نازحون شنكاليون في دهوك يشكون لـ(باسنيوز) صعوبة الحياة في المخيمات
تأخر عودتهم الى مناطقهم يدفع بكثيرين منهم للتفكير بالهجرة
رسالة الشركاتي: يشكو النازحون الايزيديون في مخيمات محافظة دهوك من قلة الخدمات والأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشونها،ويشيرون الى ان عدم اكتمال تحرير مناطقهم وبقاء بعضها تحت سيطرة داعش وأفتقار قضاء شنكال(اكبر نسبة من النازحين الايزيديين قدموا منه)والذي حررته قوات البيشمركة اواخر العام الماضي للخدمات الاساسية وتدمير البنية التحتية فيه بسبب القتال الذي شهده ما يُصّعب عودة النازحين اليها، وحياة النزوح العصيبة التي طالت امدها، تدفع بالكثيرين منهم الى التفكير في الهجرة وترك الوطن.
مراد كتي، وهو معلم مدرسة نازح ،يسكن في مخيم شيخان مع عائلته،قال لـ (باسنيوز) ” نعاني الأمّرين منذ حوالي السنة ونصف، الحياة في المخيمات صعبة جدا”، مضيفا”كوننا من سكان مجمع تل قصب والمحتل لحد الآن من قبل داعش وبسبب تأخر تحرير مناطقنا والمصير المجهول الذي نواجهه واوضاعنا المعيشية الصعبة فأن معاناتنا مستمرة وبتنا نفقد الامل في عودة قريبة لنا “.

مضيفا بالقول “لم افكر يوما بالهجرة وترك وطني وأرضي ،لكن السبب الرئيسي الذي بات يدفعني الى التفكير بالهجرة هو تأخير تحرير مناطقنا وبقائنا في هذه المخيمات التعيسة”.
فيما ابدت سامية علي (23 عاما) وهي نازحة من شنكال تسكن مخيم خانكي للنازحين في ضواحي مدينة دهوك،عدم رضاها عن عمل منظمات الاغاثة التي يعتمد النازحون على المساعدات التي تقدمها هذه المنظمات لهم ،وقالت لـ(باسنيوز)”غالبية المنظمات التي تدعي مساعدتنا منشغلة بمصالحها ولا تساعدنا بالشكل المطلوب”.
مضيفة “والحكومة العراقية أيضا لم تشعر قط بالمسؤولية تجاهنا ، منذ حوالي 17 شهرا و نحن نعيش مآساة حقيقية في المخيم حيث برد الشتاء وحر الصيف ناهيك عن الخوف والرعب الذي لايزال يسكننا نتيجة جرائم داعش بحقنا”.

يذكر ان عددا من القرى والمجمعات الجنوبية التابعة لقضاء شنكال(120كم شمال الموصل) بالاضافة لناحية كرعزير مازالت في قبضة داعش منذ احتلال التنظيم لها أوائل آب/أغسطس 2014 .
سها اسماعيل (29عاما)، نازحة ايزيدية اخرى وهي ام لطفلين كانت من سكنة مجمع تل قصب(10كم جنوب شرق مدينة شنكال) وتسكن الآن مخيم شيخان للنازحين الكورد الايزيديين، قالت ” منذ حوالي سنة ونصف اسكن في خيمة صغيرة مع زوجي واطفالي ووالد و والدة زوجي وهم كبار في السن ومرضى”. مستدركة بالقول”نعيش اوضاع مأساوية جدا “.
هذه النازحة اشتكت من تأخر تحرير منطقتهم، “كنا ننتظر تحرير مناطقنا ولكن للاسف لم يتم تحرير مناطقنا لحد الآن بل تم تحرير مجموعة قرى عربية ساعدت غالبية سكانها،ارهابيي داعش على ارتكاب جرائمهم البشعة بحقنا نحن الكورد الايزديين” قالت سها اسماعيل.
مضيفة “المنظمات الخيرية التي كانت تساعد النازحين قطعت مساعداتها عنّا.. نحن الان نفكر في الهجرة حيث ينتظرنا المجهول.. لا نعلم ان كنا سوف نصل الى أوروبا والمانيا حيث نريد،ام سيكون مصيرنا الغرق في بحر ايجه كما العشرات من المهاجرين الايزيديين “.
من جهته قال، قائد شنكالي، وهو ناشط ايزيدي في مخيم قادية للنازحين الايزيديين في قضاء زاخو(60 كم شمال دهوك) “زادت مشاكل النازحين اليومية والحياتية مع مرور الوقت، وبات دور المنظمات الانسانية في مساعدة النازحين الايزديين محدودا جدا”,مضيفا”اصبح من النادر ان نجد منظمة تساعد النازحين بل هناك منظمات باتت هي من تستفيد من قضية الايزيديين”.
شنكالي أشار الى ان “النازحين الايزيديين ليسوا من اهل شنكال فقط بل هناك نازحون من بعشيقة وبحزاني وتلكيف وهم ايزيديون ايضا، يعيشون أوضاعا بائسة حيث الخيم المتهالكة وعوائل احترقت خيمهم واخرى تهدمت بفعل الامطار والعواصف وهم الان لا يملكون حتى خيمة تسترهم من برد الشتاء”.
مضيفا “بسبب هذه الاوضاع هناك العديد من العوائل التي تهاجر مجازفة بحياتها الى المانيا وبقية الدول الاوربية”.
الى ذلك، قال، اكرم فتاح، رئيس لجنة الهجرة والمهجرين في مجلس محافظة دهوك لـ(باسنيوز)،ان “الحكومة العراقية لم تقم بواجبها تجاه النازحين العراقيين الذين نزحوا من المحافظات العراقية الى الاقليم ولم تساعد حكومة الاقليم في ايوائهم و تقديم العون لهم”.
مضيفا بالقول “دور منظمات المجتمع المدني ايضا ضعيف جدا،والجميع يعلم الازمة المالية التي يعيشها الاقليم والأعداد الهائلة من النازحين والمهاجرين الذين يستقبلهم لذلك نحن بحاجة الى دعم دولي لتحسين اوضاع اللاجئين والنازحين”.
وتابع يقول “منذ بداية نزوح النازحين الايزيديين الى كوردستان واستقبال اعداد كبيرة منهم في المخيمات ،شهدت هذه المخيمات بين الحين وألآخرحوداث تحصل لهم من قبيل أحتراق الخيم وحالات وفاة جراء ذلك” مضيفا” نوعية الخيم رديئة،وتحترق بسرعة كبيرة”.
تجدر الاشارة الى ان اقليم كوردستان يستقبل نحو مليوني لاجىء ونازح من الكورد السوريين والعراقيين العرب ،والكورد الايزيديين حيث توجه معظم الايزيديين الى مدينة دهوك وقضاء زاخو والمناطق الاخرى القريبة منها، ويقيم معظمهم في مخيمات اقامتها حكومة اقليم كوردستان في المنطقة،وقد اثرت الازمة المالية التي يمر بها الاقليم على توفير الخدمات والمساعدات لساكني هذه المخيمات .
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية
