الباحث/ داود مراد ختاري
آثار التعذيب والصعقات الكهربائية لازالت ظاهرة على معصمي وجسدي.
قالت لنا الناجية (ن. ب / مواليد1991), من قرية كوجو
بعد القبض علينا, في اليوم الاول اخذونا الى قرية صولاغ وفي مساء ذلك اليوم اخذونا الى سوريا, كان عددنا (54) فتاة واحتجزونا في إحدى مقراتهم وكان عبارة عن بيت ذو طابقين في مزرعة كبيرة وفي منطقة جبلية ومحاطة بالغابات والمياه. كانت احدى مقابرهم مجاورة لنا .
وبعد وصولنا هناك كان هناك مجموعة اخرى من الفتيات كنّ هناك قبل وصولنا من اهالي قرى تل عزير وتل قصب والقرى الاخرى.
بتنا هناك تلك اليلة وفي الصباح التالي جاءوا الينا (65) فردا من التنظيم وقام كل واحد منهم بانتقاء واحدة منا.
كانوا اولئك الرجال (سعوديين, فلسطينين, مصريين ،ايطاليين , امريكيين) وغيرها من الجنسيات الاجنبية المختلفة.
بقيت (18) يوما عند اخواتي, احداهن كانت اصغر مني سنا والاخرى كانت خرساء وبعدها جاء اميرهم سعودي الجنسية واشتراني مع (3) فتيات اخريات فصرنا معه (4) فتيات كلنا من قرية كوجو.
اخذنا الى بيته وكانت عائلته كبيرة فصرنا خدما لهم, وقبل اخذنا من المقر عرض علينا الذهاب معه لكننا رفضنا ذلك فقام بضربنا والاعتداء علينا واخذنا جبرا في نهاية المطاف. فقد صعقنا بالكهرباء قبل اخذنا.
كان يشغل احدى مولدات الكهرباء ويربط الاسلاك به وفي نهاية الاسلاك كان ما يشبه الخطاف فيربط ايدينا به. كانت الاسلاك تشبه كهربائيات السيارات “جطل” فيربط معاصمنا بها ويعذبنا. فكان يفعل هذا معنا مدة ساعة تقريبا حتى ينهك بدننا فيضعنا في السيارة بعد ذلك.
نعم, هذه اثار التعذيب والصعقة لازالت ظاهرة على معصمي وجسدي.
وفي احدى المرات اسقطوني من على (25) درجا فكسر قدمي، كانت في ذلك البيت ذوالطابقين وكان يشدني من شعري ويسقطني من الدرج. حتى ارتطم بالارض.
نعم كانت تلك المرة, اذ كسر قدمي وتورم كثيرا. فلم اكن قادرة على المشي فأخذني وراءه مع (3) فتيات أخريات
وبعد كل هذا التعذيب والضرب نهكت قوتنا فاركبنا في السيارة واخذنا، بعد ان قام بدفع مبلغا من المال لهم مقابل شرائنا.
لا اعلم بالضبط بالمبلغ لكنه اعطاهم الكثير من المال “اوراق دولار”
اعطاه للحارس الذي كان يحتجزنا, كان على الباب فاعطاه “السعودي”ذلك المبلغ, فاصبحنا خدما في بيته مدة اربع أشهر ونصف الشهر، كنا نطبخ ونغسل ملابسهم. ثم بعدها هربنا.
أما عن معاناتنا خلال تلك الأشهر الأربعة.
كان يربط أيادينا بالشبابيك ويعلقنا في السقوف، أربع أوخمس مرات فعل ذلك معي، يربط يدي ويعلقني في السقف لمدة ساعة أواكثر كانت الدموع تتصبب من اعيننا وافواهنا من شدة التعذيب..!!
كذلك يضربونا بخراطيم المياه (صوندة) والاسلاك الكهربائية (الكيبلات). كان عددهم كبيرا, خمسة او أربع افراد. ويتبادلون هذه العملية فيما بينهم.
كانوا يفعلون هذا معنا كلنا.لانهم كانوا يعرضون علينا الزواج منهم لكننا كنا نرفض ذلك.
كنا نواجه هذا العذاب كله من اجل الحفاظ على الشرف. ليس في العالم هناك فتاة ترضى ان تضيع شرفها
لم يجبروا قدمي, حيث أخذنا الى بيته من ثم الى احدى مقراتهم وبقينا هناك ليلة واحدة, فهربنا تلك الليلة وكل واحدة منا ركضت بإتجاه مختلف، وتمكنت من الهرب وقدمي مكسورة لاني فضلت الموت على البقاء, فهربت على أمل ان اموت والا ابقى في قبضتهم. فخرجوا ورائي لكني اختبأت خلف جدار مدرسة هناك. من ثم طرقت باب احدى البيوت فخرجت لي امرأة وطفلة .
التجأت اليهم وتوسلت بهم بتقديم المعونة لي, فسمحوا لي بالدخول لكنها اشترطت علي الا اخبر احدا.
أخبرت ابنها بان يأخذني للمعالجة, فاخذوني وجبروا قدمي الذي كان مكسورا. بقيت شهرا و15 يوما في بيت تلك السيدة, بعد ذلك بلغ شخص عني, كان جيرانها على ما اظن. وبعد التبليغ قدم علينا ذلك الامير واخذنا من جديد.
بعد معرفته بان اهل ذلك البيت قد قاموا بإيوائي لم يقوم باذية ذلك البيت اذ اخبرته بان لا ذنب لهم في هذا كوني كنت شديدة التألم لكسر قدمي فاجبروا على ايوائي, فاشترط علي ان اذهب معه، فتركهم وشأنهم.ورجعت اليه من جديد، لأني اخبرته الحقيقة.
كان وقد عثر على رفيقاتي الاخريات في وقت سابق واخذهن اليه.
وارجح انهم قد قاموا بتعذيب وضرب رفيقاتي ايضا. كانوا قد عثروا عليهن قبلي فكنت مختبأة ولم يعلموا بمكاني.
وبعدها لم يرسلنا الى المعالجة مطلقا. كنا نبقى احيانا لمدة (3 ) أيام متواصلة لانقدر الحراك من الضرب والتعذيب ولكن رغما عن ذلك كانوا يجبرونا على النهوض والقيام بالمهام المنزلية وخدمتهم.
ومرتين اخرتين قام بصعقي بالكهرباء.
في احدى المرات صعقنا الحرس الذي كان واقفا على الباب ومرة أخرى الامير نفسه قام بذلك.
وذات مرة في مدينة الرقة السورية داخل بيت الأمير السعودي واسمه (محمد فلاح). يبلغ من العمر (27) سنة .ذي ثلاث طوابق بالقرب من جامع “تل علو” كان متزوجا من امرأة سورية ولازالت عنده .
بعد ان علقنا في السقف قام بصعقنا لكي لا نقدر على الهرب لان الصعق كان ينهك قوانا، كنا فاقدين للوعي لا نشعر بشيء لمدة ساعة او اكثر، وبعد ذلك كنا نستيقض من جديد فكانت ابداننا بعد ذلك خاملة ولا نستطيع الحراك.
كنا نحن الاربعة سوية ونتعرض لنفس التعذيب والضرب, لم ارَ شيئا اخر . اما الاخريات فلا أعلم ما حصل لهن بعد.والعديد من المختطفات الاخريات كن يلجأن الى الانتحار. اذ كانوا يقفزون من بيوت ذي ثلاث طوابق لتخليص انفسهن من ذلك العذاب.
عندما كنا لا نزال في ذلك المقر كانت هناك امرأة من منطقة “سيبا شيخ خدرئ” واسمها (ا) من عائلة (خ. ش) فقامت بالقفز من بيت ذي طابقين فادى ذلك الى كسر انفها واحدى يديها.
اختي الخرساء وابنة عمي كذلك حاولتا الانتحار من خلال القفز من احدى المباني فاد بذلك الى كسر اقدامهن وانهن لازلن في قبضة التنظيم، كل واحدة منهن في منطقة مختلفة.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية