إحياء ذكرى إبادة الإيزيديين في الكونغرس الأمريكي
أحيا الكونغرس الأمريكي الذكرى السنوية الحادية عشرة للإبادة الجماعية التي ارتكبها تنظيم داعش بحق المجتمع الإيزيدي في سنجار عام 2014، وسط حضور شخصيات سياسية وحقوقية ودينية، وبمشاركة نشطاء إيزيديين مقيمين في الولايات المتحدة، لا يزالون يحملون على عاتقهم مهمة إيصال صوت الضحايا إلى العالم.
في مثل هذه الأيام من عام 2014، اجتاح تنظيم داعش قضاء سنجار، وارتكب جرائم مروعة بحق أبناء المكون الإيزيدي، من قتل جماعي واختطاف واستعباد آلاف النساء والأطفال، في واحدة من أبشع الجرائم التي شهدها القرن الحادي والعشرون. ورغم مرور أكثر من عقد من الزمان، لا تزال الجراح مفتوحة، ولا يزال الكثير من الناجين ينتظرون العدالة، والعودة إلى حياة كريمة.
في حديثها لكوردستان24، أكدت پەری إبراهيم، رئيسة مؤسسة الحرية الإيزيدية، أهمية إيصال صوت الناجين إلى صناع القرار في العالم، وخاصة في الولايات المتحدة، قائلة، “منذ 11 عاماً ونحن نقول للعالم ماذا حصل لنا، ونطالب بالدعم. نحن كإيزيديين في أمريكا تقع علينا مسؤولية مضاعفة في نقل صوت شعبنا إلى الكونغرس، ليعرف العالم حجم المأساة وكيف يمكن مساعدتنا.”
أما الناشط الإيزيدي دلير خلف عثمان، فأشار إلى أن أعين الإيزيديين لا تزال شاخصة نحو إقليم كوردستان، الذي احتضنهم بعد فاجعتهم، مؤكداً بالقول، “الإيزيديون قدموا تضحيات كبيرة من أجل كوردستان، وحافظوا على هويتهم الكوردستانية. ومع ذلك، فإن سنجار – أكثر المناطق تضرراً – لا تزال مهمشة، ولم تنل الحد الأدنى من التعويض أو الاهتمام على مستوى العراق.”
كانت الولايات المتحدة أول دولة في العالم تعترف رسمياً، عام 2016، بأن ما تعرض له الإيزيديون هو “إبادة جماعية”، وقد أعلنت أنها قدمت منذ ذلك الوقت أكثر من 500 مليون دولار كمساعدات إنسانية وإغاثية لدعم الناجين، وتأهيلهم للعودة إلى مناطقهم الأصلية.
وفي هذا السياق، صرّح محمد السنوسي، مفوض الحريات الدينية الدولية في وزارة الخارجية الأمريكية، لكوردستان24 قائلاً، “نحن نؤمن أن المجتمعات الإيزيدية يجب أن تعود إلى مناطقها الأصلية، لكننا نريد ضمان وجود بيئة تتيح حرية الدين والمعتقد. من الضروري أن يشعر الناجون بالأمان والكرامة، ونريد أن نضمن أن لا يتكرر ما حصل لهم مرة أخرى.”
تشدد الإدارة الأمريكية على ضرورة تنفيذ اتفاقية سنجار، التي تهدف إلى إعادة الاستقرار إلى المنطقة، إضافة إلى تطبيق قانون الناجين من داعش، وملاحقة مرتكبي الجرائم بحق الإيزيديين، ليس فقط في المحاكم الدولية، بل أيضاً في القضاء المحلي العراقي.
وترى واشنطن أن على الحكومة العراقية توسيع أطر المحاسبة القانونية لتشمل كل من تورط في الانتهاكات، بهدف تحقيق العدالة الشاملة، ورد الاعتبار للمجتمع الإيزيدي، الذي لا يزال يعيش تبعات الكارثة من نزوح، ودمار، وتمزق اجتماعي.
إحياء هذه الذكرى في أروقة الكونغرس الأمريكي، ليس مجرد وقفة رمزية، بل هو تذكير مستمر للعالم بأن مأساة الإيزيديين لم تنتهِ بعد، وأن إعادة الإعمار والعدالة والمصالحة الحقيقية لا تزال في بدايتها، ما يتطلب جهوداً مستمرة محلية ودولية، لإعادة بناء ما دمرته الإبادة، وترميم ما انكسر في أرواح الضحايا والناجين.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية