مقاتلو جبل شنكال في أيام المحن ……(13)
الباحث/ داود مراد ختاري
نتحدث عن بداية دخول الداعش إلى مدينة الموصل أي بعد 10-6-2014 ان أغلبية شبابنا كانوا في الجيش المركزي وبعد انهياره بدأت مخاوف بشأن شنكال ومناطق سهل نينوى، لذا قررنا أن نساند المنظومة الدفاعية في المنطقة تحت رعاية السيد (حيدر ششو) هذا ما تحدث إلينا المقاتل ( فارس مام سكفان ) من مجموعة قاطع (بيرى اورا) وقرية (زيروان) قائلاً:
وكنا نقوم بالواجبات والخفارات حول القرى المجاورة للقرى العربية إلى حين 3-8-2014 ذلك اليوم المشؤوم في شنكال حاولنا أن ننقذ أهلنا بأكبر قدر ممكن ولكن لم نتمكن من أنقاذ الكل واحتجزوا من قبل الدواعش ، لعدم امتلاكنا الأسلحة والاعتدة الكافية فأضطرنا أن ننزح باتجاه الجبل ونحتمي به ونحن كشباب الأيزيدية كنا نقوم بحماية المزارات وأهلنا الموجودين في الجبل بأسلحتنا الخفيفة.
بعد أيام قلت المواد الغذائية لدينا وأصبح من الصعب العيش بتلك الوضعية ، قرر بعض من شبابنا على نصب اول كمين مسلح في مفرق كوهبل حتى يتمكنوا من جلب بعض المواد الغذائية وأستطاعوا أن يقتلوا أكثر من (20) داعشياً وبعد تكبيدهم هذه الخسائر قاموا بمحاوﻻت متكررة للسيطرة على الجبل ولكن جميع المحاولات باءت بالفشل ولكننا فقدنا بطلين استشهدا في المعركة وهما (سعدومشكو وبركات حسو) .
وفي يوم 8-8 كانت محاولتهم الهجومية على قاطع (بيرى اورا) حيث دامت الاشتباكات أكثر من ساعة وتمكن شبابنا من الانتصار عليهم وﻻذوا بالفرار …
بعد ذلك أدركنا أن الطريق المؤدي الى غرب كوردستان مفتوح ومأمن قمنا بمساعدة أهلنا وبطريق جبلي لكي يتمكنوا التخلص من خلال هذا المعبر الحدودي .
اما بالنسبة الى قاطع بيرى اورا نحن كشباب كنا نقوم بالواجبات والخفرات ومعنا ( المجيور شيخ خدر الذي استشهد نتيجة دهسه بقنبلة زرعت في الطريق أثناء تأديه بالواجبات الدينية) وكذلك المقاتل إبراهيم خديدا الذي كان وﻻ يزال في الجبل ).
كثرت أعدادنا من أصحاب الغيرة يوم بعد آخر، ترجلنا من الجبل في بداية شهر التاسع وسيطرنا على مفارق أربع مجمعات، وقرر المقاتلين أن يقاتلوا تحت اسم ( وحدات حماية شنكال(
) وبعد اشتباكات خفيفة استطعنا أن نسيطر على المجمعات أيضاً وإنقاذ ما تبقى من الشياب والعجائز بداخلهم الذين كانوا محتجزين بشكل سري،
وبفترة زمنية محددة كانت مجمع زورافا ومفرق زورافا تحت سيطرتنا لمدة (40) يوماً وهذه النقطة كانت آخر نقطة لحماية شنكال من الجهة الشرقية والمسافة بيننا وبين الدواعش (3) كم ، ونستقبل الناجيات من أيدي الدواعش ومن ثم تسليمهن إلى المقاتلين المتواجدين في (مزار شرفدين)-
وخلال هذه المدة كانت هناك مناوشات واشتباكات بالهاونات والدوشكات
في نهاية شهر العاشر هاجموا (مجمع زورافا) بقوة كبيرة ، لم ينجحوا في اليوم الأول وكبدناهم خسائر بالأرواح.
وفي اليوم الثاني هاجموا بقوة أكبر وبالرغم من الجو الترابي اشتبكنا معهم من الساعة التاسعة صباحاً الى الرابعة عصراً وبأسلحتنا المتوسطة والخفيفة وبسبب نفاذ ذخائرنا أضطرارنا على الانسحاب من مجمع زورافا باتجاه الجبل واستقرنا في نقاطنا السابقة .
وبعدها هاجموا بقوة كبيرة على جهة ( مهركا وخرابى طيرا ) كانت تمركز نقطة من وحدات حماية شنكال هناك (والتي تكون موازية لقاطعنا بيرى اورا) بعدما ضعف تلك النقطة أمام العدو لنفاذ العتاد والسلاح لهذا أضطرنا أن نساندهم فقسمت مجموعتنا إلى قسمين منهم يحمي مزار بيرى اورا بثلاث نقاط أو أربعة وقسم الآخر يشارك في الاشتباكات في (خرابى طيرا والحاوي)
وأستطاع مقاتلينا أن يقتل منهم بالعشرات ولم يتمكن العدو من التسلق إلى الجبل وبقينا هناك أكثر من (15) يوماً ، وفي الأيام الأخيرة ضاقت بنا الحال من الأرزاق والعتاد ولكن الحمدلله مرت على خير .
فتح الطريق المؤدي إلى كوردستان العراق يوم 18 -12 – 2014 ولكننا مازلنا كوحدة من وحدات حماية شنكال نقوم بواجبنا في (مزار بيرى اورا، تلال باخليف، تل بريفكا، الحاوي، والمناطق المحورية)
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية