أكتوبر 13, 2025

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

قصص من كارثة شنكال …..(101)

قصص من كارثة شنكال …..(101)DSC04473 - Copy

الباحث/ داود مراد ختاري

رمى الولد في النهر، تعالت صرخاته ، فأنقذه رجلاً خيراً.

يوم كئيب، والناس في حيرة من أمرهم (الهرب، القتل، الخيانة، السبي وتعدي جار العشرة) تلك كانت رموز هذا اليوم الأسود 3-8-2014، فخرجنا من شنكال نحو صولاغ في السابعة صباحاً بست سيارات مع عوائل اربعة من أشقاء زوجي.

القي القبض علينا في (كلي حاجي) القريب من الجبل، نهبونا ما نمتلك من المال والذهب والسيارات، دخلونا في قاعة الاحتفالات في صولاغ وهي عائدة لأحد اقرباءنا، عزلوا الرجال عن النساء وكان معنا (ا. خ. ر) أيضاً، لكنه استطاع الإنفلات من أيديهم في اليوم الاول، لم يبقُ العوائل في مكان ما بل يتم تحويلهم من مكان الى آخر باستمرار، كانت هناك اعتداء على الرجال بالضرب والإهانة، وبعد أيام استطاع زوجي مع اثنان من اشقاءه الهرب منهم، ومازال شقيقه (ط) تحت رحمتهم، والذين بقوا من بعدها تم تعذيبهم حسب اقوال الذين نجوا فيما بعد، ومازال مصير أكثرهم مجهولاً، وطلب من الختان (ب. د) أن يكون مأذناً ويعلم الآخرين الصلاة فحينما رفض جلدوه، واجبروه على أداء هذا العمل.

هذا ما قالته الناجية (ف. م) مواليد 1988: انقطعت عن زوجي واشقائه في صولاغ ، وحولونا الى تلعفر لمدة اربعة أيام وأخذوا الفتيات وتعالت الصراخ واخذهن عنوة، وبعدها الى سجن بادوش لاقل من شهر ثم الى مدرسة في تلعفر ونقلونا بعد خمسة عشر يوما الى كسر المحراب، ثم بعد فترة الى مدينة الرقة السورية وتم توزيعنا على المقاتلين كل مجموعة (7) فتيات ونساء، ونقل مجموعتنا الى مقر في مدينة طبقة ، وكانت من بيننا فتاة في الرابعة عشر من عمرها فأخذها أميرهم حين وصولونا، انهالت علينا الشتائم، ثم وزعونا على المقاتلين ، فاشتراني شخص ارهابي بسعر (2000) دولار وأخذني مع أطفالي الثلاثة الى داره وكنت حاملاً أيضاً، تعرضت الى الضرب ونشب شجار داخل العائلة لعدم موافقة زوجته، عادني الى المقر ثانية بعد اسبوع ، فاشتراني ارهابي آخر (ابو ناصر السعودي – عمره 30 سنة) كان يعاملنا بقساوة والضرب يوميا وذات يوم ضرب ابني بالعصا كثيرا وحينما بدلت ملابسه رأيت جلده أزرقا وفيه أورام نتيجة الضرب.

وفي يوم آخر أخذ ابني الكبير كي يرميه في النهر، فحينما وضعه في النهر (سد الفرات) تعالت صرخاته الى السماء، ومن حظه كان شخصاً بالقرب منهم توسل به وانقذه من الغرق، لم يبقً نوعاً من التعذيب لم يستعمله معي ومع أطفالي وكان يعزلهم عني ويقيدونهم، كان مجرماً بمنتهى الإجرام.

ذات يوم أمننا عند دار رجل (كردي سوري/ حسين محمد كيفو، وصهريه من السعودية، واشقاءه يسكنون في دهوك حالياً) وذهب الى معركة (كوباني) ولم يعد، وبعد أيام أبلغوني بأن أبطال كوباني قد أرسلوه الى الجحيم .

بعد مرور شهر أشتراني شخص آخر من الطبقة / الحي الثالث يدعى (يوسف أبو نايف سعودي الجنسية وزوجته سورية الجنسية اسمها – سناء عبداله كوردي – امها (مريم) وشقيقها (حيدر)، وقد زرت دار مريم مرتين في قرى الرقة).

يوسف رجل اسمر وضخم جداً، جاء هو وزوجته وابلغوني بان أكون خادمة للدار لانه أمير للتنظيم ولديه ضيوف، لكن تبين فيما بعد هو وزوجته أقذر الناس على وجه الارض تعاملا معي ومع أطفالي، لن تمر ساعة دون ضربنا وخاصة الأطفال تراهم مركونين في الزوايا وبصمتٍ تام ومع ذلك يأتي المجرم وينالهم ضرباً مبرحاً، وآثار الضرب لا تمحي عن جسدهم ، وكانت زوجته تضربني باستمرار وتلقبني بالكافرة.

قالت زوجته سأذهب الى دار شقيقتي لكونها ولدت قبل أيام وأخذت معها أطفالي الاثنان، توسلت بها بعدم أخذهم لكنها أكدت لي بانها سترجع في اليوم التالي (لكنها قد أخرجتهما معها الى جهة أخرى لفترة وجيزة بالاتفاق مع زوجها).

وحينما جاء زوجها الى الدار طلب مني بإحضار أمتعة ملابسي كي يوصلني الى عند زوجته، وفي الطريق قال لي: لقد بعتكِ الى شخص آخر، توسلت به لكن دون جدوى، فطلبت منه أن يسلمني أطفالي ومن ثم يفعل ما يشاء، فبدأ يكذب أيضا وقال: غداً سيكون أطفالك عندك.

عندما وصلنا الى دار المشتري، حاول أن ينزلني، لكن رفضت النزول من السيارة الى الدار الجديد بدون أطفالي وصرخت في الحي، وتحشد الناس على السيارة وهو يجبرني بالنزول وأنا أدفع به، وبعدها طلب من المشتري وأحد زملاءه بجلب الأسلحة، وثلاثة منهم شهروا أسلحتهم نحوي، وأنا أصرخ وأصرخ منادياً (أطفالي…أطفالي…) وبعدها هلكت فأغمي علي ولم أدرك بنفسي.

في اليوم الثاني كانت العائلة نائمة، فخرجت من الدار مع اطفالي الاثنان، وصعدت في سيارة تاكسي فقلت له أخذني الى قرية (والدة سناء عبدالله)، وفي الطريق قلت له لا أمتلك أية مبلغ (قد نسيت حقيبتي اليدوية- وفي الحقيقة لم أكن أمتلك حتى الحقيبة ولا أية مبلغ)، فقال لي: بامكانك أخذ المبلغ من الدار التي ستذهبين اليه، فأكدت له باني سأذهب واتشاجر معهم.

لكن عند وصولي الى القرية ضيعت عنوان الدار في الحي، فما كان علي الا أن أدخل الى دارٍ آخر كدخيلة، فرحبوا بي ، لكن بعد خمس دقائق رأيت صاحب الدار قد خرج ولم تمر نصف ساعة حتى جاءت قوة من الدواعش، فقلت لهم : لست هاربة وانما أبحث عن أطفالي، وفي المقر اتصلوا بالشخص الذي اشتراني مؤخراً فجاء وأخذني الى داره، لكنه عذبني كثيراً، فقلت له : لماذا اشتريتني دون أطفالي، فأكد لي بانه سيجلب الاطفال أيضاً .

في اليوم التالي ذهبت الى دار (يوسف) وعند وصولي تبين أن الرجل قد أخذ ابني معه وزوجته (سناء) تود الخروج ومعها ابنتي، فصرخت بوجهها، دخلتني الى الدار ثم سحبت المسدس من جيبها وشهرها بوجهي وقالت : لو أخذتي ابنتك سأقتلكما حالاً أيتها الكافرة.

أدركت انها ستقتلني فعلاً مع ابنتي لانهم لا يمتلكون الرحمة تجاه بني البشر ، فخرجت من الدار باكياً.

وأكد لي الذي ملكني بانه لايستطع أخذ الآطفال منهم لانهم يمتلكون السلطة لدى التنظيم.

ثم باعني الى شخص آخر وخلال فترة وجيزة تم بيعي الى ثلاثة آخرين ، أحدهم يبيعني الى الآخر بعد فترة قصيرة من مكوثي عنده، والاخير باعني الى أهلي في العراق بمبلغ (20000) عشرون الف دولار.

وحوش بلا رحمة ، ومازال اثنان من أطفالي لدى يوسف وزوجته سناء في مدينة طبقة السورية.

ثم تنهدت الناجية وتذكرت مأساة أبناء شنكال عند الدواعش وذكرت لنا بعض منها:

في تلعفر حاولت إحدى الفتاة الانتحار ورمت بنفسها من سطح المدرسة الى الساحة المبلطة، لكنها لم تمت بل انكسرت احدى يداها ورضوخ في الجسم.

وحينما كنا في كسر المحراب تم تفتيشنا ذات يوم ، فعثروا على جهاز (موبايل) لدى احدى قريباتنا، عذبوا العائلة بأكملها وبعد أن قيدوا الفتاة رموا عليها المئات من العيارات النارية بجوانبها وفوق رأسها، وهي تصرخ ومن ثم جلدوها .

وفي سوريا هربت احدى النساء وحينما القي القبض عليها أخذوا منها طفلتها ثم أطلق عليها الرصاص فماتت.

وعندما كنت في المقر ، كانت هناك فتاة (ح) سمراء من ناحية سنوني وكانت جارتنا أيضا في كسر المحراب، يتم التعدي عليها من قبل مجموعة كبيرة من حراس المقر يومياً.

بينما الفتاة (أ) تزوجها ثلاث ارهابين سوية وهم كل من (أبو سامي، أبو بصير، ابو عمر)

وأضافت : لم تكن لدي بصيص من الأمل أن أنجو ذات يوم من الدولة الاسلامية الارهابية، وكنت أبكي واشرح همومي لأطفالي وهم معذبون معي.

أتمنى من الله نجاة أطفالي المخطوفين لدى التنظيم وأن أحضنهم ذات يوم.

ودعوات الامهات مستجاب.

 

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi