يونيو 19, 2025

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

الباحث/ داود مراد ختاري: قصص من كارثة شنكال…… (65)

قصص من كارثة شنكال…… (65)

الباحث/ داود مراد ختاري

أخبأت في قنٍ للدجاج

تحدث الينا الناجي (ميرخاس حرداني) من مواليد 1994 عن مأساته ومأساة أهله قائلاً:

دخل داعش على منطقتنا في يوم 3/8/2014 اتانا خبر خيانة من المنطقة من القرى المحيطة بنا فأخبرونا بأن لا نغادر القرية وتعرضنا لخيانة من داخل القرية ايضاَ وهو (خالد سعيد دخيل) حيث لم نكن نتوقع الخيانة من هذا الشخص رغم ان اخلاقه كانت سيئة.

خرجنا صباحاَ من القرية ناحية الجبل حتى الساعة الرابعة  عصرا اتصلوا بنا وطلبوا منا العودة وأخبرونا بأننا سنكون بأمان فعدنا لنجد ان دواعش قد سيطروا على القرية وهناك مجموعة استطاعوا الخلاص وكانوا خمس سيارات، وخمس اخرى كانت عند اطراف القرية استطاع داعش الامساك بها في المفرق خان المدعو (خالد سعيد) وقتلوهم هناك ولم يصلنا خبر عنهم .

انتقلنا خمسون سيارة من حردان الى سنوني وذهب البعض منا الى مزار (شرف الدين) وبعضهم الاخر الى (بيرا اورا) . وبقينا عشرون سيارة استطاعوا الامساك بنا في مفرق سنوني وكانت هناك مجموعة من أهالي مجمع (خانصور) كانوا هناك ايضا جمعونا كلنا ونقلونا الى اطراف خانة سور. فأخذونا بسياراتنا الى سوريا وبقينا الى الساعة الثانية بعد منتصف الليل بدون توقف فأنزلونا في مدرسة  ثانوية اسمها (تل شاي)،هناك عزلونا اخذوا النساء والفتيات الى الطابق الثاني ونحن في الطابق الاسفل رجالا وشباباَ ووضعوا كل عشرين رجل في صف من صفوف حتى صباح اليوم التالي. اخبرناهم في الصباح وسألناهم ماهو مصيرنا؟؟

قال احدهم: قد جاءكم عفو ولن يصبكم اذى ، بقينا في تلك المدرسة ثمانية ايام مليئة بالخوف وصعوبة العيش.

بعدها اتت ثماني سيارات نقل ركاب من الموصل فأخبرونا بأنهم سينقلونا .

اخذوا البنات غير المتزوجات في منشأة والشباب غير المتزوجين في منشأة والمتزوجين مع ذويهم في منشأة ، وكانوا قد طلبوا منا قبل ذلك اعتناق الاسلام فنصحونا الكبار انه في حال طلب منا اعتناق الاسلام لا ترددوا، لكونهم مجرمين ويريدون ذبحنا .

واجازوا لنا ذلك تحت تهديد الموت .وكان عددنا ان ذاك (300) شخص واصبحنا (301) حيث ولدت احدى الحوامل التى كانت معنا.

نقلونا نحن الشباب الى تل بنات وبعض العوائل نقلت الى القيارة في الموصل والبعض الاخر الى تلعفر ونقلوا البنات الى البعاج.

بقينا هناك ما يقارب عشرون يوماَ.

في يوم جمعة بعد تلك الايام قاموا بنقل البعض منا الى قرية كوجو عندها استطعت الهرب وكانت الساعة 12 ظهراَ لاني كنت اعلم اني ان بقيت تحت ايديهم سوف يقتلوني فقررت المحاولة وأخبأت في قن للدجاج، وبعدما أدركت بان السيارات خرجت من القرية، خرجت وهربت فنقلت من دار الى دار حيث كانت تلك الدور خالية وكنت اثناء ذلك اسمع اصوات سياراتهم فاتصلت بأهلي لان لم اكن اعرف الطريق الى الجبل فأخبروني ان هناك وادي يصل تل بنات بالجبل فقررت ان اخرج من القرية وكنت وقتها في بيت القائممقام وكانت المسافة بين هذا البيت والوادي (700) م وكنت خائفا َ من عبور الشارع الرئيسي الذي يربط الموصل بسنجار لان الحركة كانت كثيرة هناك فخرجت ودخلت بيتاَ و ارديت ثياباَ غير ثيابي ولبست الملابس الرمادية واعتقد ان ذلك اليوم كانت يصادف 3/9/2014.

وفي ذلك البيت صعدت الى الطابق الثاني كي اراقب المنطقة وعندها جأتني الفرصة المناسبة فقررت الهروب .فركضت حتى وصلت الوادي ولم اكن انظر حولي ولكني كنت اسمع اصوات سياراتهم فركضت كثيرا خوفا من ان يراني أحداً ويتم الرمي علي، كان بإمكاني البقاء في الدور، لكن كنت خائفاً أن يدركوا بإختفائي ويعودون للبحث عني لذا قررت الخروج من المجمع بأسرع وقت ممكن.

وفي الوادي كنت أمشي منحي الظهر خوفاً من أن يراني أحد ولم يكن الوادي عميقا، وعندما وصلت الشارع العام كان قد حل الليل وكان حالكة الظلام والطين قد تجمع تحت الجسر فلم استطيع العبور وبقيت ساعة انتظر اللحظة المناسبة لعبور الشارع فجاءتني الفرصة المناسبة حيث انقطع لوهلة مرور السيارات فعبرت الشارع .

وصلت الى قرية زليلية التي تقع بين المعمل وقضاء سنجار وكان الوادي يمر في منتصف القرية فرأيت سيارت الدواعش في القرية وكنت اريد عبور القرية مع الوادي وكنت اعاني من اني لو خرجت من الوادي سوف اضل طريق الجبل وان بقيت وجدني الدواعش وقررت المضي حتى وصلت الى منتصف القرية في الوادي اضعت وجهتي وكان الوادي يصل الى مزار بير وكنت اعاني من الجوع والعطش فقررت المشي واذا بي امشي في الطريق الخطأ فرجعت الى قرية زليلية فرأيت مقبرة فقلت لقد وصلت الى بيرا أورا هذا هو المقبر الموجود عند المزار، فرأيت شخصاَ هناك القريب من المقبرة فكنت اناديه ولم يكن يسمعني، حينها فكرت أن أبقى في المقبرة خوفا من حراس المزار أن يشبهونني بالاعداء ويرموا الرصاص علي، فبقيت هناك حتى الصباح فميزت معمل سنجار عندما اشرقت الشمس وقرية زليلية يبتعد 300م تقريباَ، عندها شعرت بالخوف الشديد لاني قضيت يوماَ كاملاَ في الهرب ولم ابتعد كثيراَ فنولت الى الوادي مجدداَ فأصبني الاعياء الشديد حيث لم آكل او اشرب منذ يومين فلم ارى احداَ سوى شخص ميت كان كبيراَ في السن، والحذاء التي البسه قد تمزق وأصبحت حافياً .

زاد خوفي كثيراَ لاني ربما سوف اموت من العطش والجوع فمشيت ناحية المزار قل قواي وضعف نظري من الجوع والعطش والهلاك كلما مشيت مسافة أقع على الارض وخلال هذه المسافة لم أعثر على مصدر للماء ولم أكن امتلك جهاز الموبايل كي أتصل بأشخاص، وبعد استراحة اواصل سيري منهكاً حتى أقتربت من المزار وحينها أقنعت نفسي باني امتلك فرصة اخيرة فقط. وهي ان استنجد شخصاَ، فرأيت شخصاَ قرب المزار فصحت عليه صيحة واحدة وقلت له انجدني ويقطت ارضاَ، وأحسست بنفسي حينما رشوا الماء على جسمي واسقاني قطرات من الماء، بكيت لكنهم أطمأوني وقالوا: الحمد الله على سلامة وصولك وانت الان في مأمن من العدو.

فأخذوني الى الجبل والتحقت بأهلي.

 

 

 

 

 

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi