رسالة من طفل ايزيدي الى ربه حينما سلم روحه
الباحث/ داود مراد ختاري
تحدثت الينا الناجية (ب. ح. ب) من أهل كوجو المنكوبة عن كيفية فقدانها طفلاً عند الدواعش قائلةً:
ارسلت طفلي المصاب بالجفاف الى مستشفى تلعفر وقد أصاب نتيجة تناوله الحليب بالماء المتصدء (المزنجر) وننام على الأرض وكانت المستشفى تفتقر الى أبسط الأدوية والعلاج، رقدناه في سرير المستشفى وتم تغذيته بالسيلان (الماء المغذي) وفي هذه اللحظات جاء اثنان من رجال الدواعش وارادوا أن ينهبونا من المستشفى بعد أن أعلموا بأننا ايزيديات، وقالوا ان والدة هذا الطفل جميلة ولابد أن نأخذها لنا ونترك الطفل يموت في المستشفى، فقطعنا المغذي عن الطفل باسرع وقت ممكن ، هربنا من المستشفى واستأجرنا سيارة تاكسي الى قرية كسر المحراب.
لم نستطع معالجة الطفل لاننا نخاف الخروج من الدار لئلا نتعرض الى الخطف، لذا توفي الطفل بعد أيام من التعذيب نتيجة الجفاف ولم يستطع ان ينام ولو للحظة واحدة وفي اليومين الأخيرين لم يتناول الحليب وبعدها تقيأ دماً ثم سلم روحه الى ربه منادياً ((ها قد قتلوني الدواعش لعدم استطاعة أهلي من إرسالي الى المعالجة ووالدي بعيد عني ووالدتي تخاف الخروج خوفاً من الوحوش أن ينال من شرفها، فيارب العباد ها نحن الايزيدية عبدك نتألم من التسلط والموت والمجازر والتعدي على الشرف عبر التاريخ على أيادي ذات عقول عفنة، غايتهم الذبح والجنس بوحشية، ويقولون أنهم ينالون جناة خلدك ؟!!!!) .
وحينما توفي الطفل كانت مجموعة من النساء القريبات منا موجودات في قرية كسر المحراب، تم غسله وعملوا بقية مراسيم الدفن وكان اثنان من رجال قريتنا (كوجو) متواجدين معنا حفروا له الارض بالقرب من مقبرة الشيعة وقبلها توفيت إمرأتين و14 طفل تم دفنهم في نفس المكان وبذلك أصبحت لنا مقبرة للإيزيدية في قرية للشيعة التركمان.
وأضافت والدة الطفل : ثم أخذونا الى مدينة الرقة السورية (500) إمرأة وفتاة وبقينا شهر ونصف في مزرعة ، أخذوا الاطفال من سن السادسة فما فوق الى التدريب على السلاح والتعاليم الاسلامية في احدى المعسكرات، ثم أخذونا نحن النساء الأمهات الى مدينة (حقل العمر)، فاشتراني عائلة وتم الاتفاق مع أهلي بمبلغ معين وبذلك استطعنا النجاة.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية