ناجية ايزيدية: “سبعة أشهر أنام مع الأغنام واتخفى عن داعش حتى نجوت”
دهوك- ماري اسكندر عيسى: باران جاكو اسماعيل من مواليد 1989، يتيمة الأب، نجت من داعش باختفائها بين الأغنام وتنقلها السري بين البيوت، وعادت لأهلها سالمة بعد غياب دام حوالي ثمانية أشهر.
حين حوصرت عائلتها في كوهبل والشمال والأندلس بقضاء سنجار بتاريخ 6-8-2014، اقتيدت مع أمها مسرّى، وجدّتها وأخواتها البنات ريحان وخاني وسيفي، وإخوتها الشباب الاربع، الى جانب زوجتي أخين لها وأطفالهما، مع بقية عوائل القرية. ونقلت مع الجميع وبشكل عشوائي إلى مدرسة بتل عفر في سيارات مختلفة، مما جعلها تفقد الاتصال بمعظم أفراد أسرتها الآخرين.
تفاصيل الاختطاف
تقول باران: “بقيت مرعوبة شهراً تقريباً في المدرسة، كان مقاتلوا داعش يعاملوننا بشكل سيء، فيضعون في الطعام زجاجا مهشما و يقدمون لنا ماءا غير نظيف، واعتقد أنهم كانوا يضيفون له نوعاً من المخدر، فالجميع كان يبقى نائماً، وحين يريدون إيقاظنا كانوا يرشوننا بالماء ويصرخون فينا بعنف، مستعملين اللهجة التركمانية.
في أحد الأيام، جاء الأمير الداعشي باقر وهو المسؤول عن النساء في المدرسة، كان يختار فتيات ليأخذهن ويزوجهن من داعشيين. اختار عدداً كبيراً من النساء، وقسمهن إلى مجموعات. حدثت وقتها جلبة وضوضاء وفوضى، فاستغللت الوضع وضربته على رأسه بتشجيع من زوجة أخي أحلام، وهربنا معاً كل واحدة باتجاه.
التنقل من بيت الى آخر
وصلت إلى حي الخضراء في تل عفر، وهو عبارة عن بيوت متباعدة، كان فيها عدد من العوائل الايزيدية كلفها مقاتلوا التنظيم برعاية الأغنام.
تسللت إلى أحد البيوت، وصرت أنام في الحظيرة مع الأغنام. لم أجرؤ على أن أظهر نفسي، خفت أن يكون للعائلة علاقة بداعش. كنت أراقب افرادها حين يخرجون للرعي وأدخل للبيت للبحث عن الطعام. ما إن تشعر عائلة ما بوجودي حتى أهرب إلى عائلة أخرى. بقيت هكذا حوالي سبعة أشهر اتنقل من أسرة الى أخرى هرباً من الوقوع بيد الدواعش.
إحدى العائلات اكتشفت أمري، لكنها أبدت تعاطفها معي، فوثقت بها ورحت أساعدها برعي الأغنام، مقابل حمايتي. وحين جاء في أحد المرات أحد مقاتلي داعش يفتش بيتها، اختبأت بعيداً وراء شجرة، حتى خرج. بعدها اصطحبني صاحب البيت الى منزل آخر لكني لم أرتح فيه فعدت للتنقل من جديد.
الهروب الى الجبل
آخرأسرة اختبأت عندها كانت مؤلفة من امرأة وأولادها الاربعة، قالت لي السيدة: “سنهرب وإن وقعنا بيد التنظيم ومتنا فليكن، ولكن المهم أن نحاول”. وفعلا هربنا ليلاً، مشينا ثلاث ليال ومعنا قليل من الطعام الذي حملناه من أجل الأطفال، حتى وصلنا بعد عناء للجبل. وهناك ساعدنا البشمركة وأوصلونا إلى ديربون.
عندها اتصلت بابنة عمي وأخبرتها عن مكاني، فأرسلت من أوصلني لهذا المكان في مخيم خانكي في دهوك، حيث تسكن جدتي بعد تحررها من داعش بيوم واحد، وكانت أمي وأختي قد وصلتا قبلي بخمسة وعشرين يوماً، ووصلت أنا بتاريخ 9-4-2015، ثم لحقتني زوجة اخي وبناتها واختين لي ايضا.
أنا فَرِحة بنجاتي ونجاة أهلي بعد هذه المعاناة، لكن فرحتي منقوصة ولن تكتمل إلا بتحرر إخوتي الشباب وبقية المخطوفين من شعبي”.
حتى اليوم، إخوتها الشباب الاربع بيد داعش ولا خبرعنهم، بالاضافة لابني أخيها التوأم واثنين من أولاد عمها.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية