أكتوبر 24, 2025

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

ناجي من قبضة داعش: كنا كل يوم اسوء حال من الذي سبقه نتيجة الضرب والتعذيب

ناجي من قبضة داعش: كنا كل يوم اسوء حال من الذي سبقه نتيجة الضرب والتعذيب

خضر دوملي

قد يكون موضوع اختطاف النساء الايزيديات من قبل  ( داعش ) اخذ شيئا من الاهتمام وتسلط وسائل الاعلام عليه الضوء بين حين واخر  كلما تحررت ونجت احداهن، لايزال موضوع اختطاف الرجال ومعانتهن بعيدة عن الاضواء الذين لم تكن معانتهن باقل من النساء والاطفال من تعذيب وتجويع وسجن انفرادي على اقل اعتراض.

زينو  خلف الياس في الثانية والعشرين من العمر نجى من داعش نهاية شهر كانون الاول 2014 بعد ان  امضى اكثر من اربعة اشهر في ظروف وصفها بانها صعبة للغاية ولايمكن ان توصف في عبارات قصيرة، ولا في جمل ومقالات قائلا ” كانا نرى الموت في الكثير من الاوقات امام اعيننا وكنا نموت في كل مرة عندما كانوا يأخذوا نسائنا”.

زينو القي القبض عليه في العاشر من شهر آب قرب قرية  قابوسي بعد ان حاول ان يصل جبل سنجار اثر غزوة داعش لها في الـ 3 من الشهر نفسه  يقول زينو “كنا اكثر  من 100 شخص  تضم مجموعة عوائل من الرجال والنساء والاطفال حاولنا الهرب بعدما علمنا انهم سيلقون القبض علينا لكن كونهم قد وضعوا العديد من نقاط التفتيش ودوريات متنقلة فقد  القوا القبض علينا في طريق دوميز جنوب سنجار 3 كم ومباشرة بعد ساعة نقلونا الى تلعفر”

يقول زينو ان الذين اختطفونا كانوا من سكنة المنطقة ومكشوفي الوجه  من اللهجة التي كانوا يتحدثون بها كنت اعرف انهم من بعاج وبليج يستقلون سيارات تويوتا قد استولو عليها بعد غزوتهم لسنجار ، مضيفا ان ابرز الممارسات التي يمكن وصفها تتمثل بـ ” الحجز في غرف وقاعات لايام ، قلة طعام، قلة ماء الشرب، الاهانة، الضرب في حال رفضنا اي طلب، ومن ثم التعذيب الابرز في حال رفضنا تلاوة القرأن في الحصص الدينية التي كنت نجبر على حضورها”

مشاهدات واحول الرجال الايزيدية الذين اختطفتهم داعش لاتزال غير واضحة اذ يقول زينو ” كثيرا كانوا يهددوننا في حال رفضنا دخول الاسلام بأنهم  سياخذون نسائنا وكثيرا ما كانوا يهددونهم امامنا بأنهم سيعتدون عليهم ونلنا الكثير من الضرب لأننا رفضنا اعتناق الاسلام وفي كل يوم كان حالنا اسوء من الذي سبقه نتيجة التعذيب والضرب الذي نلاقيه بسبب رفضنا الامتثال لأوامرهم”

هذه الظروف والاحوال لايعرفها الكثيرين، وكثيرا ما كنا نعاني الكثير من الاسى والحزن ، فقدنا عوائنا ونسائنا، فقدنا اطفالنا وبيوتنا، وكنا كل يوم يمر علينا اننا نموت مجددا.

بعد مضي ايام واسابيع في اكثر من موقع في تلعفر وبعاج ورامبوسي احتجزونا في  بعاج  لعدة ايام وكانوا يقيدون ايادينا ويوصدون عيوننا وفي الكثير من الاحيان كانوا يقطعون عنا الطعام لعدة وجبات وحتى تلك التي يوفرونها لنا كانت رديئة تقتصر على صمون يابس او قليل من الرز  .

زينو يقول انه ” لايستطيع وصف تلك الشهور والاسابيع حجزونا في غرفة خاصة ليجبرونا على اعتناق الاسلام واكثر شيء كنا نخاف منه عندما رايناهم يأخذون الاطفال الصغار منا ولانعلم ماحل بهم، اغلبهم اختفوا الى الان ولانعرف اية معلومات عنهم”

رحلة الاربعة اشهر التي قضاها زينو في ايدي داعش لايمكن اختصارها في عدة اسطر ولايمكن نقل كل ما لاقاه من عذاب وخوف اذ يقول زينو “كنا نخاف كثيرا و لانمتلك الرفض بأي وسيلة كانت لما يفرضوه علينا، كانت نسائنا بأيديهم وكنا نتصور اننا بتلبية ما يطلبوه منا فانهم سيكونوا افضل حالا معنا “

اكثر الاشياء التي يقول زينو انها كانت اهانة مستمرة هو اجبارهم على المشاركة في الدروس الدينية والقيام بتصويرهم حتى يظهروننا على اننا موافقون على ما نشارك فيه . مبينا “ان الدورس كانت تستمر لساعات طويلة ومملة ولاحد يهتم بها، وعندما يمل رجل الدين يصرح علانية انه ايضا يعرف اننا غير ملتزمين ولذلك كانت الساعات تمر مملة ومزعجة ولكننا كنا نخاف الاعتراض على  نحن عليه لان التعذيب والضرب كان ينتظرنا” .

زينو مع ثلاثة اشخاص اخرين و اربعة اطفال وفتاتين وجدوا فرصة للهرب بعدما قصفت طائرات التحالف مواقع قريبة من تواجدهم غرب تلعفر فقرروا الهرب و بعدما امضوا سيرا على الاقدام لعشر ساعات وصلوا الى مشارف جبل سنجار حيث كانت قوات البيشمركة وافراد من قوات حماية جبل سنجار بأنتظارهم، حيث الان يتلقون العلاج والرعاية الصحية .

مع غزوة داعش لسنجار في الثالث من شهر اب 2014 قاموا باختطاف اكثر من خمسة الاف أمرأة وطفل ورجل لم يعد منهم سوى حوالي خمسمائة شخص غالبيتهم من الاطفال والرجال وبحسب شهادات الناجين فان غالبية الرجال الاحياء الان في سجون في الموصل و تلعفر فيما غالبية النساء لازلن كسبايا وجواري في عدة مدن وبلدات يسيطر عليها داعش في العراق وسوريا ومصير المئات من الاطفال لايزال مجهولا.

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi