها؟ ضُربن وشُتمن واحتُجزن واغتُصبن وذُقن أسوأ المرارات حتى فقدن مذاق الحياة وتُقن إلى الموت هرباً من المزيد من البؤس والذلّ والعار… وستبقى هذه الفاجعة محفورة في ذاكرتهنّ إلى الأبد.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية
