مجزرة كوجو …..(38)
الباحث/ داود مراد ختاري
بقينا عشرة أيام في الدار دون أن نفتح الباب.
الناجية (أ. م. ط – مواليد 1997) قالت:
أنا من كوجو، وتزوجت من قرية كرعزير .
القي القبض علينا في بداية المنعطفات، حولونا الى نفوس شنكال بقينا ليلة فيه، في الليل تمرضت حماتي (أم زوجي) وتقيأت دماً، أخذتها الى مستشفى شنكال، لكن المستشفى كانت خالية من الكوادر الصحية ، فعدنا وكانت معي ثلاثة نساء أيضاً من أهل مركز المدينة فدخلنا الى دارهن، بقينا عشرة أيام ، دون ان نفتح الباب ولا نعلم ما يدور في العالم، في اليوم الحادي والعشرون فتحوا بابنا في الساعة الثامنة صباحاً، طلب منا البقاء وعدم فتح الباب والانصياع لأوامر أحد الا (ابو بركة)، وفي المساء عادوا الينا بثلاث سيارات وفتشوا الدار وهم نفس الأشخاص، وحينها كنت حاملة ، سألني (ابو البركة) أين زوجك؟ فقلت: أنه موقوف لديكم.
فرد قائلاً: لقد ذبحناه، ومن الأفضل أن تتزوجي أحد مقاتلي الدولة الإسلامية ، فرفضت ولم أصدقه بأنهم نحروا زوجي.
ثم أضاف: هل دخلتم الى الديانة الاسلامية وتؤدين الصلاة؟ فقلت له : نعم … وقبل الخروج قال لي عليك أن تفكري بجدية حول الزواج من المقاتلين.
بعد خروجهم بكيت كثيراً ثم فكرت حول كيفية الخروج من المأزق وهؤلاء لن يرحمونا فلابد الخروج من المنزل ، طلبت من بقية النساء اللواتي معنا بالخروج سوية ، لكنهن رفضن وقلن: سنبقى في دارنا ، فخرجت مع حماتي في الساعة الثامنة صباحاً، وفي الأزقة رأينا رجلاً طاعناً في السن ومعه طفلان يحمل قنينة بلاستيكية سعة خمسة لترات من النفط الأبيض، طلبنا منه أن يوصلنا الى قرية النسيرية القريبة من الجبل، لوجود أقرباء لنا .
طلب الرجل من الاطفال بالعودة الى البيت ووصلنا الى القرية مشكوراً والتقينا بمجموعة من أقرباءنا وتوفيت عجوز، ثم اتجهنا نحو الجبل وبقينا اربعة أيام وتوفيت ابنتها أيضاً.
وفي 6-11- 2014 ولدت وعلمت بان زوجي حي يرزق والحمدالله.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية
