قصص من كارثة شنكال …..(110)
الباحث التاريخي/ داود مراد ختاري
بالرغم ما أصابنا فاليوم انا بين أهلي وأبناء ديني ومجتمعي معززة ومكرمة.
كنت ما أزال عروسا ً فقد تزوجت منذ خمسة أشهر فقط والقي القبض على عائلتنا مع ثماني عوائل من أقرباءنا، أخذوا قسم منهم إلى شنكال وبعد قصف الطائرات لمقر الحزب الديمقراطي الكوردستاني (17)، هرب زوجي ، وكنت في سيارة الدواعش مع أخته وبنت أخيه.
وقالت الناجية (ل. ح. ع 17 سنة) : حولونا إلى تل قصب ثم تلعفر والموصل ،كان هناك تعدي على النساء بالضرب المبرح، وبقينا شهر بالقرب من سايلو تلعفر، ثم حولونا إلى تلعفر وتحولت إلى خمسة دور وكان تعاملهم معي قاسياً، كنت أبكي دائما واضرب على الطعام، وأهل الدار الخامس تعاملوا معي بالإحسانِ، ثم حولوني إلى حمام العليل جنوب الموصل.
في إحدى الأيام أرادت فتاة من كوجو الانتحار فأنقذتها في اللحظات الأخيرة وكانت هناك فتاة صغيرة في العمر (جنار 12 سنة)، حاول إرهاربي من تلعفر أخذها، لكن زوجته طلبت الطلاق منه، وقالت له: كيف تتزوج هذه الطفلة؟، فاجبر على التخلى عن فكرة الزواج بها.
بقيت شهرين وتسعة أيام، ثم نجوت.
أما شقيقة زوجها الناجية (و. ا) قالت: بعد شهر من بقاءنا في العراق تم تحويلي مع (100) فتاة من الموصل إلى الرقة وحينما وصلنا إلى تلعفر حملوا معنا (50) فتاة من أهل كوجو، وأدخلونا في دار في غابة وبعد (14) يوم حولونا إلى حلب ومكثنا شهراً مع الدواعش الملتحقين للتو من روسيا وكازخستان والسعودية وأدخلوني في فندق مع أمير من كازخستان يلقب بـ (داود – عمره “30” سنة متزوج من امرأتين من كازخستان) وتعامل معي بقسوة وتم حجزي في غرفة منفردة ومنحني قليل من الأكل ولوجبة واحدة فقط في اليوم ولم أكن استحم وينهل علي بالضرب أيضاً والطيران يقصفنا يومياً وبعدها جلب فتاتان من أهل كوجو، وذات يوم طلب منا بصعود السيارة وسارت بنا نهار كامل إلى أن وصلنا إلى الشدادية فباعني إلى (أبو حمزة – من كازخستان – متزوج من امرأتين من كازاخستان وامرأة سورية وأصبحت الرابعة) ووزعت بقية الفتيات، تعلمت قراءة القرآن وأداة الصلاة ، تعدى علي كثيراً لأنه يعتقد باني سأهرب لا محال، وكنت أرفض دخوله إلى غرفتي دائماً، وكانت نساءه الكازاخستانيات ترفضان بقائي عنده، لأنهن يقولن منذ مجيئك إلى الدار ترك زوجنا دخول غرفنا . يجلب معه زملاءه ويعرضني عليهم للبيع، لكني أتوسل إليه بعدم بيعي إليهم، وذات يوم شكوت أمري لصاحب أسواق قريب منا كنا نتبضع منه، فأكد لي عليك أن ترضخي لطلباته وتكوني سياسيةً كي يطمأن منك ومن ثم باستطاعتك الاتصال بالأهل والخروج من المأزق. وخلال تواجدنا كنا نستعمل الحبوب والإبر لمنع الحمل.
اتصلت بالعديد من النساء والفتيات الإيزيديات المتواجدات هناك، ورأيت أحداثاً منها وكان هناك أمير وهو رجل كبير في السن ومعوق – بتر في إحدى قدميه – نتيجة قصف الطائرات، ذات لحية مكثفة ويشبه الوحوش، يأتي يوميا إلى المقر الرئيسي المكتظ بالفتيات ويختار له فتاة باكرة ويعيدها في اليوم الثاني وهكذا، ويقول: أريد أن أحطم رقماً قياسياً بفض بكر الفتيات، وسمعت أحاديثهن على يد هذا الرجل، فحينما يأخذهن يربطهن بالسرير، فتتعالى صرخاتهن لكنه لا يرحم أبداً، وكانت هناك طفلة في التاسعة من عمرها أخذها ذات يوم ولم يرحمها، وسألت إحداهن التي مضت فترة في ذلك المقر – تعمل كخادمة للحراس – عن عدد الفتيات التي اغتصبها هذا الأمير الوحشي فردت قائلةً: أكثر من خمسين فتاة.
(ن. ن) فتاة صغيرة من تل قصب عمرها (13 سنة) اغتصبها هذا الوحش المعوق فنزفت دماً وتألمت كثيرا وأدخولها إلى المستشفى.
كان مقر الشدادية بمثابة محطة توزيع الفتيات إلى المدن الأخرى.
الإرهابي المدعو (ابو جنان) هو من يجمع الفتيات من تلعفر، الموصل، الرقة وبقية المدن السورية إلى مقر الشدادية .
(ج) امرأة صغيرة السن ولها أربعة أطفال أخذها كازاخستاني وتعدى عليها، لأنها كانت ترفض طلباته، وامرأة أخرى اسمها (م)- قد نجت أيضاً – قالت لي : هذا الرجل السعودي هو عاشر من ملكني ويتم بيعي باستمرار.
كانت هناك عجوز طاعنة في السن ولها أطفال، أجبروها بالزواج من رجل كبير في السن (قذر جداً) ويتعدى عليها بالضرب باستمرار، .
وأخيراً أحمد ربي باني قد نجوت من هؤلاء المجرمين وكانت حياتي كأنها كوابيس وبعد أن قضيت ثمانية أشهر وثمانية أيام نجوت، واليوم انا بين أهلي وأبناء ديني ومجتمعي معززة ومكرمة.
ملاحظة: صور هذه الشقق في الشدادية تمتلأ بالفتيات الايزيديات.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية