أكتوبر 24, 2025

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

قصص حقيقية عن كارثة شنكال….. قصة (41)

قصص حقيقية عن كارثة شنكال….. قصة (41)
الباحث / داود مراد ختاري
السير ليلاً والاختباء نهاراً
تحدث السيد قاسم خديدة زينديني 1933 عن معاناته عند الهروب قائلاً:
نزلنا أنا وابني من الجبل الى قرية الوردية لجلب كمية من المواد التموينية يوم 6-8-2014، بعد ثلاثة أيام من صعودنا، القي القبض علينا مع مجموعة أخرى في الشارع العام، وكانت مجموعة كبيرة أخرى متبقية فيها وصعدونا بالسيارات نحو تلعفر، كانت أفعالهم خبيثة، كنا حوالي 600 شخص في قاعة لمدة 15 يوما، عزلوا الرجال عن النساء، كانت المسافة بين المدرسة التي فيها النساء والقاعة التي فيها الرجال يفصل بينهما وادي.
كانت وجبات الأكل قليلة ففي الفطور رغيف خبز أو صمونة مع قطعة صغيرة من الجبن وتأتي في الساعة الثانية عشر ظهراً، وفي العصر قليل من الرز فوقه قليل من المرق لكل ستة أشخاص في صحن واحد ونأكل بدون معلقة، وفي التاسعة مساءً تقدم لنا البطاطا بدون الخبز، كل شخص يأكل حبة بطاطا واحدة دون اي شيء معها.
وكانوا يجلسون بيننا يقولون: إن الإسلام هو أفضل الأديان في الكون، سينقذكم من نار جهنم، وهنا أفضلُ لكم من الذهاب الى الجبل أو الذهاب إلى مناطق الكورد او الإيزيدية، وهؤلاء جميعاً سوف يأتون الينا  طوعا، ومن الخوف كنا نقول لهم نعم الجميع سوف ينزلون من الجبل ويسلمون أنفسهم إليكم.
ثم بعدها اقتادونا إلى قرية (كسر المحراب)، توزعنا بين الدور، بعد أيام لاحظت بان الحراسات غير مشددة، وفي أحد الأيام قلت لإبني عليك متابعة الحراس وسوف نغادر ليلاً.
خرجنا من القرية في الساعة الثامنة مساءً، لم يأت أحد معنا لأنهم كانوا متعلقين بالعوائل، وقسم منهم كانوا خائفين من قتلهم في الطريق، سرنا متجهين نحو جبل شنكال حتى بزوغ الفجر، اختبأنا في وادي الى المساء وفي الساعة الثامنة مساءً انطلقنا نسير مرة أخرى ووصلنا الى محطة تعبئة الوقود بين تلعفر والموصل وقد أهلكنا العطش، قلت لابني سنذهب الى المحطة ونبحث عن الماء، منعني وقال: يا والدي الأشخاص الموجودون في المحطة سيلقون القبض علينا او يخبرون الدواعش عنا دعنا نسير ولا ندخل إليها، لكني ألححت عليه بأننا سنموت من العطش في الطريق ولابد من دخول المحطة، دخلناها وفتشنا المحطة كانت خالية من البشر، شربنا الماء وحملنا معنا ثلاث قناني للطريق، لكننا كنا مهلكين من التعب وتوقفنا فيها ونمنا بالرغم من ان المسافة بين المحطة والقرية يفصلهما الشارع العام فقط،  وفي الفجر قمت على صوت مآذن القرية، فأيقظت ابني من النوم، وخرجنا من المحطة، لكن مجموعة من الكلاب نبحت علينا وهاجمتنا، أراد ابني أن نركض خوفاً من الكلاب، فقلت له: أن الكلاب لا تهجم علينا حينما نقف ونمشي ببطء، لذا توقفنا قليلاً ومشينا، ولكننا اضطررنا للتوقف في وادي ما بعد قرية سينو عند الصباح، واختبأنا الى الساعة الثامنة عصراً، وهنا نفد الماء وهلكنا من العطش، وسرنا بعد مسافة رأينا مخفر شرطة على الطريق، قال ابني يا والدي انا متأكد بان الدواعش موجودون في المخفر، ولكننا لم نستطع السير من العطش، فلابد من الانتحار والدخول الى المخفر، اقتربنا منه ولكننا لم نسمع أصوات فيها، فدخلناه، رأيناه خاليا من البشر لكنه ممتلئ بالمواد التموينية والارزاق من (الرز، البرغل، معجون الطماطم، المعكرونة، الزيت، القشطة، الزبد، البطاطا، كارتون من البيض … الخ) وفيه سيارتان معطلتان مركونتان هناك، احضر ابني لنا الأكل والماء فأكلنا وشربنا كثيراً لأننا لم نذق الأكل منذ يومين ونفد لدينا الماء، بزغ الفجر في هذا الوقت، لا نستطيع الخروج، فبقينا في المخفر ونمنا الى وقت الظهر فقمت من النوم لاحظت انه قد احضر لنا الأكل قد قام بطبخ البرغل،  لم نكن خائفين لاننا منذ البدء خططنا للفرار وسيكون مصيرنا اما النجاة أو الموت.
وحملنا مجموعة من البيض المسلوق والخبز وكمية كبيرة من الماء عصراً … حتى وصلنا الى منطقة خانى شرقي عند المنطقة الحجرية المتموجة بالقرب من معمل سمنت شنكال استرحنا ثم الى المنطقة الحجرية المتموجة الاخرى، نفد الماء لدينا ثانية، بعد السير رأينا الحشيش (الثيل) وقالوا سابقاً : ان الثيل ينبت على الماء، فبحثنا عند المناطق القريبة منه رأينا بركة ماء، شربنا منها وغسلنا وجوهنا وحملنا قناني للطريق وسرنا واقتربنا من الجبل، وفجأة أطلقت علينا العيارات النارية بكثافة من الجبل، نزعت غطرة رأسي (اليشماغ) ولوحت بها، فأدركوا بأننا من الايزيدية ولسنا من الدواعش، فتوقفوا عن الرمي، وذهبنا اليهم استقبلونا بحفاوة وقدموا لنا الأكل والسكائر وكنت متشوقاً للتدخين لان الدواعش منعونا من التدخين بينما حراسهم كانوا يدخنون أمامنا ويمنعوننا.
عند منطقة (بير اورا) قالوا انهم قد أعطوكم الحبوب المخدرة الممنوعة  واستطعتم الخروج من أبعد نقطة الى الجبل، وفي الصباح الباكر اتصلوا بالسيد قاسم ششو بان رجلاً طاعنا في السن مع ابنه قد وصل الينا من تلعفر، فرد عليهم : أوصلوهما الينا، جاء معنا شابان مسلحان الى مزار شرف الدين، ووصلنا اليهم في الرابعة عصرا .
في قرية (كسر المحراب – قرية للتركمان الشيعة جنوب تلعفر) كانوا يأخذون بعض الرجال ويقتلونهم وكنا نسمع الرمي ليس بعيدا عن القرية، وفي الصباح يأتون الحراس ويقولون: أين هم هؤلاء الأشخاص، وكنا نعلم علم اليقين أنهم قتلوهم.
حينما يمر الحراس أمام الناس يبدءون بشتم وسب ديننا، ويعلمون اننا لا نستطيع الرد عليهم، كنا نسكت ولكننا نرد عليهم بداخلنا.
في القرية  ثمانون عائلة  ما يقارب (600 ) شخصا، في كل يوم كانوا يأخذون الفتيات البعض منهن يعودن بعد بضعة أيام والأخريات يبقين  لديهم.

 

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi