الباحث/ داود مراد ختاري
الحمدالله لا أستيقظ فجراً بعد .
تحدثت الينا الناجية (س ح 1973) قائلةً: أنقلونا من صولاغ الى تلعفر ثم الى قرية (قزل قيو) وبعدها الى سوريا بقيت مع ، اخذوا مني ابنتي الكبير لمدة اربعة اسابيع ثم أخذوا أبنتي الصغيرة .
وفي سجن سوريا باعوني الى شخص باكستاني وباعني هذا الشخص الى شخص آخر بعد ايام، ثم عملت في المقرات كخادمة لمدة اربعة أشهر، كان لديهم خمسون مقاتلاً مصاباً أقوم بخدمتهم وغسل ملابسهم، هربت مرتين وتم القاء القبض علي هربت في المرة الاولى مع أطفالي وبعد ان القي القبض علي عادوني اليهم ، فسألني المسؤول عن المقر عن سبب الهروب ؟ قلت له والله لا أتحمل كل هذا التعب من تنظيف الغرف وغسل ملابس الجرحى، وحينما يشتكي شخص واحد تضربوني بلا رحمة فالأطفال يخافون، فنلت عقابي الضرب بالعصي .
في إحدى المرات جلبوا ستون فتاة واستحمن لدينا في المقر، ثم جاء المقاتلين الدواعش وأختاروا لهم وكانوا يطالبونهن بالوقوف ونزع منديل الرأس وأكثرية المشترين يطلب منهن بالمشي لمعرفة سلامة الفتاة من التعرج، والسعوديون كانوا يتعاملون فيما بيتهم بالبيع والشراء.
بعد شهر ونصف باعوني الى شخص معاق تونسي من مدينة (طيبة) ببعد ثلاث ساعات عن الرقة وهو (أمير سابق فاقد أطرافه السفلى ولديه مجموعة من الحراس)، كان يعاملني بأشد القساوة وبقيت عنده شهر ونصف الشهر، كنت أقوم بخدمته ليل نهار وينادي علي بعصبية دائماً، أحمي له الماء ويستحم ثلاث مرات يومياً، كنت أنفذ جميع طلباته (( لكون طلباته خارج حدود قوانين الله والملائكة والإنسانية والحيوانات أيضاً ولايتفبلها عقل الإنسان الحالي لذا لا أستطع أن أكتبها للقارىء، فله مني عذراً – الباحث -))
وأضافت الناجية قائلةً: طلبت منه مراراً بعدم إرسال ابني الى الجامع لست مرات يوميا وسيقوم للصلاة معي فجراً ونصلي سويةً ، لكنه كان يرفض ويقول : لابد من إرسال الطفل الى الجامع ويتعلم التعاليم الدينية من الخطيب، كنت أستيقظه عند الفجر عنوة لكون عمره أقل من اربع سنوات والحراس كانوا ينتظرونه ويأخذونه.
في المرة الثانية هربت ودخلت الى دار فسلموني الى المقر، قالوا لي : سنأخذ منك الأطفال ونترك شأنك فاذهبي الى عند ابنتك المتواجدة في دهوك، لكني رفضت تسليم أطفالي اليهم مقابل الافراج عني.
حاولت الاتصال مع أبنتي في دهوك فأعطاني المعاق مبلغ المكالمة وحينها تحدثت مع أهلنا كي يتم إنقاذنا، جاء شخصان لكننا لم نستطع الخروج من الدار لوجود الحراس، وفي اليوم الثاني طلبت منهم الحضور في السوق الرئيسي.
اما ابنها قال: الرجل الذي اشترى والدتي كان يعاملني بالقساوة، كنت أحفظ القران ولكن لا أفهم معناه، وعلمني تركيب السلاح والتدريب عليه. وكان عدد أطفال الإيزيدية المتواجدين في الجامع بكثرة.
وسألت الطفل من أنا ؟ فرد قائلاً: أنت من الكفرة ….. فضحكت وقلت له: هل في نظرك أنا كافر؟!!!! فرد قائلاً: هكذا كانوا يقولون لنا بان الذين ليسوا على دين الإسلام هم كفرة ولا يدخلون الجنة.
وقالت والدته ضاحكة بالرغم من همومها بفقدان الأهل : في اليوم الثاني من وصولنا الى أرض كوردستان عند أقرباءنا، استيقظ ابني الصغير عند الفجر وهمس في أذني قائلاً: هل أصلي هنا يا أماه؟ فقلت له : لا، لقد تخلصنا من الدواعش ولا نصلي بعد، فرد قائلاً: الحمدالله لا أستيقظ فجراً بعد.
أما ابنتها الصغيرة البالغة تسع سنوات قالت: أخذوني الى مقر لهم بعيد عن والدتي لمدة اربع أسابيع، وقال أميرهم : انتِ جميلة ذات عيون زرقاء وبعد سنة سأتزوجك، كنت أخاف من ملاحمهم.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية