علي جهانكير: 13 ألف عائلة عادت إلى مناطقها في سنجار بفضل الدعم الحكومي
كشف المتحدث الرسمي باسم وزارة الهجرة والمهجرين العراقية، علي جهانكير، انخفاض عدد النازحين في العراق إلى 125 ألف عائلة بعد عودة العديد من العوائل، موضحاً أن المخيمات المتبقية تقع في إقليم كوردستان، حيث تسعى الوزارة لإغلاقها ضمن خطة حكومية.
كما أكد علي جهانكير في مقابلة مع شبكة رووداو الإعلامية، أجرتها معه نالين حسن، أن أكثر من 6 آلاف عائلة عادت إلى مناطقها هذا العام، وأن الحكومة تواصل تسهيل العودة الطوعية للنازحين في سنجار، مضيفاً أن الحكومة تتابع ملف اللاجئين العراقيين في دول الجوار، حيث تم نقل 19 ألف عراقي من مخيم الهول، مع بقاء 3500 شخص في المخيم.
وأدناه نص المقابلة:
رووداو: ما هو آخر إحصاء رسمي لعدد النازحين داخل العراق حتى الآن؟
علي جهانكير: شكراً لاهتمام قناة رووداو بهكذا ملفات. بالفعل، النازحين الذين هم حالياً في مرحلة النزوح أعدادهم قليلة، أقل مما كانت في الفترة السابقة، باعتبار أنه حصلت حالة عودة في فترة السنوات السابقة. والمتبقين حالياً هم أرقام، ولكن الواقع يتحدث عكس ذلك، لأن أغلبهم اندمجوا مع المجتمع واستوطنوا ضمن مناطق النزوح، لذلك الأعداد الآن لا تتجاوز الـ125 ألف عائلة تقريباً.
رووداو: كم تبلغ عدد العائلات التي تمكنت من العودة إلى مناطقها خلال هذا العام؟
علي جهانكير: هي أعداد تراكمية، أعتقد أن هذا العام أكثر من 6 آلاف عائلة قد عادت وتم تسجيلهم كعائدين.
رووداو: كم عدد المخيمات التي لا تزال مفتوحة حتى اليوم؟ وفي أي محافظات تتوزع؟
علي جهانكير: المخيمات تقريباً فقط في إقليم كوردستان، بحدود 12 مخيماً موجوداً في دهوك، وخمس مخيمات موجودة في أربيل.
رووداو: وهل ستبقى هذه المخيمات مفتوحة أم ستغلق خلال الأشهر المتبقية من هذا العام؟
علي جهانكير: خطة الوزارة تتماشى مع البرنامج الحكومي لدولة رئيس الوزراء بإغلاق ملف النزوح، ونسعى جاهدين في سبيل إنهاء هذا الملف، بالتنسيق مع حكومة إقليم كوردستان وبالأخص وزارة الداخلية باعتبار أنها المسؤول المباشر عن هذا الملف في الإقليم. وكذلك في نفس الوقت، نحن نقدر الظروف أو نحاول أن نهيء الظروف المناسبة لعودة هذه العوائل إلى مناطقها، باعتبار أن أغلب العوائل حالياً التي تسكن في الإقليم أو في المخيمات في دهوك هم من أهالي سنجار. نعم، ولذلك نحتاج أن الجهود الخدمية تكتمل ما عليها من خدمات من ماء وكهرباء والأمور الأخرى حتى نستطيع تسويق عملية العودة بشكل سليم وطوعي إلى مناطقهم.
رووداو: وما هي الخطة من أجل ذلك، بشأن تسريع عودة نازحي قضاء سنجار؟
علي جهانكير: الخطة تعتمد على أنه هناك لجنتين مشكلة. اللجنة الأولى هي تقييم الوضع الخدمي ونحن ننتظر برئاسة وزارة البلديات العراقية، التي أعضاؤها متكونة من عدة مؤسسات حكومية، هي التي تقيم الوضع في سنجار وتعطينا الإشارات بأن الوضع يمكن عودة العوائل. ولجنة أخرى هي لجنة تابعة إلى وزارة المالية برئاسة وزارة المالية لتقييم الوضع ومسألة التعويضات وهكذا.
رووداو: ولكن ما هي الصعوبات أو العوائق أمام إعادة نازحي سنجار إلى مناطقهم الأصلية؟
علي جهانكير: مسألة العوائق موجودة منذ زمن، ولذلك العوائق ممكن أن تجنبها وتجاوزها. باعتبار أنه بعد ما أطلقنا مشروع الحكومة والوزارة بدفع مبالغ مالية للعوائل العائدة، تم تخصيص مبالغ 4 ملايين لكل عائلة، وبرامج توزع مشاريع إلى العوائل. أكثر من 13 ألف عائلة استجابت وعادت، والآن تمارس حياتها الطبيعية في مناطق العودة في سنجار وأقضيتها ونواحيها وقراها. فاعتقد أنه ليس هناك حاجز يحول دون عودة هذه العوائل. ولذلك نحن نسعى دائماً لإقناع العوائل بعودتهم، وطبعاً طوعياً، ونأمل أن هذه العوائل تعود وهي تساهم في إعادة إعمار وإعادة إدماجهم داخل المجتمع. لأن الوضع الكل يعلم أنه الوضع في سنجار جيد جداً، وممكن أي عائلة أو أي شخص أو أي مهنة يمكن ممارستها داخل هذه المنطقة، والوضع طبيعي. والعوائل التي سبقت هؤلاء عادت منذ أكثر من سنتين، والآن الوضع جيد ويعيشون حياتهم الطبيعية.
رووداو: العوائق هل هي سياسية، اقتصادية، أم تتعلق بإعادة الإعمار أم أمنية؟
علي جهانكير: الحقيقة، موضوع السياسة والأمن نحن نعتقد أنها غير واقعية، لأنه ما من حق أي جهة تمنع العائلة من التحرك هنا وهناك. فإذا كان الموضوع السياسي هنا يدخل، فإنه يدخل من باب الحفاظ على حقوق هذه العوائل. أما بواقع الحال، فهذه الجهات الأمنية الآن تعطي إشارات بأن الوضع في المنطقة جيد. وأنا زرت أكثر من مرة هذا القضاء، وبساعات متأخرة من الليل، كنا ننتقل هنا وهناك، والوضع جيد في سنجار. أما الخدمات، فموضوع الخدمات هو على كل العراق. يعني الخدمات لن ترتقي إلى مستوى الكمال، ولكن هناك حاجة هنا وهناك، لكن الحقيقة ممكن تجاوزها. لأنني سبق أن تحدثت أنه هناك عوائل عادت ومارست حياتها الطبيعية مع وجود هذه التحديات الخدمية، والعمل يجري بهذا الاتجاه.
رووداو: في ملف الإحصائيات حول عدد النازحين واللاجئين، ما تقدير الوزارة لعدد العراقيين المقيمين كلاجئين في دول الجوار، خصوصاً سوريا، تركيا، والأردن؟
علي جهانكير: في سوريا يمكنني أن أدلي بالرقم لأنه تقريباً هناك تواصل مباشر من خلال المؤسسات الأمنية أو المنظمات الدولية. دول الجوار في تركيا متواجدين، ونحن نطلق حملات بين فترة وأخرى لنقلهم من يرغب بالعودة. في الأردن، الموجودين تقريباً العوائل تطالب أو لديها طموح المغادرة إلى دول أخرى للحصول على اللجوء، وهذه مثبتة لدى الأمم المتحدة، وأغلبهم هم من الأقليات، وفي إيران، ليس لدينا إحصائية دقيقة لأن من يخرج من العراق يخرج بتأشيرة سياحية رسمية، فموضوع البقاء هناك صعب جداً، ولن تسمح العائلات بالبقاء أكثر من المدة القانونية المحددة في تلك الدولة. وبالتالي، الأرقام التي لدينا قليلة جداً.
رووداو: تستطيع أن تعطي الإحصائيات الخاصة بسوريا، كم يبلغ عدد اللاجئين العراقيين في سوريا الآن؟
علي جهانكير: اللاجئين ليسوا بعنوان لاجئين، بل بعنوان نازحين. لأن اللاجئ عادة ما يكون لأسباب إنسانية أو سياسية. الموجودين في سوريا لا يتجاوزون في معسكر أو مخيم روج والهول بحدود 3 آلاف شخص. أما في داخل العمق السوري، فإن الحديث يتحدث عن ألفين إلى 2500 عائلة.
رووداو: بعد مؤتمر نيويورك الأخير بشأن مخيم الهول، هل تمخض عن المؤتمر قرارات واضحة أم مجرد توصيات؟
علي جهانكير: هذا المؤتمر كان برعاية فخامة رئيس الجمهورية، وبحضور نائب رئيس الوزراء السيد وزير الخارجية فؤاد حسين، والسيد مستشار الأمن القومي ومعالي وزيرة الهجرة والمهجرين. بالمقاييس المعروفة، كان المؤتمر ناجحاً ولقى استحسان وتعاون وتفاعل دولي، سواء على المستوى الدولي أو على مستوى المنظمات. التوصيات التي خرج بها المؤتمر كانت موثقة ومسجلة ومصرح بها. ما يخرج عن هذا المؤتمر من توصيات، بالتأكيد سوف ينال استحسان الإخوة المسؤولين في الجمعية العامة للأمم المتحدة. ومؤكد سوف تصدر قرارات من ضمنها، إنهاء ملف الهول أو شمال شرق سوريا. الحقيقة ليس الهول فقط، هناك الحديث عن المخيمات وأطراف المخيمات في شمال شرق سوريا، والهول جزء من هذه المخيمات. فالتوصية بضرورة دعم الحكومة العراقية في نقل العوائل وتسهيل عملية العودة بالتنسيق مع الجهات المعنية في تلك المنطقة، ثانياً دعوة الدول بسحب رعاياها من المخيم باعتبار المخيم يحتضن عدة جنسيات ويقال انه اكثر من 60 جنسية موجود فيها.
رووداو: كم عدد الدول التي أبدت استعدادها لاستقبال رعاياها الموجودين في مخيم الهول أو مخيم روج؟
علي جهانكير: أغلب الدول سحبت رعاياها، خاصة الدول جنوب شرق آسيا ودول آسيا مثل كازاخستان وأذربيجان وهذه المناطق، وحتى الدول الأوروبية مثل بلجيكا وفرنسا سحبت رعاياها من شمال إفريقيا ودول عربية أخرى. ولكن هناك بعض الدول التي تتحدث عن احتمالية عودتهم أو نقل رعاياهم في الفترة المقبلة. وسوف يصدر توجيه من الأمانة العامة للجمعية العامة للأمم المتحدة بضرورة نقل رعايا كل الدول إلى دولهم، تمهيداً لتفكيك المخيم، والأغلب المتواجدين حالياً في المخيم هم من السوريين، وليسوا أجانب كلهم هناك سوريون موجودون في هذه المنطقة.
رووداو: لم نجد مشاركة لإدارة مخيم الهول في هذا المؤتمر رغم مركزية دورها في هذا الملف، لماذا؟
علي جهانكير: هناك دعوة للجهات المسؤولة، قوات سوريا الديمقراطية، وكان هناك دعوة لوزير الخارجية السوري، وكان من المفترض أن يحضر وله كلمة في أجندة المؤتمر أو الورشة التي حصلت في نيويورك. لكنه تعذر الحضور لارتباطات غير منسقة مفاجئة في نيويورك. هذا ما علمناه من القائمين على المؤتمر. أما الجانب الآخر، وهو قوات سوريا الديمقراطية، كان هناك دعوة للحضور، لكن باللحظات الأخيرة لا أعلم السبب بعدم الحضور. قد تكون قضايا لوجستية أو فيزا أو هكذا أمور، لكن التحالف الدولي كان موجوداً بشكل فعال، وكان الجانب الأميركي موجوداً، وكذلك المنظمات ورؤساء المنظمات الدولية، وأغلب الدول كانت موجودة، مثل الدول العربية والخليجية، قطر والإمارات، والاتحاد الأوروبي ودول جنوب شرق آسيا، وتجربة العراق حظيت بتقدير واحترام وعرضنا بإمكان نقل تجربة العراق للدول التي لديها نفس المشكلة.
رووداو: ما هو العدد الإجمالي للعراقيين الذين تم نقلهم من مخيم الهول إلى العراق حتى الآن؟
علي جهانكير: حوالي 19 ألف شخص، بين طفل وشيخ وامرأة وشاب، تم نقلهم ودخلوا إلى مركز التأهيل، وتم تخريج أكثر من 12500 شخص وعادوا إلى مناطق سكنهم في المناطق التي نزحوا منها. والمتبقي حسب الإحصائيات لا يتجاوز 3000 إلى 3500 شخص.
رووداو: هل تم التعرف على أي من النساء أو الأطفال من الكورد الإيزديين ضمن العائدين من المخيم؟
علي جهانكير: هناك جهود كبيرة حصلت، سواء على المستوى الوزاري أو على مستوى المؤسسات الأمنية، وبالفعل هناك حالات تمت، ولم تأتِ إلى المخيم وإنما من مخيم الهول وضواحي مخيم الهول. الأجهزة الأمنية، وبالتنسيق مع المسؤولين على الملف في الجانب السوري، تم نقل هذه النساء إلى العراق.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية