كلمة رئيس الوزراء مسرور بارزاني خلال مراسم تدشين طريق شيخان- لالش
بمشاركة رئيس وزراء إقليم كوردستان، مسرور بارزاني، بدأت اليوم السبت، مراسم تدشين طريق شيخان- لالش المزدوج بمحافظة دهوك، بعد مرور عامٍ على إرساء الحجر الأساس للمشروع.
وفي كلمة ألقاها خلال المراسيم، رحّب بارزاني بسمو الأمير حازم، وبابا شيخ، والمجلس الروحاني، والشخصيات الدينية والسياسية والاجتماعية التي حضرت الفعالية، مشدداً على أن لالش النورانية ليست مجرد مزار ديني بل رمز للتعايش بين مختلف مكونات كوردستان.
وقال مسرور بارزاني في كلمته : قبل عام من الآن كنا هنا، ووعدناكم بأن نجعل الطريق من شيخان إلى لالش المقدسة طريقاً مزدوجاً، والحمد لله، عدنا بعد عام، والآن، نحن هنا لافتتاح طريق شيخان – لالش المزدوج.”
وأضاف رئيس الحكومة:
“الإخوة والأخوات الإيزيديون جزء أصيل من كوردستان، وكما قال الرئيس بارزاني: أنتم كورد أصلاء، ولا يمكن لأي قوة أن تفرق بيننا”.
وأشار إلى أن هذا الطريق سيخدم الزوار القادمين إلى لالش من داخل كوردستان وخارجها، إضافة إلى سكان المناطق المجاورة، مؤكداً أن المشاريع الخدمية ستتواصل في شيخان ومحافظة دهوك عموماً.
تضحيات الإيزيديين واتفاقية سنجار
وتوقف بارزاني عند مأساة الإيزيديين خلال هجوم تنظيم داعش على سنجار عام 2014، مستذكراً موقف الرئيس بارزاني الذي قال حينها: “إما أن نحرر سنجار أو نستشهد فيها”، لافتاً إلى أن البيشمركة تمكنوا بعد مئة يوم من رفع علم كوردستان مجدداً على جبل سنجار رغم التضحيات الكبيرة.
كما جدّد التأكيد على ضرورة تنفيذ اتفاقية سنجار مع الحكومة الاتحادية، وتهيئة الظروف لعودة الإيزيديين إلى ديارهم بكرامة، بعيداً عن هيمنة القوى الخارجة عن القانون.
حوار مع بغداد وأمل باتفاق نفطي
وبشأن العلاقة مع بغداد، أوضح بارزاني أن مباحثات الميزانية والرواتب ما تزال مستمرة، وقال:
“من جانب الإقليم لم نضع أي عقبة أمام التفاهمات، بل سعينا دائماً إلى إزالتها”.
وكشف عن وجود تفاهم مبدئي بين الحكومة الاتحادية والشركات النفطية، معتبراً ذلك بداية جيدة لإنهاء العراقيل المالية، ومعبّراً عن أمله في أن يتحول الاتفاق إلى واقع يضمن صرف رواتب موظفي الإقليم بانتظام.
مشاريع البنية التحتية
وفي ختام كلمته، أثنى رئيس الحكومة على شركة “نورث لايت” المنفذة للمشروع بجودة عالية وفي وقت قياسي، مشيداً بدور القطاع الخاص وثقته بحكومة الإقليم، الأمر الذي ساعد على استمرار مشاريع الإعمار رغم الأزمة المالية وقلة الدعم الاتحادي.
ويُعد طريق شيخان – لالش واحداً من أبرز المشاريع الاستراتيجية التي تنفذها الكابينة التاسعة لحكومة الإقليم، بما يعكس رؤيتها في تعزيز البنية التحتية وتوفير خدمات عصرية للمواطنين والزوار على حد سواء.
وهذا نص كلمة رئيس الحكومة مسرور بارزاني :
بسم الله الرحمن الرحيم.
أيها الأخوة والأخوات الأعزاء، أيها الحضور الكرام،
أرحب بكم جميعًا ترحيبًا حارًا، وأخص بالذكر والتقدير حضور سماحة الأمير حازم، وبابا شيخ، والمجلس الروحاني، والشخصيات الدينية الموقرة في هذه المنطقة. في هذه المناسبة، أنتم حاضرون معنا.
قبل عام كنا هنا، وشعرنا أنه من واجبنا إنشاء طريق شيخان المؤدي إلى لالش النورانية وتحويله إلى طريق ذي مسارين. بحمد الله، بعد عام عدنا لنفتتح هذا الطريق معًا.
مما لا شك فيه، أن أي عمل نقوم به لخدمة مواطنينا هو واجبنا. وخصوصًا لهذه المنطقة التي لها أهمية كبيرة من الناحية التاريخية والدينية والتعايش، ومن ناحية النضال الثوري في تاريخ شعبنا. هذا الشعب الذي قاوم في هذه المنطقة، ولهذا هو واجبنا أن نخدمهم.
لهذا السبب، كل عمل نقوم به نعتبره واجبًا ونحن سعداء بأن هذا أحد المشاريع التي تم تنفيذها في هذه المنطقة. وبالطبع، ستستمر هذه المشاريع على مستوى المحافظة وفي أماكن أخرى.
أيها الإخوة والأخوات الإيزيديون، أنتم جزء أصيل من كوردستان، وكما قال فخامة الرئيس بارزاني: “أنتم كورد أصلاء، إيزيديون”. لهذا، لا يمكن لأي طرف أن يفرق بيننا. وأنا أعلم مدى أهمية هذه المنطقة لإخوتنا وأخواتنا الإيزيديين. يزور الكثير من الناس من جميع أنحاء العالم هذا المكان ويزورون لالش النورانية. بعد أيام قليلة، وكما علمت، سيأتي زوار مرة أخرى إلى هنا. آمل أن تكون هذه الخدمة وهذا التسهيل لخدمة حركة وتنقل إخوتنا، وهذا الطريق سيخدم أيضًا أهالي مناطق أخرى مرتبطة به.
هناك مشاريع أخرى قيد الإنجاز، وهذا كله مرتبط ببعضه البعض لتحسين حركة وتنقل المواطنين، وتقليل الحوادث المرورية، وتوفير الأمان للمواطنين.
أنا على يقين أنه بقدر ما نتمكن من خدمة شعبنا معًا، سنتمكن من تحقيق المزيد من الرفاهية. لقد أردنا أن يكون هناك دعم أكبر من الحكومة الاتحادية لإقليم كوردستان، لكن على الرغم من كل الأزمات التي شهدناها، لم تتوقف مشاريع الإعمار هنا، وجزء كبير منها يعود إلى إيمان القطاع الخاص الذي يثق بحكومة الإقليم، وهذه المشاريع تم تنفيذها على نفقتهم الخاصة، وهذا محل تقدير كبير. لذا، يسعدني أن أتوجه بالشكر الخاص للشركات المنفذة لإنجاز هذا المشروع، الذي تم إنجازه بجودة عالية وفي وقت قصير ووفق معايير عالمية ودولية. أهنئهم، وآمل أن يستمروا في خدمة وتنفيذ مشاريع أخرى في أي مكان يُكلفون به.
اسمحوا لي أن أغتنم هذه الفرصة لأتحدث عن قضية تخص إخوتنا وأخواتنا الإيزيديين الأعزاء، الذين عانوا لسنوات من المصائب والكوارث. ولكن في كل مرة، بقوا صامدين، أقوياء، وحافظوا على أنفسهم وواجهوا الأعداء والمخططات الخبيثة.
أتذكر جيدًا، وأنا متأكد أن الكثيرين منكم شهود، عندما كان فخامة الرئيس في خدمة شعبنا، وعندما هاجم إرهابيو داعش الهمج شنكال (سنجار)، أمر فخامة الرئيس حينها: “إما أن نحرر شنكال (سنجار)، أو نستشهد جميعًا هناك”.
وبدعم من الله وبهمة فخامة الرئيس وقيادة قوات البيشمركة الكوردستانية، تم تحرير شنكال(سنجار). بعد مئة يوم، تحقق وعد فخامة الرئيس. صحيح أننا قدمنا مئات الشهداء، لكننا لم نسمح بكسر إرادتنا، وبفخر إخوتنا وأخواتنا الإيزيديين، لم يسمح فخامة الرئيس بأي شيء آخر سوى أن يتم رفع علم كوردستان مرة أخرى على قمة جبل شنكال. هذه المرة، هنا ومن هذا المكان، ورؤوس أعداء إخوتنا وأخواتنا الإيزيديين في هذه المنطقة تحت أقدامنا.
هذا التعايش الموجود في كوردستان، وهذه العلاقة الأصيلة بين الإيزيديين والمسلمين والمسيحيين والعرب والتركمان، لا يمكن لأي شيء أن يفرق بينها. مهما كثرت المحاولات لإبعاد بعض إخوتنا الإيزيديين عن شنكال. لقد بذلنا جهودًا جادة لتنفيذ اتفاقية شنكال مع الحكومة الاتحادية، ولكن حتى الآن، للأسف، لم يتم تنفيذ تلك الاتفاقية بسبب بعض القوى الخارجة عن القانون التي فرضت نفسها، وطلبنا من الحكومة الرسمية الاتحادية أن تتخذ الإجراءات اللازمة، وأن يتم توفير التسهيلات لعودة إخوتنا وأخواتنا الإيزيديين إلى شنكال بكرامة. وسيستمرون في أن يكونوا جزءًا منا، سواء كانوا إيزيديين، مسلمين، عربًا، تركمانًا أو مسيحيين، وأن يعودوا بكرامة إلى ديارهم وممتلكاتهم في المناطق التي هُجّروا منها قسرًا بسبب هجمات إرهابيي داعش الوحشية. ومن الضروري أن يعودوا جميعًا وأن تتم حماية ارتباطنا بهذه الأرض وهذه التربة وهذا الوطن من قبل أي مخطط سياسي لا يريد لنا أن نكون متفرقين.
لن أطيل عليكم كثيرًا في هذا الموضوع، لكني أتمنى لكم النجاح والرفاهية، وإن شاء الله، كوردستان ستكون دائمًا في تقدم وازدهار.
حواراتنا مع بغداد بشأن تأمين الميزانية والرواتب مستمرة، وفي كثير من الأحيان قيل إنه لم تبقَ أي عقبات، وفي الحقيقة من جانب الإقليم لم يتم خلق أي عقبة، وفي كل مرة كانت هناك أي ذريعة أو حجة، حاولنا إزالتها لكي يتم تأمين المستحقات المالية لأهالي كوردستان.
في آخر محادثاتنا مع بغداد، والتي أُبلغت بها، هناك تفاهم واتفاق جيد بين شركات النفط التي تنتج النفط في إقليم كوردستان والحكومة الاتحادية، وهذا سيكون بداية جيدة لإنهاء هذه المشاكل والعقبات التي لا تزال قائمة. ونأمل في الأيام القادمة أن يصل هذا الاتفاق إلى نتيجة إيجابية، وأن لا تصبح قضية الرواتب مرة أخرى مصدر إزعاج في حياة المواطنين اليومية.
أتمنى لكم النجاح، والرفاهية، وإن شاء الله، كوردستان ستكون دائمًا في تقدم وازدهار، وشعبها سعيدًا، وبعيدة عن كل بلاء وكل مصيبة. كردستان ستظل دائمًا في أمان.
شكرًا جزيلًا.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية
