أكتوبر 23, 2025

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

مقاتلو جبل شنكال في أيام المحن ……(8)

مقاتلو جبل شنكال في أيام المحن ……(8)2343
الباحث/ داود مراد ختاري
قتلت ثلاثة دواعش وأنقذت خمسون شخصاً.
تحسين دربو 1993من مجمع تل عزير ، كنا قد بقينا داخل المجمع، أخذت وجبة من العائلة بالسيارة الى الجبل ورجعت الى الوجبة الثانية وكان المتبقين رجالاً وصعدنا متوجهين نحو الجبل أيضا .
رأيت سيارتان للشرطة مركونتان في الطريق عند مزرعة (بركات خرو) وثلاث أشخاص يرتدون الملابس العسكرية وملابس الشرطة في البداية لم نظن أنهم من الدواعش، وحينما اقتربنا منهم ببعد (20) متراً أطلقوا علينا ثلاث عيارات نارية وطلبوا منا التوقف والترجل من السيارة ونسلم أنفسنا كنت في مؤخرة السيارة (البودي) وأحمل رشاشة كلاشنكوف بينما أخي يقودها واثنان من أولاد عمي في داخل السيارة. في هذه الاثناء سمعنا أصوات العيارات النارية من داخل المزرعة وتبين فيما بعد انهم قتلوا العديد من الايزيدية في هذه المزرعة .
رأيت ان ثلاثة فقط من مقاتلي الدواعش قد إحتجزوا اعداد كبيرة من الناس حوالي (50) شخصاً جميعهم من مجمع تل عزير لذا رميت على الشخص الذي رمي علينا فأرديته قتيلاً ، والاثنان الآخران أختبأ بين الناس وهم يطلقون الرصاص علينا ودار بيننا معركة طاحنة، لكني كنت في موقف محرج لانهم بين أهالينا لا أستطع أن أرمي عليهم ولابد من استهدافهم فقط، وفيما بعد قال لي أحد المحتجزين بان الداعشي أختبأ خلفي ووضع سلاحه على متني وهو يرمي عليك فطلبت منه الابتعاد عني لان الصوت مزق سمع أذني، وحاول الثاني الوصول الى الرباعية التي كانت على سيارتهم وحينما وصل الى بودي السيارة وقبل أن يبدأ الرمي بالرباعية رميت عليه ووقع في بودي السيارة لكنه كان يحمل كلاشنكوف أيضاً وظننت أني قتلته وتبين فيما بعد أنه مصاب بحالة خطرة، وبقى منهم شخص واحد وهو يحاربني وسط المحتجزين ، دب الهلع بين الناس وصراخ النساء والأطفال تصل الى السماء يتموجون يميناً ويساراً يحاولون التخلص من هذا الداعشي الذي يرمي من وسطهم، لكن الداعشي أيضاً يذهب مع الموج وهو يحاربني، في هذه الاثناء أستغل المصاب في سيارة الرباعية الفرصة ورمى علي بسلاحه الكلاشنكوف فأصابني في الفخذ وخرج الرصاص من الجهة الثانية ممزقاً عظام الفخذ، فعدت اليه وهو مطروح في السيارة ومصاب فرميت عليه حتى الموت.
نتيجة صراخ العوائل لم يستطع مجموعة من الرجال من أخذ السلاح من الداعشي الوحيد، والمشكلة الدواعش لا يمتلكون الرحمة تجاه البشرية ويتباهون بالذبح والقتل الجماعي، وخلال ربع ساعة من تواصل الرمي بيننا، حاول التخلص والتجأ الى إحدى سياراتهم كي ينقذ نفسه ويهرب، وحال وصوله الى السيارة وعند فتح الباب رميت عليه فأرديته قتيلاً .
وبعد أن قتلتُ الدواعش الثلاثة الذين أحتجزوا (50) شخصاً من أهل مجمعنا وأكثرهم يسكنون في محلتنا، التجئنا جميعاً الى الجبل وشكروني لانهم كانوا يسمعون صوت الرمي من داخل المزرعة ويعلمون أن الدواعش يقتلون بالإيزيدية هناك، وبدأت مأساة العوائل من العطش والجوع في الجبل.

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi