أكتوبر 23, 2025

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

قصص من كارثة شنكال ……… (84)

قصص من كارثة شنكال ……… (84)DSC03700 - Copy

الباحث/ داود مراد ختاري

قلعتُ لحاه من جذورها

قالت الناجية (غ. ب) من شنكال:

كنا خمسة أفراد (شقيقتين وثلاث اشقاء) القي القبض علينا في منطقة (كورا عفدو) ، نهبونا وقيدوا اشقائي أمام ناظرنا وحملوهم الى جهة مجهولة ثم أخذونا الى فرع شنكال للحزب الديمقراطي ثم الى تلعفر وبعدها الى سجن بادوش وكانت العوائل باعداد هائلة وبعد أيام أخذوا الاطفال من الامهات ثم حملوا النساء الطاعنات في السن بالسيارات وبعدها أخذونا الى مدرسة الأزاهير في تلعفر وكان الوقت ليلاً ثم حملونا الى الموصل وأسكنونا في دور المسيحية وبعدها أخذونا الى مدينة الرقة السورية، في البداية تم اختيار الجميلات للأمراء ومسؤولي الدواعش ثم فتحوا المجال لبقية مقاتليهم كي يختاروا لهم وكأنه سوق الغنم، فذهبت مع شقيقتي وبنت عمي الى دار أحدهم بقينا أربعة ايام، ثم حولونا أنا وشقيقتي الى مدينة الحمص في دار شخص عجوز بلحية بيضاء طويلة، قال لنا : من اين انتن، فقلت له : نحن ايتام الابوين من أهل شنكال.

فقال: ستكونا خادمتين للدار وطلب مني أن أنظف المطبخ، وناد علي كي أذهب اليه بعد نصف ساعة ، لكني رفضت الإقتراب منه، حاول التحرش بشقيقتي لكنها رفضت أيضاً فشهر فوهة البندقية في رأسها فصرخت من الخوف، هجمت عليه ولزمت لحيته الطويلة وسحبتها بكل قوة وغضب (غضباً شديداً) فقلعت لحاه من جذورها .

قال : الا تخجلين من قلع لحيتي، سمعته الشتائم أيضاً، فضربني بالعصا كثيرا، وخلال ثلاثة أشهر كنت أتوجع من هذه الضربات .

ناد على رجل آخر كي يساعده هجم الاثنان علي وقيدوا يدي وعصبوا عيوني وطرحوني أرضاً وجلس الرجل العجوز على قدمي واراد أن ينزع ملابسي لكني رفسته بكل قوة على صدره فوقع صارخاً على ظهره، وناديت ربي كي أتخلص من هذا المجرم واستطعت ان أفك قيود يدي ، في هذه الاثناء نتيجة الخوف ولصغر سنها وقعت شقيقتي وأصبحت في غيبوبة تامة.

قال له الشخص الثاني انها لا تود الزواج منك فان أردتهما كخادمتين لديك فليعملا والا فليتركا الدار.

أقسم أمام الرجل بان لايتحرش بنا بعد الان، فليعملا كخادمات، بقينا شهرين عنده ويتعامل معنا بكل قساوة، أرزاقنا اليومية لكل واحدة صمونة مع قنينة ماء صغيرة، ووضعنا في السرداب المظلم بلا إنارة لا نعلم متى تشرق الشمس ومتى تغيب، نندب حظنا، لكننا تحملنا تلك الظروف القاسية كي لا يمس شرفنا.

بعدها بشهرين باعنا الى رجل داعشي آخر (مغربي الجنسية) في (ريف حمص) بمنطقة صحراوية، كان إنساناً ظالماً أستعمل القساوة معنا أكثر من الرجل العجوز، وقال: اني اشتريتكما من اجل راحتي في الفراش ، رفضنا طلبه، ضربنا لكننا أصرينا على موقفنا، تم سجننا في غرفة وشهر المسدس في وجهي فقلت له: أتمنى ان تطلق الرصاصة من مسدسك كي أتخلص من هذا العذاب، لكنه رفض أن يقتلني وغادر الدار الى القتال قائلاً: سوف اعود غداً من القتال ويتم تنفيذ طلباتي دون قيد أو شرط وبلا قيل وقال ، رفعنا أيادينا الى السماء ودعونا من ربنا بان لايعود سالماً.

بقينا في الغرفة يومين دون ان يعود، عطشنا وجعنا وهلكنا من كافة النواحي لان الانسان بحاجة الى الحمام أيضاً، ولا نستطع فتح الباب، بعدها جاءنا شخص وفتح لنا الباب قائلاً: ان الرجل الذي اشتراكما قد قتل في المعركة قبل يومين وكنت معه، وطلب مني قبل الوفاة بان أبيعكما وإرسال المبلغ الى أطفاله في المغرب، لذا سلمني مفتاح الدار، ((ولولا مسألة مبلغ البيع وارساله الى أطفاله لما سلم المفاتيح الى هذا الرجل وخلال مدة أكثر من أسبوع لمتنا في هذه الغرفة المقفلة)).

قلت له: لماذا لا تبيعنا الى أهلنا في العراق سوف يدفعون لك المبلغ التي تطلبه، فرد قائلاً : لا نبيعكوما الى الايزيدية بأي ثمن كان ويتم البيع حصرا الى مقاتلي الدولة الاسلامية.

جاء شخص داعشي وقال له: لماذا لا تسمح لي بان أخذهما الى داري لكني لا أمتلك دينار واحد، وان هذا الشخص المغربي قد قتل ودفن وكيف يتم تحويل مبلغ بيع هاتين الفتاتين الى أطفاله في المغرب ؟ !!!!، وهذا الحارس أراد التخلص من هذه المشكلة أيضاً فطلب منه أن يعلم مسؤول المنطقة بذلك وتسجيل اسمائهن.

بقينا اربعة أشهر في داره نساعد زوجته ونرعى أطفاله، كان يقاتل في الجبهات ولا يأتي الى البيت الا ثلاثة أو اربعة أيام في الشهر.

ومن الحالات التي رأيتها، كان حراس السجون مثل رعاة الغنم في اياديهم العصي والمجرمون يأتون ويشترون كأنهم في سوق الغنم.

وفي ريف حمص هناك منطقة شبه تلالية (قراج) تم بناء مغارات كبيرة فيها بواسطة الحفارات في كل ملجىء ثلاث غرف، فيها العديد من النساء الايزيديات واطفالهن يلعبون هناك وهؤلاء العوائل لا يستطعون الهرب من تلك الصحراء

ووقفت عندهم عدة دقائق، أكثر من تسع مغارات ولكل مغارة ثلاث غرف، وفي أحد الايام سألت داعشياً عن مصير إثنين من أشقائي فقال: لقد قتلنا العديد من رجالكم ولدينا سجن كبير جداً وسري للغاية فيه الكثير من رجال الايزيدية أيضاً، لكنه لم يعلمني بموقع السجن بالرغم من الحاحي، ولا نعلم مدى صحة قوله.

 

 

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi