الايزديون فقدوا الاتصال باسراهم لدى “داعش” وانباء اعدامهم تحاط بتشكيك رسمي
المدى برس / بغداد: فقدت العوائل الايزيدية الاتصال، منذ اسبوع، مع اسرى الطائفة الذين تحتجزهم (داعش) في الموصل منذ اب الماضي، تزامنا مع تسريبات تفيد باعدام التنظيم المتطرف لعدد من المختطفين لديه.
وجاءت ارقام المعدومين متضاربة بين العشرات والمئات لانقطاع الصلة بين الطرفين، بالمقابل تجهل السلطات المحلية في الموصل وممثلون عن الايزيدين في البرلمان، ارقام المحتجزين عند (داعش) بشكل دقيق، الا انهم نفوا وجود مايؤكد قيام داعش “باعدام عدد من المحتجزين لديه” والذين يقدر اعدادهم بين 3 و5 آلاف شخص.
ويتمكن بعض الاسرى المحتجزين لدى التنظيم المتطرف، النساء في الغالب، من الاتصال بذويهم من داخل منازل عناصر “داعش” الذين يقومون بشراء الايزديات كـ”سبايا”، فيما يكشف نازحون كانوا قد اتصلوا مؤخرا ببعض الاسرى ونقلا عن بعض المسنين المفرج عنهم، بانهم “تعرضوا لمعاملة سيئة لاجبارهم على اشهار اسلامهم”، كما بيعت نساؤهم الى التنظيم في الانبار وشمال تكريت وسوريا.
نفي اخبار الاعدامات
بالمقابل اكدت النائبة فيان دخيل في بيان، ان “بعض السياسيين في حكومة نينوى المحلية، ساهموا عن قصد او عن غير قصد في ارباك الشارع الايزيدي من خلال نشر معلومات غير دقيقة ولا يمكن التاكد منها، مفادها اعدام بضعة مئات من الاسرى الايزيديين المعتقلين لدى تنظيم داعش “.
واضافت دخيل “كلنا نعلم ان هذا التنظيم ارتكب ابشع الجرائم الوحشية بحق العراقيين ومن كافة الاطياف، وكان للايزيدية نصيب الاسد”، مشيرة الى “اننا نتوقع من هذا التنظيم القيام بمختلف الاعمال الاجرامية والوحشية، لكن من غير المقبول الترويج لاخبار غير موثوقة المصادر”.
وتابعت دخيل ان “هذا الامر اقض مضجع الآلاف من الايزيديين من الامهات والاباء والزوجات والابناء من ذوي اولئك الاسرى المنكوبين والذين يواجهون كل الاحتمالات للاسف الشديد في ظل صمت الجهات الامنية والسلطات التنفيذية المختصة عن هذه المعاناة الانسانية المريرة”.
وأعلن محافظة نينوى أثيل النجيفي، مؤخرا، عن قيام تنظيم “داعش” بإعدام المئات من الأسرى الإيزيديين المحتجزين عنده في المحافظة.
فيما اعتبر نائب رئيس الجمهورية اسامة النجيفي أن ذلك يثبت ان “داعش” هو ابشع مجموعة ارهابية يشهدها العالم، داعياً المجتمع الدولي الى دعم المقاتلين لتحرير نينوى والاقتصاص من “الارهابيين”.
وتمكنت قوات “البيشمركة”، نهاية العام الماضي، من فك الحصار عن 2000عائلة ايزيدية كانت محاصرة في جبل سنجار منذ احتلال “داعش” للبلدة في اب الماضي، ومات منهم العشرات من الاطفال وكبار السن بسبب الجوع والعطش.
وفر نحو 200 الف ايزيدي الى كردستان بعد سيطرة التنظيم على المدينة، فيما وقع عدد كبير منهم في الاسر لدى التنظيم المتطرف، ونقلت عشرات التقارير الاعلامية قصص عن نساء ايزيديات استطعن الافلات من “داعش” بعد ان جرى بيعهن كـ”سبايا” لدى عناصر التنظيم، تحدثن عن حالات تعذيب واغتصاب تعرضن لها اثناء الاسر.
الى ذلك يقول نائب محافظ نينوى عبدالقادر سنجاري بان “لامعلومات اكيدة عن قيام (داعش) باعدام عدد من الايزيدين المحتجزين لديه في الموصل”.
واضاف سنجاري في تصريح لـ”المدى” بان “الحكومة المحلية في نينوى لاتملك احصائية دقيقة عن عدد المحتجزين لدى التنظيم، مالم يعود كل النازحين الى مناطقهم الاصلية”.
ويقدر سنجاري عدد الايزيدين الذين مازال “داعش” يحتجزهم بنحو 5 آلاف شخصا، وقال أن “بعضهم تم الافراج عنهم في وقت سابق”.
اجبار المحتجزين على اشهار اسلامهم
ويعتقد نازحون ايزيديون استطاعو الفرار من سنجار بعد ان سيطر (داعش) على المدينة، بان “جميع المحتجزين لدى التنظيم عرضة للقتل”.
ويستند النازحون في اقوالهم على جرائم سابقة نفذها التنظيم المتطرف ضد ابناء من الطائفة ومن المكونات الاخرى.
ويقول عضو سابق في مجلس محافظة نينوى وهو الان من ضمن النازحين الايزيدين في كردستان ان “الاعداد التي ذكرت عن المعدومين من الطائفة متضاربة بين العشرات والمئات”.
ويضيف المسؤول المحلي السابق حجي حسن بيسو في تصريح لـ”المدى” :”لكن ما يجعلنا نشك بامكانية حدوث حالات اعدام هو انقطاع الاتصالات مع بعض الاسرى الذين مازالوا تحت قبضة (داعش)”.
ويؤكد بيسو ان “بعض الايزيديات اللاتي صرن كسبايا ويعاملن كالعبيد يتاح لهن بين الحين والاخر الاتصال مع ذويهن من موبايلات المنازل التي يقوم اصحابها بشرائهن”، مشيراً الى ان “النساء الايزيدات تم بيعهن الى عناصر التنيظم المتواجدين في الفلوجة، وغرب الانبار، وبيجي، والقيارة والشرقاط، ووصل بعضهن الى سوريا”.
ويقدر بيسو عدد المتجزين لدى “داعش” بنحو 4 آلاف اسير، ويقول ان “بعضهم يستخدم كدروع بشرية لابعاد خطر القصف بالطائرات عن مناطق نفوذ التنظيم”.
ويؤكد المسؤول السابق بان الاسرى يواجهون “معاملة سيئة” من المسلحين، حيث “يقومون باجبارهم منذ اليوم الاول للاسر على اشهار اسلامهم”. ويقول بيسو وفق اتصالات سابقة مع الاسرى و نقلا عن ايزديين كبار السن المفرج عنهم، مؤخرا، من قبل التنظيم بأن “من يرفض اعلان اسلامه يتم البصق او التبول في فمه”.
وأفرج “داعش”، عن عدد من النازحين كبار السن، الذين لا يصلحون للخدمة او النساء اللاتي لا يصلحن للبيع كسبايا.
بالمقابل يعاني الايزيديون النازحون في كردستان وعلى الحدود العراقية-التركية اوضاعاً انسانية” مأساوية”، وفقا لكلام بيسو. كما انتشرت امراض “الجرب” والسل الرئوي بين النازحين بسبب ضعف الخدمات الصحية، وسوء التغذية، فيما يقول النازحين بأن “بعض الاغذية التي تقدم كمساعدات من المنظمات الانسانية تتعفن قبل أن يتم توزيعها”.
من .. وائل نعمة
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية