الناجية الايزيدية بازي سنجاري تقدم شهادتها امام الكونكرس والخارجية الامريكية
خضر دوملي
قدمت الناجية الايزيدية بازي سنجاري التي نجت من قبضة داعش مطلع العام الجاري شهادتها امام لجنة العلاقات الخارجية في الكونكرس والخارجية الامريكية وعدد من الشخصيات ومراكز القرار متضمنة الكثير من المعلومات والمطالب التي تركزت بشكل اساس على المطالبة بأنقاذ الايزيديات المخطوفات والمخطوفين ودعم وحماية الايزيدية.
الزيارة التي جاءت بجهود كبيرة بذلها الناشط ثامر الياس مدير منظمة هيومانتي في كوردستان ومنظمة هاردوايرد ومشاركتي، حقيقة كانت مثمرة وكبيرة الى الان – يصعب وصف اللحظات التي كانت بازي تصف فيها معاناة النساء الايزيديات في قبضة داعش، يصعب ان تصل جرأة اي شخص جرأة بازي والطريقة البريئة التي قدمت شهادتها امام الكونكرس قائلة لهم ” جئتكم من سنجار – من قرية كوجو – القرية التي شهدت اكبر جريمة بحق الايزيدية عندما قام داعش بقتل اكثر من ستمائة شخص وسبي وخطف اكثر من الف أمرأة وطفل انا واحدة منهم”
كانت بازي 20 عاما – تتحدث بحزن وتنظر في اعينهم لتقول ” عندما وقعنا في قبضة داعش كنا نقول ان امريكا ستنقذنا لأنها استطاعت ان تخلصنا من صدام حسين في ايام معدودة، فكيف بزمرة من الارهابيين والمجرمين الذين اعتدوا علينا، لكن للاسف حدث ما لم نكن نتوقعه – أصبحنا سبايا – قتلوا رجالنا وسبوا الفتيات وباعوهن باسعار رخصية جدا، انا احداهن تم بيعها في الرقة عاصمة – داعش أكثر من مرة الى ان انتهى بي المطاف لأكون سبية بيد رجل امريكي”
على مدى يومين في واشنطن نتجول وننتقل من اجتماع الى اخر ، تحدث الينا كبار المسؤولين في وزارة الخارجية ( مسؤولة ملف الديمقراطية وحقوق الانسان – ئوني بلاير – مسؤولة ملف العراق – الزابيث كوبلي ومسؤولين اخرين عن شؤون الاديان واللاجئين ) تحدثنا مطولا عن اوضاع الاقليات الدينية في العراق وخاصة الايزيدية أكدت لهم القول ” اذا تريدون ان يبقى الاقليات في العراق فلابد من حمياتهم ودعمهم، واذا لا، فسيصبحوا مثل اليهود يتركون البلاد لأنهم لايجدون جدية في تحرير مناطقهم ، وأكدت لهم بالقول ” لابد ان تكون هناك مشاريع لتطوير واعمار مناطق الاقليات ، هل يعقل ان منطقة سنونى وزمار قد تم تحريرهما منذ حوالي سنة ولايوجد فيها اية مشاريع اعمار، وهل يعقل ان لايتم أطمئنان الايزيدية والمسيحيين والشبك والكاكائية بأنه سيتم تحرير مناطقهم ويتم اعمارها ، لو توفرت فرص العمل والاعمار ولو توفرت فرص التربية والتعليم وبناء المدارس فأن التفكير بالبقاء سيصبح امرا واقعا ولكن بخلافه فأن الهجرة هو ما يفكرون به “
بعدها قدم ثامر الياس شرحا مطولا عن اوضاع الايزيدية في جبل سنجار والمتطلبات الضرورية للعوائل هناك، شارحا اوضاع الاطفال والنساء والعوائل ومتطلبات النازحين الايزيدية في المخيمات وخاصة الاطفال واحتياجات التربية والتعليم وفتح مراكز التأهيل النفسي وتطوير القدرات للناجيات .. هناك ايضا استمعوا الى شهادة بازي حول اوضاع النساء الايزيديات في قبضة داعش، عقبنا انا وثامر بالكثير من المعلومات حول اوضاع الناجيات والاحصاءات والارقام التي حصلنا عليها من المديرية العامة لشؤون الايزيدية، فمصدر المعلومات كان له اهمية كبيرة لديهم حتى يتم دراسة ما يمكن تقديمه من مشاريع مستقبلا، فرغم الاحاديث الكثيرة التي قدمناها والمعلومات العديدة عن اوضاع النساء الايزيديات ألا ن كلام بازي كان مؤثرا حيث قدمت قصة وقوعها في قبضة داعش وكيف ان شخصا يدعي بأنه امريكي ( ابو عبدلله الامريكي ) هو الذي أشتراها مع فتاة اخرى .
في اللقاء الاهم الذي جرى في مبنى الكونكرس – لجنة العلاقات الخارجية وحضرها عشرة من اعضاء الكونكرس كانت بازي اكثر حماسة في مطالبة الامريكان بأن يفعلوا شيئا وبعدما قدمت قصتها مجددا وكيف وقعت بقبضة التنظيم ، قالت لهم ” جئت الى هنا ليس للسياحة بل لأعرف ماذا لديكم لانقاذ الايزيديات، اذ لايزال هناك اكثر من ثلاثة الاف أمرأة وطفل في قبضتهم ، جئت اليكم لانقل صوت النساء الايزيديات في قبضة داعش ، لأنقل مطالب الايزيدية بأن تفعلوا شيئا لهم حتى لاتتكرر المآسي التي حصلت بحقنا مجددا، جئت اليكم لأنقل لكم معاناة اهلي من قرية كوجو ، ومعاناة كل الايزيدية وخاصة مما يعاني منه النساء الايزيديات في قبضة داعش، جئت أقول لكم كيف تقبلون ان تباع النساء والفتيات بسعر رخيص – اين حقوق الانسان – اين حقوق الايزيدية ألم يكفي هذا؟ ام تريدون ان تتكرر الفرمانات بحقنا مجددا – لابد ان تنهوا داعش حتى نستطيع العيش بسلام وألا بخلافه ليس لنا مستقبل “.
اللقاء هذا الذي عقد صباح 29 ايلول جاء بدعم من عضو الكونكرس ( ترينت فرانكس ) الذي ابدى تعاطفا كبيرا مع الايزيدية ومآساتهم وشدد انه سيعمل كل ما بوسعه لكي تقدم امريكا دعما لانهاء داعش وخاصة دعم الناجيات من قبضة داعش. فيما قال رئيس لجنة العلاقات الخارجية ( ئايد رويى ) وعدد من اعضاء الكونكرس بعد انتهاء تقديم بازي لشهادتها، أنه يؤسفنى ان يتعرض الايزيدية لهذه المأساة ولذلك نحن ندرس لتقديم ودعم جهود اقليم كوردستان لأنهاء داعش والمنظمات التي تنفذ برامج تنمية وتأهيل للنازحين وخاصة الايزيدية، ونؤكد لك بأنك انسانة شهمة وكبيرة جئت الى هنا تنقلين لنا هذه القصة المؤثرة، حقا انك تستحقين الاحترام .
الجانب الاخر من اللقاء تمثل في تقديم مختصر حول ما تنفذ من برامج للناجيات والاحصاءات الخاصة بعدد النساء اللواتي لايزلن في قبضة التنظيم والناجيات واحوالهن والبرامج الخاصة لمساعدتهم الى جانب ما يتضمنه كتاب ( الموت الاسود من معلومات وحقائق ) حيث اكد اعضاء الكونكرس بأن من الضروري ان يتم جمع كل الحقائق والوثائق لكي يتم ادانة داعش وتدوين ما حصل للايزيدية بأنه جريمة ابادة جماعية .
ملاحظة – ذكر تقرير لقناة – سي أن أن – بأن الناجية الايزيدية بازي قد تحررت بجهود خضر دوملي – الاصح انها وصلت لأمريكا بجهود خضر دوملي لأن الذي حررها وذكرت بازي في أكثر من موقع انه مراد برجس – للتنويه .
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية