رجل ينقذ 300 امرأة ازيدية من قبضة داعش
رووداو – دهوك: تمكن رجل كوردي ازيدي من انقاذ 300 امرأة ازيدية من قبضة مسلحي تنظيم “الدولة الاسلامية” داعش، في مدينتي الموصل وتلعفر في العراق ومدينتي الرقة ودير الزور في سوريا.
ومراد برجس هو كوردي ازيدي، يقيم في مدينة دهوك، وضع أمامه هاتفين يرنان على الدوام، فيجيب على الاتصال إما باللغة العربية أو باللغة الكوردية، ولكن جميع هذه الاتصالات متعلقة بتخليص النساء والفتيات الكورديات الازيديات المحتجزات لدى داعش.
ويتحدث مراد عن هذه الاتصالات، قائلا “بعد ثلاثة اسابيع من هجوم داعش على سنجار، اتصل بي عدة اشخاص من الازيديين الذين كانوا في مدينة الرقة، وطلبوا مني مساعدتهم، وبذلت جهودي على الفور، واستطعت في البداية تخليص ثلاث فتيات ازيديات”.
وبعد تخليص الفتيات الثلاث، سرعان ما عرف مراد بأنه منقذ النساء الازيديات لدى داعش، فاتصل به غالبية الذين كانت بناتهم محتجزات لدى التنظيم.
ويضيف مراد أن 13 شخصا من اقاربه محتجزون لدى داعش، ومازال مصير بعضهم مجهولا، ويقول “فقدت زوجتي اثر شقيقتيها وزوجتيّ شقيقيها، ومصير أربعة من ابناء أشقائي مازال مجهولا، وأنا اتفهم آلام الذين احتجز ابناؤهم لدى داعش، لذا اقوم بكل ما بوسعي عندما يتصل بي احدهم”.
وهناك قصة وراء كل من تمكن مراد من تخليصه، لكنه تأثر كثيرا بقصة فتاة في الثانية عشرة من عمرها، ويقول عنها “اتصلت بي فتاة من الرقة قبل اربعة أشهر، وحكت لي حياتها وكيف يعتدي عليها مسلحو داعش، كانت تبكي وتتوسلني لتخليصها من المسلحين، وقالت إنها تعرضت للاعتداء من قبل 16 شخصا”.
ويضيف مراد أن “جميع اقارب تلك الفتاة كانوا محتجزين لدى داعش، ولم يطلب مني أحد ذلك بل قمت بالسعي لتخليصها في سبيل الله، وحاولت لمدة شهر حتى تمكنت من ذلك، لقد تأثرت بقصتها كثيرا، لكنني شعرت براحة كبيرة عندما حررتها، ولا اعتقد أنني سأنسى يوما قصتها”.
ويشير مراد إلى أنه تمكن من تخليص تلك الفتيات في مقابل مبالغ مالية، قائلا “كانت هناك نساء تمكنت من تخليصهن بـ500 دولار، بينما قمنا بصرف 10 آلاف دولار لتحرير بعض النساء”.
وعن المصدر المالي الذي يمكن بواسطته تخليص اولئك الفتيات، يقول مراد إن “جميع حالات الفتيات اللاتي تم تخليصهن عبرنا، تمت بالتنسيق مع مكتب رئيس حكومة اقليم كوردستان لشؤون النازحين، الذي مازال يساعدنا”
والهاتف الجوال لمراد مليء بصور النساء والاطفال الذين احتجزهم داعش، وقدرها مراد بألفي صورة، ويقول “اعرف مكان بعضهم، لكن البعض الآخر غالبيتهم في عداد المفقودين”.
وفي اثناء اعداد التقرير جاء كورديان ازيديان إلى منزل مراد، وطلبا منه التقصي عما إذا كان بعض الاشخاص على قيد الحياة ليقوم بتخليصهم، ويقول مراد “قطعت عهدا على نفسي بأن اخلص الكورد الازيديين لدى داعش حتى آخر واحد منهم، فحتى الآن حررت 300 امرأة كوردية ازيدية من قبضة داعش”.
وفضل مراد عدم الكشف عن كيفية تخليص المحتجزات لدى داعش، لحماية أرواح الذين مازالوا في قبضته، لكنه يلفت إلى أن اللاتي خلصهن كنّ في تلعفر والموصل والرقة ودير الزور.
أما بخصوص الذين يساعدونه، فيقول “خلصت غالبية اولئك النسوة بمساعدة العرب في المناطق التي احتجزت فيها تلك النساء، لذا لا يمكن أن نقول إن جميعهم سيئون، فقد كان بعض العرب أكثر اخلاصا من الكورد وعرضوا حياتهم للخطر لتخليص اولئك النسوة”.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية