مجزرة كوجو / الحلقة (15)
الباحث/ داود مراد ختاري
قالت الناجية (ب ح ا 1995) عن مأساتها مع الدواعش في المدن السورية قائلةً:
أخرجونا من مدرسة كوجو إلى مدرسة في تلعفر يوم الجمعة 15-8-2014 بقينا فيها مدة (10) أيام ثم إلى قرية (كسر المحراب) جنوب تلعفر لمدة (45) يوم، وبعدها أعادوني إلى قاعة في تلعفر ثانية وبقيت شهراً ، ورحّلونا إلى مدينة الرقة في سوريا وبقينا فيها (13) يوماً في بيت كبير(فيلا) ، اشتراني شحص من حلب مع عشرة فتيات أخريات وبقينا عنده (20) يوم ثم اشتراني أخر مع فتاة أخرى اسمها (ن غ خ)، وأخذني إلى مدينة (منبج) جنوب حلب، كان معي الطفل (ابن شقيقي) أخذته من أمه كي أنقذ نفسي به ولا يتزوجني أحد لكوني أم طفل رضيع، لكن هؤلاء الوحوش لا حدود لبشاعتهم وافتراسهم وتعاملهم مع كافة الإناث من صغيرات العمر والأمهات وطاعنات السن.
خرجنا بعد أربعة أيام ولبسنا الأسود لأنه غاب عنا منذ اليوم الأول لكونه من مقاتلي الحرب، دقينا جرس احد الأبواب لم يفتحوا لنا، فذهبنا وطرقنا باب آخر فتحت لنا صاحبة الدار ودخلنا , وبعد أن فهمت قصتنا طلبنا منها أن نتصل بأهلنا عبر الهاتف لكنها أكدت لنا بان الشبكة في مدينة (منبج) مقطوعة وغدا صباحاً سنذهب سوية إلى مكتب الاتصالات في المدينة وتستطيعون الاتصال من هناك.
وفي الصباح ذهبنا واتصلنا بأهلنا وهي من دفع ثمن المكالمة، وفي اليوم الثاني قالت لنا : أرجو منكم مغادرة الدار لان زوجي يخاف من سلطة الدولة الإسلامية إذ علمت بأننا نؤويكم، وساعدتنا بمبلغ من المال.
غادرنا الدار بقلوبٍ حزينة ولا نعلم أين نتوجه، هلكنا من المشي بين الأزقة ، ويبكي الطفل على صدري ولم يكن أمامنا إلا العودة ثانية إلى نفس الدار الذي هربنا منه، وحينما دخلنا الدار رأيناه فارغاً ولمّا يأتِ صاحب الدار بعد، بقينا في البيت.
وفي اليوم الثاني ذهبنا أيضاً إلى مكتب الاتصالات وأكدنا لأهلنا بضرورة إنقاذنا وأخبرناهم بالعنوان، ولمدة سبعة أيام كنت أتصل بالأهل وألح عليهم بإيجاد حل سريع لنا .
في اليوم السابع جاءنا سائق تاكسي مؤكداً بأنه مكلف من قبل أهلنا لإنقاذنا، فأخذنا معه إلى داره وفي اليوم الثاني خرجنا من مدينة منبج مع زميلتي (ن غ خ) نحو الحدود التركية.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية
