مركز لالش: تجاهل العبادي للايزيديين والبيشمركة أمر مستجهن
خلال كلمته في قمة مكافحة الارهاب في نيويورك، اسهب رئيس مجلس الوزراء الاتحادي العراقي، الدكتور حيدر العبادي، في التطرق لغالبية ما يحصل في الساحة العراقية من تطورات متسارعة، لكنه تجنب ذكر اسم الكورد الايزيديين ولا الكارثة التي حلّت بهم على ايدي عصابات داعش الاجرامية في شنكال، كما اشاد العبادي بجميع القوى العراقية التي تقاتل داعش، باستثناء قوات البيشمركة التي حققت وتحقق انتصارات متتالية بدءا من ربيعة ومرورا بزمار، ناحية سنوني، وانكي، مخمور والحويجة وغيرها.
ونحن اذا نعدّ تجنب العبادي للاشارة لهاتين المسالتين امرا مستهجنا، لكننا نرى ان الموضوع ليس بجديد علينا.
فلطالما تم ذكر ما اصاب الكورد الايزيديين من فاجعة على لسان كبار قادة العالم في اوربا وامريكا وغيرها، كما ان الاشادة ببسالة وتضحيات قوات البيشمركة من قبل أولئك الساسة والقادة العسكريين بات امرا طبيعيا لانه تقدير تستحقه قوات البيشمركة عن جدارة، وفي الوقت نفسه فان الكثيرين من الساسة العراقيين يتجنبون ذلك، ليس اليوم فقط، بل منذ وقوع كارثة شنكال الماساوية، مع الاشارة ان بعضهم يشير لذلك بشكل خجول وقد يكون من باب رفع العتب لا اكثر، علما ان المرجعية الدينية الرشيدة دعت الى حماية الايزيديين، لكن يبدو ان بعض الساسة العراقيين يتغافلون عن تلك النصيحة.
ان قيام العبادي وغيره من الساسة العراقيين بالتطرق لماساة الكورد الايزيديين ولتضحيات البيشمركة لا ينقص او يزيد طرفا ما شيئا، فالكورد الايزيديين تعرضوا لعملية ابادة جماعية نتج عنها الاف القتلى والمخطوفين والمفقودين والسبايا، ناهيكم عن اكبر عملية نهب لممتلكاتهم حدثت بتاريخ البلاد، كما ان صدى انتصارات قوات البيشمركة باتت مصدر رعب وقلق لقيادات داعش الارهابية ولمن يساندهم.
على السيد العبادي ان يسعى لتغيير الصورة النمطية لقادة العراق التي في اذهاننا، فجميعهم وعلى مرّ تاريخ تاسيس الدولة العراقية قبل نحو قرن، كانوا يتجنبون ذكر اسم الكورد الايزيديين لاسباب ما زلنا نجهلها، علما ان عدد الايزيديين في العراق قد يكون بنحو 2.5% وهو رقم ينبغي احترامه.
ونريد ان نفهم من القادة العراقيين الحاليين، هل يعتبروننا عراقيين ام لا؟ انه سؤال بسيط بحاجة الى اجابة من قبل المعنيين بالامر.
الهيئة العليا لمركز لالش
الثقافي والاجتماعي
دهوك ـ 1/10/2015
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية
