قصص من كارثة شنكال ….(92)
الباحث/ داود مراد ختاري
رموا أمها من السيارة فوقعت على رأسها وماتت.
هذه الفتاة كانت مريضة (بمرض نفسي مزمن) أسمها (وحيدة حجي قاسم كوركوركي) من مجمع دوكري/ ناحية سنوني لكنها كانت تعيش حياة طبيعية، وعندما القي القبض على عائلتها، أحرقوا الدواعش دارهم المتواضع مع العفش أمام ناظرهم، وصعودهم في السيارة وبعد مسافة من السير تشاجرت والدتها مع الحارس الداعشي الموجود في خلفية السيارة (بيكب) مع العوائل أمسكها الداعشي ورماها من السيارة وهي تسير بالسرعة الفائقة على الشارع العام بالقرب من مفرق (دوكري) فوقعت على رأسها وماتت في الحال (بعد أيام تم دفنها من قبل الخيريين في مقبرة بالقرب من مزار شرف الدين)، لذا تأثرت هذه الفتاة مع شقيقتها بحالة من الجنون، وبقتا تحت ظلم الدواعش لفترة طويلة، تعرضت هي وشقيقتها الى أنواع التعذيب الجسدي، لأن شقيقتها لا تريد أن تتركها وهي مريضة، والدواعش يعتقدون بانها ليست مريضة بل تتظاهر بالمرض، وشقيقتها تريد التخلص من عمليات الاغتصاب الداعشي بحجة انها ترعى شقيقتها المريضة، لذا تنهال بالضرب المبرح عليهما طوال تواجدهما في الدولة الاسلامية الداعشية.
بعد تم الافراج عنهما، وصلتا الى كركوك، ثم الى معبد لالش، وحال وصولهما توفيت شقيقتها (وتحة) في المعبد متأثرة بالضربات والجلدات التي نالتها على أيدي الدواعش (وتم دفنها في قرية بيتنار على بعد -10- كم جنوب شرق شيخان)، وبقت (وحيدة) على أسمها ليست لها إنسان يأويها وهي في هذه الحالة وتتألم من أوجاع الضربات القديمة، لكن السيدة (زوجة سليمان كوركوركي)، أرادت التقرب من الله وأن تأوي هذه الفتاة المريضة وهي تعيش في مخيم (باجد كندالا /2)
وتقول هذه السيدة الكريمة: أقوم بواجبها اليومي من حيث تحضير الأكل والاستحمام وغسل الملابس، ولكن لكونها (وحيدة) ولا تمتلك أية مستمسكات رسمية ولا تمتلك دينار واحد، لذا حرمت من كافة الحقوق في دائرة الهجرة والمهاجرين من حيث استلام منحة المليون دينار والبطاقة الذكية، وقد زارتها العديد من المنظمات الانسانية لكن دون مساعدتها، وهي تشكوا من الضربات القديمة ومازالت آثار هذه الضربات على جسمها.
شكرا لهذه السيدة الفاضلة التي تقوم بهذا العمل الخيري (اذا خليت قلبت)، وادعوا الخيرين بتقديم العون لهذه الفتاة المريضة بعد أستشهاد والدتها وشقيقتها على أيدي الدواعش.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية
