يونيو 16, 2025

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

“غيوم الكسالى” تمر مرور الكرام ولم تعد تقلق النساء الكورديات

“غيوم الكسالى” تمر مرور الكرام ولم تعد تقلق النساء الكورديات
شفق نيوز/ لم تعد نهاوند جمو البالغة من العمر 60 عاما تقلق من رؤية غيوم تشرين الاول المسماة محليا في اطراف مدينة دهوك بـ “غيوم الكسالى”.

“كل المواد الغذائية من منتجات القمح متوفرة بالاسواق وطوال ايام العام”، تقول ذلك بثقة واضحة.

ويطلق الفلاحون في اطراف مدينة دهوك على الغيوم المتقطعة التي تمر في سمائهم مطلع كل شهر من تشرين الاول بـ “غيوم الكسالى”.

ويقولون ان هذه الغيوم هي نذير للنسوة الكسولات اللاتي لم ينجزن اعمالهن في اكمال تخزين المؤونة السنوية من مشتقات القمح، كالبرغل والجريش والحبية (المدقوقة) و(دان) الكبة.

وتقول جمو في حديثها لـ “شفق نيوز” انه “قبل نحو 30 عاما كانت والدتي تدخل حالة الانذار اعتبارا من منتصف ايلول في كل عام”.

وتضيف “كان عليها ان تقوم بغسل الحنطة جيدا عند نبع القرية ونشرها في الشمس لتجف ثم جمعها واعادتها للبيت”.

وتشير الى ان “ذلك كان جهدا شاقا وكنا نساعدها دائما”.

وتتابع بالقول “المرحلة الاخرى كانت تنقية الحنطة من الشوائب والشعير والبذور البرية غير المرغوب بها، وكان ذلك يتم بجلسات نهارية وباسلوب يدوي حيث كنا نعزل الحنطة حبة حبة”.

altوتستطرد جمو بالقول “المرحلة الاخرى كانت سلق نحو نصف تلك الحنطة بواسطة قدر كبير، ثم تجفيفها بواسطة اشعة شمس ايلول اللافحة، ثم يتم تجميعها يدويا بغرض جرشها بواسطة (الدنك) ثم يتم غربلتها يدوية بغرابيل منزلية ويدويا للحصول على البرغل كمؤونة لمدة عام كامل”.

وتلفت الى انه “للحصول على الجريش والحبية (المدقوقة) كان يتم سحق حبوب الحنطة النيئة المغسولة بواسط الدنك ايضا ثم غربلتها بغرابيل اخرى تختلف عن غرابيل البرغل، ونفس الشيء بالنسبة لـ (دان) الكبة”.

وترى جمو ان “هذا العمل السنوي الشاق كان يتم بتعاون جميع افراد الاسرة والجيران ايضا من اجل توفير مؤونة سنة كاملة”..

وتنوه الى انه “كان ينبغي الانتهاء من هذا العمل قبيل حلول شهر تشرين الاول لان الشمس تفقد حرارتها بشكل لافت، ولهذا نسمي غيوم هذه الايام بغيوم الكسالى لانها انذار اخير لربات البيوت من النسوة الكورديات بضرورة الاسراع في تهيئة المؤونة السنوية”.

وتتابع بالقول “الان كل شيء متوفر طوال العام، وما تنتجه حقولنا من القمح نبيعه ونشتري احتياجاتنا يوما بيوم”، مبينة ان “النساء الكورديات اصبحن الان لا يحفلن بغيوم الكسالى التي تمر في اجوائنا مرور الكرام”.

خ خ / ع ص

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi