مأساة إيزيدية تركيا قبل قرن في مذكرات (ميرازي)
إعداد وترجمة: الباحث/ داود مراد ختاري
الحلقة (18)
في (ديادين) كان هناك من يدعى حجي قادر، كان شخصا كهلا، وهو غني تزوج من فتاة شابة، والفقي مخسو عند جمع رواتب كان قد رأى تلك الفتاة الشابة، وقد عشقها، وفي يوم يكون الراتب من بيت حجي قادر كان مخسو يترجى رفاقه ويقول لهم:-
– سوف أذهب بدلاً عنك، لا تذهب أنت. كي يذهب ويرى تلك المرأة الشابة، والخلاصة إن مخسو كان قد تعلقَ بها جدا.
من المعلوم عندما يدرس المرء، عليه حفظ الدروس، لكن مخسو كان يحفظ الدروس والأغاني معا.
الفقهاء كانوا يأخذون دروسهم ويذهبون خلف المدرسة والحجرة، وعند الحائط أما يجلسون على حجر أويتمشون على أقدامهم ويقومون بحفظ الدروس، والفقي مخسو أيضا كان يذهب خلف الحجرة و(يقرأ دروسه) يفتح كتابه ويبدأ:
(يعني أبدأ بسم الله، لأنه الرحيم، إنه الذي يرحم)
بالتمام كان يبدأ بهذا الشكل، مخسو كان يجب أن يبدأ بالدرس بعد بسم الله، لكنه يبدأ التأويل:
((دلىَ من كانينكا دؤر ب قجى
ذىَ دفرى جؤت وةردةكيَد بةر نارنجى خؤزلا من وى عةظدى هاتى، ب ضةعظىَ خؤ ديت ب نيَننا دلىَ خؤ زةوجى))
“قلبي يبحث عن النبع البعيد
التي تتطاير منها زوج البط ذات الأجنحة النارنجية
طوبا لذلك العبد، الذي يرى بعينه
وبنية قلبه يتزوج”
عندما كان يأتي أحدهم رأسا يفتح كتابه ويردد:-
(بسم الله الرحمن الرحيم… الحمد لله رب العالمين..)
وعندما يصبح وحده يعود مرة أخرى لأغنيته:
((ئيَلىَ دينىَ، تة ضةعف رةشن ذ كانيا كلا
تة ثؤرىَ رةش ل ناظا ملا
ئةزىَ حةليما خؤ (ناظىَ ذنكىَ بوو) برةظينم
ثاظيَذمة جوجانىَ طوندىَ ملا))
(يا أيتها المجنونة، عينيك اسود من نبع الكحل
على كتفيك شعرك الأسود
سوف أخطف حليمتي (أسم المرأة حليمة)
سأخذها إلى هضبة قرية ملا”.
مخسو كان مستمرا على هذا العمل، حتى أستطاع في النهاية أقناع المرأة وخطفها. وبعد البحث الحثيث لحجي قادر وأهله عنهم، لم يستطيعوا أن يعرفوا أين أخذ مخسو زوجة حجي قادر حليمة.
الفقهاء لم يكن يتخرج كلهم أئمة، أغلبهم كان يصبح لصاً، قاطع طريق أو مجرم.
أما العمة أمي، فعندما كانت تأتي، الأستاذ كان يعلم بأنها سوف تطلب الإذن لأخذي معها.
كانت تصل إلى الباب وتنظر إلي، أنا أيضا كنت أعرف، بأن الأستاذ سوف يقول (أحمد أفندي قم أذهب) كنت أقوم، وأذهب، ومرة أخرى أرى تلك الغرفة نظيفة جدا.
وفي أحد المرات حين كتبت كل ما قالته العمة، وعند قيامي للذهاب، ضربت يدها على كتفي قائلة:-
– أجلس، أيها الفتى الجيد، أجلس، ستذهب الآن. – أعتقدت بأنها تريديني في عمل ما. لكنها ذهبت عند الموقد، جاءت بمقلاة (الطاوة) مغلقة بين بخار التمر، وجاءت باللإناء أيضا نظفت اللإناء (الطاسة – كؤتك) بالماء، وسكبت من المقلاة حليبا فيه، ووضعت قطعة سكر كبيرة فيه وأخلطته وناولتنى:
– اشرب، يا بني، اشرب الحليب الساخن، أنت صاحب شعر أسود وتنظر إلى الورقة البيضاء، وسوف تساعدك على الالتقاط أكثر.
قلت لها:
– يا عمة، أنا أقيم في بيت سوسن أفندي، تفكرين بأنني لا أملك ما أكله؟
– لا يا بني، اشرب فابني إبراهيم أيضا في الغربة، من الممكن أن تكون هناك أم أخرى تناوله كأس الحليب الآن. وجلست على ركبتيها أمامي حتى أنهيت من شرب الحليب.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية