سبية إيزيدية تقتل 4 من “داعش” وتنجو من قبضتهم
بعد أن عزمت على الانتقام لشرفها
نينوى ـ الصباح الجديد/ كثيرة هي قصص الايزيديات الناجيات من قبضة تنظيم داعش الارهابي الذي قام بسبي وقتل وخطف الالاف منهن، لكن احدى السبايا الايزيديات عزمت على الانتقام لشرفها قبل ان تهرب من قبضة الارهابي السوري الذي اشتراها، فتمكنت من قتله و3 عناصر كانوا بمعيته قبل ان تغادر مدينة الرقة وتصل لمكان آمن في اقليم كردستان العراق.
السبية الايزيدية تبلغ من العمر 27 سنة على وفق ما قالته لـ “الصباح الجديد”، واطلقت على نفسها اسم “سيفا” اي تفاحة باللغة العربية.
وفي حديثها اوضحت ان “تنظيم داعش الارهابي القى القبض عليّ في الثالث من شهر آب/ اغسطس من العام الماضي، عندما كنا نهرب باتجاه جبل سنجار من احد المجمعات الجنوبية (نتحفظ على ذكر اسم المجمع) كما القى القبض على نحو 30 شخصاً بضمنهم اطفال ونساء”.
واضافت “قام التنظيم بعزل النساء والاطفال عن الشباب والرجال، وقادونا الى احدى المدارس في مركز سنجار، وبقينا هنالك بضعة ايام قبل ان ينقلونا الى تلعفر (56 كلم غرب الموصل و 65 كلم شرق سنجار)، واستمر التنظيم الارهابي بنقلنا من معتقل الى معتقل اخر في تلعفر والبعاج والموصل لمدة 3 اشهر، وكانوا يعاملوننا بشكل سيء جيد، حيث كنا نتعرض للضرب والاهانة وشتائم دينية، وكنا نحصل على بقايا من الطعام والمياه الفاترة برغم حرارة الجو حينها”.
واشارت سيفا الى انه “في نهاية شهر تشرين الثاني /نوفمبر تم بيعي كسبية الى ارهابي سوري قدم الى تلعفر، ولا اعرف المبلغ الذي دفعه حتى الان، ونقلني الى احد البيوت داخل تلعفر والذي علمت فيما بعد انه يعود لعائلة تركمانية شيعية مهجرة، وبقيت مع الارهابي السوري الذي كانوا ينادونه ابو صبّار، وكان عمره بنحو 35 سنة”.
وتابعت “كان يغتصبني ويعتدي علي جنسياً، وكان يضربني بقسوة لانني لم اكن اتجاوب معه، وذات يوم ابلغني انه سينتقل الى مدينة الرقة وسيأخذني معه لانه تعلّق بي كما زعم”.
ونوهت الى انه “انتقلنا الى الرقة السورية برحلة مضنية عبر السيارات، وكانت الاجواء ربيعية في شهر اذار/مارس الماضي، واسكنني ببيت بسيط في مزرعة فيها بئر مياه عذبة، وكان يذهب صباحا ولا يعود الا قبل مغيب الشمس، وكنت قد عزمت على الهرب حتى لو تهت في الصحراء كي اتخلص من الذل والاغتصاب، لكنني قررت ان انتقم منه قبل الهرب”.
ومضت بالقول “بدأت الاحظ انه لا يقترب مني ليلا، وكنت غالبا اغط في النوم قبله، وفي الصباح كنت اشعر بالام في جسدي مع ضعف قوتي واحيانا كانت تصيبني لحظات من الدوخة والصداع، فاكتشفت انه كان يضع لي حبوباً منومة في الطعام او الشراب، ثم كان يفعل بي ما يشاء”.
مبينة بالقول “نجحت في كسب ثقته نوعا ما، كما نجحت في اختلاس 8 حبوب منومة منه على مدار شهر كامل، وفي يوم الهرب اتى للبيت وبرفقته 3 من زملائه الارهابيين، وترددت في تطبيق خطتي وقررت تاجيلها، لكنني تذكرت جرائمهم بحق اهلي واقربائي وقررت ان انتقم من الارهابيين الاربعة وبضمنهم المجرم ابو صبّار”.
ولفتت سيفا الى انه “اذكر انه نادى عليّ والدنيا تميل نحو الغروب وطلب ان اعد الشاي لهم، ففعلت، ودسست الحبوب المنومة الثمانية في الشاي، ودعوت لربي ان يساعدني، وضعت الشاي بينهم وذهبت للمطبخ وكانت لحظات عصيبة، كنت اسمعهم يقهقهون ويمزحون، ثم بدأت اصواتهم تخفت وسمعت انهم يتحدثون عن حاجتهم للنوم، اثنان منهم ناما على الاريكة، اما ابو صبار وزميله الاخر فناما بغرفة واحدة”.
وختمت حديثها بالقول “بعد مضي نصف ساعة توجهت الى الاثنين النائمين على الاريكة وبدأت بمحاولة ايقاظهما، لكنهما كانا يغطان بنوم عميق، فاتيت بسكين كنت اعددتها لهكذا موقف، وقطعت شرايين يديهما اليسرى وبدات دماؤهم تنزف بشدة من دون ان تبدو عليهم علامات الاستيقاظ، وتوجهت لغرفة ابو صبار المجرم وزميله، وفعلت بهما الشيء نفسه ، ثم هربت من المنزل باتجاه الجزء الشمالي من مدينة الرقة، وبقيت اسير لمدة 3 ايام، الى ان وصلت الى قرية كردية على الحدود السورية التركية، وتمكنت من اجراء اتصال هاتفي من موبايل استعرته من شابة كردية سورية، مع احد اقربائي الذي كان ساكنا بمدينة دهوك في اثناء وقوع الازمة، والذي اجرى ترتيبات خاصة وتم اعادتي الى اقليم كردستان العراق بعد مضي نحو 9 اشهر بقبضة التنظيم الارهابي”.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية