قصص من كارثة شنكال ….(64)
الباحث/ داود مراد ختاري
فقدنا الوالدة في الجبل.
تحدث السيد (سرود شيخ سليمان ناصر من مواليد 1985 ) من أهالي تل قصب شنكال عن فقدان والدتهم قائلاً:
حينما سمعنا بوصول الدواعش الى المجمعات الجنوبية يوم 3-8 -2014، هربنا في الساعة الثامنة الى منطقة (صولاغ) وفي الساعة التاسعة والنصف صباحاً وصلت قوات الدواعش الى شنكال، توجهنا نحو الجبل وببعد مسافة وفي منطقة آمنة لا تصل اليها الدواعش عند (عين كدري) القريبة من صولاغ بقينا فيها لكن الوالدة كانت مريضة ومصابة بمرض السكري وهي من مواليد 1954، و رقدت في المستشفى قبل شهر ، بقينا ستة أيام طلبت منا ان نتجه نحو مزار شرف الدين، وبقت هي مع مجموعة كبيرة من كبار السن وعوائل أخرى كانت لنا معرفة بهم في الغرف القديمة (آثار الانكليز)، حاولت أن أبقى عندها لكنها رفضت وقالت: انا خائفة وغير مطمئنة على مصيرك ومصير أختك وزوجة أخيك، أرجو ان تأخذ العائلة الى مزار شرف الدين لكونها منطقة آمنة ويتوفر فيها الاكل والماء، لكون مناطق صولاغ الجبلية تفتقر الى المياه ومزدحمة بشكل لا يطاق، وانتشرت المجاعة هناك.
وحينما وصلنا الى دهوك أسكنت العائلة في مجمع خانك، ثم رجعت الى الجبل وبمعيتي شقيقي الاخر، بحثنا عنها في منطقة صولاغ وفي بقية مناطق الجبل ولمدة أسبوع ، لكنها كقطعة ثلج ذابت في الماء، ولم يقل أحداً باني قد رأيتها أو ماتت في الموقع الفلاني، وذهبنا الى سوريا وبحثنا عنها في كل مكان لكن دون جدوى.
منذ ذلك اليوم ونحن نسأل الناس، وولدت لنا هموماً وسنبقى في انتظار خبر عنها.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية
