مجزرة الزليلية …. الحلقة الثانية
الباحث / داود مراد ختاري
وتحدث لي السيد (ساير حجي الهسكاني مواليد 1955 من سكنة مجمع تل بنات عن ما حدث في الزليلية قائلاً :
واصلنا الهرب من مجمع تل بنات الا أن صعدنا الى تلة قرب الجبل وكان عددنا كبيراً جداً حيث لم يكن الماء يكفينا لأن عددنا يقدر بالآلاف ونشعر بالجوع أيضاً ولم نكن قد جلبنا الطعام والشراب معنا لذا قررنا أن ينزل الرجال لتقصي الأخبار وجلب المؤونة وتركنا النساء والأطفال على الجبل ، وذهبنا الى خيمة للمختار ( صالح قاسم) قرب قرية (زليلية) وسألناه عن الوضع فقال: إن للدواعش مطلبان وهما ان نسلم السلاح ونعتنق الاسلام ، فوافق من كان يجلس هناك على ذلك ولكني غضبت وخرجت من هناك الى قرية زليلية وإذا بها قد خلت من سكانها إلا ابن عمٍ لي وهو (درويش نواف) فسألني ماذا تريد ؟ لنهرب فداعش قادم الينا ، في هذه الاثناء جاءت أربع فتيات وحالتهن يرثى لها فقال لي ابن عمي خذهن معك فأخبرتني إحداهن وهي الوحيدة القادرة على الكلام لان الباقيات هلكن من العطش والتعب والخوف وقالت : يا عم نحن دخيلات عليك، فطلبت منهن الصعود الى السيارة، كنت أحمل (5) قناني بلاستيكية للماء سعة لتر، شربنّ الماء، فلم يكملن شربهن حتى صرخت إحداهن يا عم ها هم الدواعش قد جاءوا وسيلقون القبض علينا، أسرعت بالسيارة بالسرعة الفائقة وصعد معي ابن عمي أيضاً وأطلقوا علينا العيارات النارية وكانت سياراتهم حديثة ومزودة بالرباعيات وبمجموعة من المسلحين، كان هناك طريق بين القرية والمقبرة، قطعها الدواعش، فحاولت أن أخرج من القرية لم يكن أمامي الا السير في الاراضي الزراعية المحصودة (البرايز) ونتيجة للسرعة خلفت ورائي عاصفة ترابية بحيث لا يستطيعون رؤية سيارتي من التراب الصاعد الى السماء ، وصلت الى الوادي القريب من الجبل لا حظت سيارة معطلة في الوادي، فأطفأت سيارتي ونزلت منها كي ازيلها عن الطريق، في هذه الاثناء وصلت الينا إحدى الهمرات فهربت الفتيات الأربعة وابن عمي وبدءوا بالرمي علينا ، فأنا لم أستطع الهرب ووصلوا وارادوا قتلي لكنهم قد القوا القبض على شخص ايزيدي من عشيرة العزاوية كان معهم فقال لهم الرجل سلم نفسه لكم ونحن تحت حماية الدولة الاسلامية .
بعدها ذهب اثنان منهم الى الوادي وارادوا كسر زجاجات سيارتي وقالوا سوف نقتلك لانك هربت من قوات الدولة الاسلامية، حملت قناني الماء وقد تم ثقبها بالعيارات النارية ولم يبق بها الماء الا القليل، ثم عادوا الى خيمة (صالح قاسم) قرب قرية (زليلية)، فرأيت مجموعة من الدواعش يشهرون بنادقهم نحو السيد صالح ووجهائهم ، وطلبوا من الحضور بتسليم الموبايل والاسلحة تم تكديس كومة من الاسلحة وحينما نسلم الموبايل يكسرونه باقدامهم بينما حملوا البنادق في السيارة وأنا واقف وراء الخيمة واراقبهم وكان يتواجد أعداد كبيرة من الايزيدية هناك ، السيد (سعد حمد متو) كان يتواجد هناك أيضاً ناديت عليه فجاء وقلت له ما رأيك ؟ فرد قائلاً: لا أرَ خيراً فيها، اما السيد صالح تصور بانهم كنظام البعث يسلمون الاسلحة لذا يطلق حريتهم، بينما سعد كان يعرف أحدهم كان رفيقاً بعثياً سابقاً فأشار له هل هؤلاء هم بعثيين من جماعتنا ؟ فأشار له باليد كلا، فقال لي : هؤلاء القوم المساكين أصبحوا في خطر هؤلاء مقاتلي الدولة الاسلامية المتطرفة لن يرحموا أحداً، بينما صالح قاسم قد صدق من هؤلاء وسلم نفسه اليهم ولحد الان مصيره ومصير رجاله مجهولاً
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية