أكتوبر 23, 2025

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

مقبرة جماعية في وادي (بيريني) بالقرب من عين (كدرى) في “مهمد رشان”

مقبرة جماعية في وادي (بيريني) بالقرب من عين (كدرى) التي تبعد 300 م عن مزار (مهمد رشان) جنوب جبل شنكال.

الباحث/ داود مراد ختاري2222 - Copy

تحدثت الينا السيدة (باران حسين صالح / 75 سنة من مجيوري جل ميران – من مجمع تل قصب) قائلةً:
كنا في شرق مزار مهمد رشان، المتواجدون كانوا من كبار السن، في كل يوم يأخذون البعض، وفي اليوم الاول للكارثة كسرت يدي وكما ترى لم تجبر لحد الان .
طلب منا الدواعش الخروج فقلت لهم: نحن جميعاً معاقين وكبار السن لا نستطيع السير أبداً ماذا تريدون منا، فرد قائلاً : لماذا لا تموتون اذاً، فقلت له: حينما يشاء رب العالمين سيأخذ أرواحنا.
فرد أيضاً: وهل انتم الايزيدية تأمنون بالله، أنتم كفار وأبصق على الأرض، واتصل بأميره قائلاً: الجميع معاقين فرد عليه أميرهم : ((خلي يولون))، ثم ذهبوا الى عند الرجال وأخذوهم ومن ضمنهم زوجي (بدل عبدو كالي مواليد 1925) والسيد (عبدو – معاق على الكرسي) كان مبتور الاقدام في الحرب العراقية الايرانية مع بقية الرجال المعاقين وعددهم (8) و إمرأة صغيرة السن مع أطفالها الثلاثة ، وسرقوا السيارات المتواجدة في الوادي القريب من مزار مهمد رشان وخاصة الموديلات الحديثة ، وبعدها بأيام عادوا الينا وأخذوا ثلاث أطفال كانوا يقدمون لنا الخدمات وهم إيتام ، فبقينا نحن اللواتي لا تستطع إحدانا من تقديم أية خدمة ولا تحضير الأكل بقينا جائعات والحر والاوساخ تقتل بأجسامنا ونتيجة تساقط العرق على عيوني وحكه كثيرا فقدت احدى عيناي ولم أرَ النور بها حالياً.شرين خديدة
في احدى الأيام جاءت مجموعة من الدواعش وسألونا هل انتن جائعات، لقد جلبنا لكن (لقم الحلويات) وزعوا في غرفتنا (كنا تسع نساء) مجموعة من اللقم وقالوا (عوافي هذا الاكل لكم) فحينها أدركت بان هذه اللقم مسمومة (انهم لا يطعموننا الصمون والخبز) فكيف يجلبون لنا الحلويات، فوضعت حصتي امامي على الارض، وبعد خروجهم نبهت زميلاتي بعدم الاكل، لكنهن جائعات لم يقبلن النصيحة فأكلن الا واحدة كانت مريضة حاولت مضغ اللقمة في فمها لم تستطع .
وفي الليل الى الفجر توفيت النساء السبعة ، بينما المريضة لم تمت بل تألمت كثيراً لانها حاولت مضغها في فمها ويبدو ان بعض السموم قد دخلت معدتها، وبقينا نحن الاثنين.
والمتوفيات (باران حجي من مركز مدينة شنكال، كوجر من ناحية الشمال، سيفي، خوخي …الخ).

وترى بين السيارات اعداد هائلة من الجثث منتفخة تقدر بخمسين جثة .
وذات يوم جاء الينا (عمر البناء – عمر الياس عمر الدلكاني / مواليد 1937من أهل تل قصب) وزوجته مع ابنهم الشاب الوسيم أسمه (كمال / مواليد 1979 )، أخذوا عمر مع زوجي ومازال مصيرهم مجهولاً.عمر البناء
وذات يوم جاء الدواعش وقيدوا الشاب (كمال عمر) وطلب منه أن ينطق بالشهادة للدخول الى ديانة الاسلام ، لكنه رفض، فوضع أحدهم فوهة المسدس في جبينه وقال له : انطق كلمة الحرام، فرفض وبكلتا اليدين المقيدين وبكل قوة ضرب على صدر الداعشي مرتين قائلاً : يا الله وطاووس ملك يا الله وطاووس ملك، هولا… هولا…. فوقع الداعشي على ظهره.
كان داعشياً آخر بالقرب منه فرماه واستشهد كمال عمر البناء ، رمت والدته نفسها على الجثة وبكت عليه كثيراً وحاولنا ان نبعدها لكنها رفضت لحين توفيت في اليوم الثاني وهي تحضن جثة ابنها.
وتحدث الينا السيد (خيرو عمر البناء -1958) يسكن حالياً في قرية خراب بك شرق زاخو قائلاً: حينما سمعت باستشهاد شقيقي (كمال عمر يوم 18-8-2014) في وادي (بيريني) بالقرب من عين (كدرى) التي تبعد عن مزار (مهمد رشان) بمسافة 300 متر ، فدفناه هناك ولم نستطع قطع القيود عن معصميه بل دفناه وهو مقيداً، ثم دفنا الوالدة (شيرين خديدة) في مكان آخر من الجبل.
وأضافت السيدة باران حسين: لم نستطع دفن كافة الجثث، بل كنا نسحبهم ونبعدهم عن غرفنا قليلاً والرائحة الكريهة تقتلنا.
كانت واحدة من العجائز جالسة أمام حائط ورأيتها منحية الرأس، فطلبت من احدى من كانت معنا ان نذهب اليها ونعدل جسمها، وعندما حاولنا تحريكها انفصل قدمها عن الجسم وتبين انها متوفية قبل يوم .كمال عمر
وواصلت السيدة باران بحديثها عن المأساة قائلةً: ذات يوم جاءت الينا قوة من (y p k) طلبنا منهم بان يدفنوا الجثث لاننا لانستطع الخروج من الغرف وكانت هناك مجموعة من آلات الحفر (شفل) مركونة هناك مع السيارات لم يستطيعوا مالكهيم من أخذهم الى بر الامان، ودفنوا الموتى في مقبرة جماعية في وادي (بيريني) بالقرب من دور (شيوخ آمادين) القريبة من مهمد رشان شرقاً، كنا قد شاركنا سابقا باخراج اثنا عشر جثة من الدور وكانت حوالي (50) جثة بين السيارات.
وقوات (y p k) كانت تشغل لنا مضخات الماء، واستشهد مقاتلاً من أهل خانصور في احدى المعارك هناك، كانت أكثر المعارك تبدأ عصرا وتستمر الى الليل.
وبعدها بشهر أدركنا بموتنا المحقق لذا هربنا وجاء ابني مع أصدقاءه وحملوني على ظهر الحيوان فتسلقنا الجبل الى منطقة (جلميران).

ملاحظة عن الصور: الشاب هو شهيد العقيدة كمال عمر، والرجل الكبير والده المفقود عمر البناء، ووالدته الشهيدة شرين خديدة.
أما الصورة الرابعة للناجية باران حسين.

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi