سياسات لجوء جديدة تهدد مستقبل الكورد الإيزيديين في ألمانيا
يواجه اللاجئون الكورد الإيزيديون الذين فروا من بطش تنظيم داعش بحثًا عن ملاذ آمن في ألمانيا، مستقبلًا غامضًا ومقلقًا، حيث يجدون أنفسهم اليوم أمام شبح الترحيل القسري بسبب تشديد قوانين اللجوء في البلاد، في مفارقة مؤلمة لدولة كانت من أوائل المعترفين بالإبادة الجماعية التي تعرضوا لها.
قصة الشاب قاسم، القادم من سنجار، تلخص معاناة الكثيرين. بعد رحلة محفوفة بالمخاطر، أمضى قاسم عامين في ألمانيا أملًا في بناء مستقبل جديد، لكنه قبل شهر واحد فقط، تلقى قرارًا برفض طلب لجوئه وأمرًا بمغادرة البلاد.
يقول قاسم في حديثه لقناة كردستان 24: “أتينا إلى هنا لنبني مستقبلًا ونكمل دراستنا ونعمل، لنشعر بالاستقرار بعيدًا عن الخوف في سنجار، حيث لا نعلم متى قد تندلع حرب جديدة أو تحدث إبادة أخرى”.
ويضيف أن المخاوف لا تزال قائمة، مشيرًا إلى “خطاب الكراهية والتعليقات السلبية على وسائل التواصل الاجتماعي ضد الإيزيديين” كدليل على أن العودة ليست آمنة.
هذا الوضع المتأزم دفع الجالية الإيزيدية إلى التحرك. في مركز (بيت الجالية الإيزيدية) بألمانیا، الذي أصبح مركز دعم ومساندة للاجئين، يعمل ناشطون على تقديم المساعدة القانونية ومحاولة إيجاد حلول لقضايا اللاجئين العالقة.
جمال، نائب رئيس المركز، عبر عن استنكاره الشديد للسياسات الجديدة رغم علاقتهم الجيدة مع السلطات الألمانية.
وقال لكوردستان24: “ندين هذا الأمر، لأن أهلنا ليس لديهم مكان آمن يعودون إليه”. وأضاف بأسى: “بعد أن قطعوا رحلات الموت عبر البحار والحدود، وبعد أن حصلوا على إقامات مؤقتة، تقوم الحكومة الألمانية الآن بإعادتهم إلى العراق. هذا الأمر صعب ومؤلم جدًا”.
وتشير البيانات الرسمية إلى أن ألمانيا قامت بترحيل أكثر من 800 لاجئ إلى العراق وإقليم كوردستان خلال العام الماضي، مع توقُّع ازدياد هذا العدد في ظل القوانين الجديدة.
في الوقت الذي كانت فيه دول مثل ألمانيا تُعتبر منارة للمدافعين عن حقوق الإنسان، يرى اللاجئون الإيزيديون أن هذه المبادئ تتلاشى. وأن الدول التي نصّبت نفسها حامية لحقوق الإنسان، لم يعد لديها حفنة تراب تؤوي اللاجئين”.
تقرير : ئاواره هورامي – كوردستان24 – ألمانيا
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية