أكتوبر 23, 2025

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

قصص من كارثة شنكال …..(67)

قصص من كارثة شنكال …..(67)

الباحث/ داود مراد ختاري

يوم 28- 4- 2015 ، قيدوا الرجال وعصبوا عيونهم وحملوهم بسيارات الحمل الى جهة مجهولة.

تحدثت الينا الناجية (ن. ر) من مواليد 1976 من أهل حردان قائلةً:

اتصل بنا كريفنا (شاكر) من قرية (خدر أمين – جنوب حردان بكيلو مترين) وهو من تركمان السنة، فقال: اذ أردتم تعالوا الى دارنا ، نحن النساء والاطفال ذهبنا الى دارهم عصر يوم 3-8-2014 ، بينما الرجال قد أختبؤوا في بستاننا في قرية حردان، وكريفنا الح علينا الاتصال بالرجال كي يأتوا أيضاً ، وحينما وصل الرجال طلب منا جميعاً أن نختبئ في (بيتونة الدار) ولاحظنا  تغيير في نبرة كلامه وكأنه منتمي الى تنظيم الدولة الإسلامية لكننا أصبحنا تحت رحمته، ومن جانب آخر قلنا: أنه كريف الدم لإثنين من أولادنا وأحدهم كان يعمل في بستانهم لمدة ثلاثة أعوام ويعتبر نفسه أحد أبناءهم ، انها عشرة الملح والزاد وعلاقة الجيرة الحسنة، فما دام ينتمي الى الدولة الاسلامية لابد أن ينقاذنا في العبور الى منطقة آمنة، لكن للأسف أتصل بالتنظيم وسلمنا اليهم وأصعدونا بالسيارات الكبيرة (سيارات حمل) وانفلت أحد ابناءنا الصغار، وكان مع الدواعش المدعو (خالد سعيد من أهل حردان – طبقة الشيوخ) ويبدو أنه كان منتمياً اليهم منذ فترة طويلة، وفي تلعفر قد تزوج من إمرأة ايزيدية طبقة (مريد) وهي أم لثماني أطفال لكنها كانت جميلة اسمها (ب. ح)  وهذا المجرم قد قتل في تلعفر بقصف لطائرات التحالف ، وأجبر التنظيم هذه المرأة على الزواج من داعشي آخر رغماً عنها.

حينما وصلنا الى مفرق حردان في الساعة التاسعة ليلاً رأينا بان (الة الحفر- الشفل) هناك وأنزلوا رجالنا الخمسة (زوجي و أولادنا الأربعة) وقيدوهم وعصبوا عيونهم، توسلنا بهم لكن دون جدوى ومازال مصيرهم مجهولاً ، وأخذونا نحن النساء والاطفال الى أم الشبابيك ثم الى تلعفر والموصل ولمدة شهرين في قرية (كسر المحراب) ثم الى تلعفر مرة أخرى في حي الخضراء، كان تعاملهم معنا قاسياً ففي كل يوم يضربون النساء والأطفال وقلة الأكل وردائته ، ويتعاملون مع الرجال بأعلى درجات القسوة بالرغم من أن الجميع كانو يؤدون الصلوات الخمس في الجامع لكن مع ذلك كانوا يقولون أنتم كفار تستحقون القتل لا يزرع إيمان الإسلام في قلوبكم ، ويأخذون الاطفال الكبار من أمهاتهم، وأخذوا زوجات اولادنا الاربع مع أطفالهن السبعة إثنتان في مدينة الرقة السورية واللأخريات في بيوت داخل قضاء تلعفر ولا نعلم عن مصيرهن شيئاً في الوقت الحاضر.

ومن مآسي التي حلت بالنساء أنهم أخذوا من أحدى النساء ثلاثة أطفال أحدهم رضيع بعمر اربعة أشهر، هذه المرأة تشاجرت معهم وقاومتهم بشتى الوسائل كي تحافظ على أطفالها، فبدأت تشتم بهم، لكن بدون جدوى فقد أخذوا الاطفال الى جهة مجهولة، وفي اليوم الثاني جلبوا لها الأكل (الرز مع اللحم) وبعد أن تناولت، قالوا لها الدواعش بان اللحم هو لرضعيك، قد أعطيناك اياه لأنك تريدين إهانة الدولة الإسلامية.

وعن سؤالي ما اسم هذه المرأة ومن اية قرية ؟ أجابت:  لا أعلم أسمها ومن أية قرية ولكنها من مجمع في شنكال؟

في يومٍ ما هربت عائلة (خديدة جافو القيراني من أهل سيبا شيخدر) والمكونة من أربعة رجال ونساءهم وأطفالهم، والتجئوا الى هيكل خارج المدينة كي يتم بعدها الخروج الى الجبل وبقوا فيه لكنهم عادوا الينا نتيجة الجوع والعطش وبكاء الأطفال وعدم الحصول على فرصة مناسبة للهروب، وحينما عادوا قتل الرجال الأربعة من قبل الدواعش وبقيت النساء والاطفال بيننا.

وأضافت الناجية : جمعوا الايزيدية في حي الخضراء/ تلعفر يوم 28- 4- 2014 ، أخذوا الأطفال من النساء مرة أخرى، وقيدوا الرجال وعصبوا عيونهم وحملوهم بسيارات الحمل الى جهة مجهولة، وفي هذه الاثناء أخبأت طفلي عنهم وهو بعمر (9) سنوات وكان معه طفلين آخرين من زملائه، وفي الليل أدركت بانهم سيأخذون هذا الطفل أيضاً، ولم ينجُ من عائلتنا الا طفل واحد، اذا لابد من الاتكال على الله والهروب من هذا الجحيم ، إما ان انقذ هؤلاء الاطفال الثلاثة ، وإما نموت في الطريق أو نقتل، فخرجت معهم كالمجانين في ليلة حالكة الظلام.

نسير ليلاً ونختبأ في الزروع نهاراً دون أكل ولمدة تسعة أيام متواصلة، كنت افرك سنابل الحنطة وأعطيها للاطفال وكانوا ينامون في النهار، وأنا لا أستطع النوم ولو للحظة واحدة وكنت أحرسهم خوفاً ، وفي الطريق كنا نشرب ونحمل الماء من السواقي وخزانات المرشات الزراعية، كانوا يبكون في الطريق نتيجة الجوع لانهم في الايام الأخيرة رفضوا أكل السنابل، كنا نجهل الطريق المؤدي الى الجبل ولكننا ننظر الى الجبل من بعيد ونسير نحوه، وكنت أحمل جهاز الموبايل (الهاتف النفال)  ومشكلتنا الرئيسية عدم وجود تغطية لشبكة الاتصالات كي نستطيع الاتصال والاستفسار لاختيار  الطريق الآمن والأقصر لتجنب المخاطر.

ومن الموت المحقق والهلاك نجونا ووصلنا الى الجبل.

ونحن في المخيم لم يتم تقديم اية خدمات لنا أومساعدات تذكر.

.

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi