ديسمبر 03, 2025

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

قصص من كارثة شنكال…..(106)

قصص من كارثة شنكال…..(106)11892245_1621129544831385_4589923378683509471_n

الباحث/ داود مراد ختاري

” الزهور اللواتي قطفن من حديقة شنكال “

     اجتاح حشود الظلام في الثالث من آب 2014 مدينة شنكال فدمروا كل ما هو جميل فيها واحرقوا الاخضر واليابس، لم يسلم اي شيء حي من وحشيتهم وحين نكتب عن قصص شنكال تنزف الكلمات بدماء الأطفال والشيوخ الذين ذبحوا بصيحات “الله اكبر” ولم يكتفِ اسوأ مخلوقات العصر بالذبح فقط بل طالت اياديهم الحدائق فقطفوا الزهور اللواتي ترعرعن في الربيع الهادئ . اشرس واكثر التنظيمات الارهابية وحشيةً اعتقلوا الآلاف وفرقوا النساء عن الباقين في شنكال التي أصبحت الان تحت رحمتهم.

القي القبض على عائلتنا عند الالتواءات الجبلية لجبل سنجار من قبل تنظيم الدولة الاسلامية وهناك عزلوا الرجال عن النساء والأطفال، طلب منا الدخول الى الدين الاسلامي لكن والدي رفض إعتناق الاسلام فتم عزله عن الرجال الآخرين واخذوه الى مكان مجهول (لحد الان مجهول المصير تماما وعلى الارجح تم قتله(.

   نقلونا مع مجموعة من العوائل الى داخل سنجار – في دائرة حكومية – وفي نفس اليوم تم عزل الفتيات عن النساء والاطفال ثم نقلونا مع وجبة من الفتيات الى الموصل معقلهم داخل العراق, في (قاعة الشباب والرياضة) بقيت هناك ستة ايام وفيها أجبرت على إعتناق الإسلام وأهلكونا الجوع لقلة الطعام.

بعدها نقلوها الى قاعة (كلاكسي للحفلات) وبقيت فيها لمدة خمسة اشهر ثم نقلوها الى بيت مع مجموعة من الفتيات لمدة يوم واحد، بعد ذلك قاموا بنقلها مع مئات الفتيات الاخريات الى مدينة الرقة السورية بواسطة سيارات نقل كبيرة (الباصات) حيث افترقت (بهار) عن اخواتها ..

وكانت بهار مع اثنتين من اخواتها معهن. ثم تم نقلهن الى الموصل وابقوهن داخل سجون الموصل مع اخريات لعدة أيام ثم نقلن الى سوريا .

” في الطريق الى جحيم سوريا “

تقول (بهار) الناجية من انياب داعش: ” في طريقنا الى سوريا داخل الحافلة التي كانت تحوي حوالي مئتي إمراة وجميعهن ايزيديات وكنا نصرخ ونبكي دون جدوى، صدى صراخنا يصل الى السماء ودموعنا تحرق وجناتنا التي لم يلامسها نسيم الهواء وكانت تحرق معها ثوب الانسانية الكاذب .

أضافت الناجية : كانوا يرددون مرارا وتكرارا انكم كفارُ ومشركون ويجب عليكن الدخول الى الإسلام وتقرأن القرآن وأن تقمن الصلات والزواج من مقاتلي التنظيم ” .

” داخل الدولة التي تحتضر “

وصلت (بهار) مع عدد لا يحصى من النساء الايزيديات الى سوريا الملتهبة بالفايروسات الارهابية ومدنها التي كانت شبه متوفية . نقل التنظيم الارهابي الفتاة مع احدى الفتيات التي اصبحت صديقتها ( س ) الى ” الشدادية ” بقوا هناك عدة ايام لم يرضخا لحكم الظلام بل هربتا ولكن سرعان ما تم القبض عليهما مجددا وازاء ذلك تعرضن للتعذيب الوحشي،يشار إلى ان تنظيم الدولة الاسلامية يجبر النساء اللاتي يقعن تحت سلطتهم على ممارسة الجنس معهم، فإما أن يحولهن الى جواري إن كن غير مسلمات، او يجبروهن بالترهيب على ممارسة جهاد النكاح إن كن مسلمات سنيات، فيما تعد الشيعية غير مسلمة .

وفي ليلة مظلمة، اشتراها شرطي سابق وإمام مسجد بثمن بخس بعد أن ظلت معروضة لفترة برفقة أيزيديات أخريات في صالة لبيع المختطفات والذين كانوا يتجولون في الصالة الكبيرة التي حشرت فيها الأيزيديات ومن ضمنهم عراقيون وسوريون ومقاتلون من جنسيات غربية، لكنها تؤكد أن المساومة كانت تتم على 150 دولارا للفتاة الواحدة،. يقول إحدهم “اعطنى مسدسك البريتا فأعطيك الحنطية. أما اذا أردت أن تدفع نقدا فأعطني 150 دولارا.

وتتذكر الناجية صنوفا مختلفة من التعذيب والإهانة كانت تمارس عليها وعلى عشرات الفتيات الأيزيديات خلال فترة العرض.

واكملت حديثها: لقد اعتدوا علينا بالعشرات وضربونا بالخراطيم (صوندات الماء) والاسلاك الكهربائية (كيبل) وركلونا حتى تعرض كتفي للخلع ولم يتركوننا حتى اغمى علينا ” .

عند الرفض للإنصياع الى آوامرهم وعدم اعتناق الدين الاسلامي كنا نتعرض للضرب، وكان يتم تقييدنا وإجبارنا على البقاء في الشمس، وشرب مياه ملوثة تسبح فيها فئران نافقة. كما كانا يهدداننا بالتعذيب بالكهرباء”.

أخذت إلى الرقة، معقل التنظيم، حيث كانت تطبخ وتنظف لزوجات البغدادي الثلاث وأطفاله الستة.

واضافت الناجية: وتم حجزنا في بيت ويتم توزيع الفتيات الايزيديات على عناصر التنظيم حيث باعونا مع ثمانية فتيات أخريات الى (زعيم تنظيم الدولة الاسلامية ابو بكر البغدادي ) وأخذنا الى بيته مع عائلته، واستخدمت كخادمة هناك لمدة عشرة ايام
حاولت الهروب مرة، لكني عوقبت بالضرب بواسطة خرطوم مياه والضربات الأخيرة كانت من قبل البغدادي نفسه.
البغدادي قال لي: لقد ضربتك لأنك هربت منا، اخترناك لتعتنقي الإسلام، أنت تنتمين إلى الدولة الإسلامية.

ثم نقلونا الى منزل قائد بارز في التنظيم والصديق المقرب لأبو بكر البغدادي خليفة داعش حيث مأساة اخرى كانت بانتظارنا .

” عشرة أيام تحت رحمة الجرذ البدين “وصلت (بهار) مع صديقتها ( س ) الى منزل كبير مكون من طابقين وسرداب على ما يبدو كان مقرا لداعش، يجتمعون فيه للتخطيط لاعمالهم الاجرامية . كان ذلك منزل ( ابوسياف ) احد ابرز قادة داعش وصديق حميم لرأس الافعى ( البغدادي ) . وصفت لنا الناجية مظهر ( ابو سياف ) قائلة : ” كان قصيرا وبدينا ذولحية طويلة سوداء وشعر طويل مجعد ووجهه القبيح فيه ندبة، وآثر جرح على منخره وفوق حاجبيه ” مظهره كان يوحي بأنه مجرم وسفاح وزوجته كانت اكثر قبحا ” بدينة وضخمة البنية وذات شعر اشقر مجعد “.كان منزل ( ابوسياف ) دائما مزدحما بقادة وعناصر التنظيم وحتى خليفتهم المخزي كان يأتي بين فترة واخرى وكان يبيت أياما احيانا . والمخطوفات الايزيديات مع صحفية امريكية تدعى ” كايلا ” يتولن اعمال المنزل والطبخ والتنظيف بالاكراه تحت أوامر ( ام سياف ) الحقودة .

وذات يوم أتى ( أبو بكر البغدادي ) وعندما حل الليل أخذ الامريكية ( كايلا) من معصمها وفي الصباح ارجعها، وكايلا كانت تجيد بعض كلمات اللغة العربية,. وصفت لنا الناجية (بهار) لحظة ارجاعها قائلة : ” جاءت كايلا في الصباح وكانت باهتة وشاحبة الوجه وشعرها مجعد وكأنهم سحبوا منها الحياة ” ..مظهرها كان يوحي بأنها تعرضت لعمل وحشي .” وعندما سألناها عما حدث لها : قالت كايلا بصوت خافت ممزوجا بالدموع بأنها قد تعرضت الى ما تخشاه الفتاة من قبل الوحش الكبير ( الاغتصاب ) ” وقالت لنا بأن البغدادي قال لها: سأتزوجك بالقوة وإذا رفضت ذلك سأقتلك.

وأضافت الناجية: عندما سمعن الباقيات قصتها توقف الدم في عروقهن خوفا من المصير ذاته وادركن بأن ( ابوسياف ) وجرائه لم يتعرضوا لهن لأنهن كن أمانة للبغدادي لديه وأنه سوف يأتي ويمارس قذارته معهن .

عندما سمعت ما قالته كايلا لنا أردت الهروب، وطلبت من كايلا الهرب معي لكنها رفضت، وقالت إذا هربت فسيقومون بقطع رأسي.

البغدادي كان دائما في غرفته لثلاث أو أربع ساعات، كان يأتي أحيانا إلى غرفنا، يضربنا ويعاقبنا، وكان يقول لنا بأن الأيزيديين كفار، وأشياء من هذا القبيل، وأولاده كانوا يسخرون منا، ويقولون لنا أنتم قذرون والايزيديين كفار، كان شريراً لم يقل كلاما لطيفا.
أطلق علي في يوم من الأيام اسم عبدة.

وتقول الضحية :”بانه تم اغتصابي بطريقة اكثر من وحشية من قبل اثنين من حراس (زعيم تنظيم الدولة الاسلامية ابو بكر البغدادي) وقاموا بضربي باسلاك الكهرباء (الكيبلات) والعصي ثم ربطوا يدي بالحائط بواسطة اصفاد بعدها (قام زعيم تنظيم الدولة الاسلامية ابو بكر البغدادي باغتصابي(

واستطاعت الضحية الهرب من بيت (زعيم تنظيم الدولة الاسلامية ابو بكر البغدادي ) في الساعة الواحدة فجرا من خلال كسر احدى الشبابيك ومشت لمدة ثلاث ساعات متواصلة حتى وصلت الى مكان كان يوجد فيه مقر للتنظيم فحاولوا الامساك بها لكنها اختبأت تحت السيارة،

” أما الحياة او الموت “

بعد عشرة أيام مريعة, نقل مخلوقات البغدادي, (بهار) مع صديقتها ( س ) مع بعض نساء الى ” الشدادية ” مرة اخرى الى منزل عادي ليس فخماً . عندما حل الليل هناك اختارت (بهار) الحياة ” أخبرت اصدقائي بأني سوف اهرب ! خاف الباقين واخبروني ان تم القبض علي مرة اخر فالموت محتوم ولكن وافقت ( س ) معي ” , في الليلة ذاتها وعند الواحدة بعد منتصف الليل كان هنالك شباك مدعمة بالقضبان الحديدية من الخارج ولعدم اكلهن وشربهن كانت (بهار) و(س) نحيفات وهذا ما امكنهن من المرور بين قضبان الشباك .

وتقول الناجية : ” رمينا عباءاتنا السوداء وذلك للتمويه .

خرجنا من الشدادية ومشينا ثلاث ساعات من الثالثة صباحاً حتى وصلنا منطقة لا انوار فيها عدا منزلا .. تجادلنا حوله ولكن اقنعت صديقتي بأن داعش يطفئء الاضواء خوفا من القصف .. لجئنا الى ذلك المنزل متوسلين اليهم وعاملونا بحسن وعند الساعة السابعة صباحا قالوا لنا سوف نأخذكن حيث تريدون فطلبنا منهم ان يوصلونا الى حسكة ” . كان لذلك المنزل دراجات نارية وأخذ شابان من ذلك المنزل واقلهن في الطرق الترابية بواسطة الدراجات النارية الى حسكة والى منزل اهلها كانوا اكرادا , عندها بث الروح في جسد (بهار) وصديقتها (س) .. طلبوا من اصحاب المنزل ان يتصلوا بالوحدات حماية الشعب الكوردية في سوريا ( ي ب ك ) وفي الصباح جاء ( ي ب ك ) واخذوهن . اتصلت (بهار) بأخوها وبدورها اتصلت صديقتها ( س) بعمها ونجوا من جحيم داعش .

بعدها بفترة قتل الجرذ البدين (ابو سياف) بعملية لقوات الخاصة الامريكية مع قادة اخرى وحرروا فتاة كانت بمنزله .

بهار تلك الفتاة الجميلة من شنكال شاهدت مقتل العديد من الاشخاص في منعطفات جبل شنكال، وقتل شخص امام عينها لانه حاول الهرب، ورأت جثث الايزيدية مرمية على الشارع المؤدي الى سنجار .

     ما المها هي صورة بيع الفتيات والنساء الايزيديات و ضرب صديقاتها بطرق وحشية بالكيبلات والعصا، أجبرت على اعتناق الاسلام، تعرضت الضحية للضرب بالكيبلات لانها حاولت الهرب وتم حجزها في غرفة لمدة شهر مع قلة الاكل والشرب وانقطاع الطعام عنها لمدة (15( يوم، تم اغتصابها من قبل زعيم تنظيم الدولة الاسلامية أبو بكر البغدادي بعدها تعرضت للبيع والاغتصاب لأكثر من مرة.

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi