قصص حقيقية من فرمان (آب 2014) قصة (23) 
الباحث / داود مراد ختاري
الترهيب والترغيب هي أساليب للدواعش نحو مبتغاهم.
إرادة الايزديين هي إرادة فولاذية لا تلين، ولا تساوم على حساب المبادىء والقيم الانسانية النبيلة، والدينية الكريمة، وهي أقوى من صفحات الغدر الممنهج وصناعة الموت والقتل والرعب، لانها متسلح بالإيمان والصبر والتراث والتاريخ والصدور العامرة بالايمان ، والتضحيات الجسيمة المطرزة بدماء فلذات الأكباد، وهي ديمومة تواصلنا مع الحياة وولودة إنسانيتنا الجميلة، هاجسنا هو ترابطنا الوثيق بأرضنا وديننا وتراثنا المجيد، وهي سر تواصلنا مع الحياة رغم كل الفواجع والمحن.
وفي الحديث مع الناجية من أيدي الدواعش ( هـ. ب) تقول: كنا في مفرق حردان، يوم 3-8 ، حوالي 30 إمرأة و 30 رجل، من سن 14 سنة فما فوق، طلبوا من الرجال أخذ وضع البروك ووجهوهم نحو الساتر الترابي، وتم التصوير بواسطة الموبايل، وكانوا يقولون لهم : سنقول : الدولة الاسلامية وانتم ترددون باقية باقية، أخذوا موبايلاتنا، اتى المصور الداعشي بالموبايل وقال انتن ايزيديات الأن ام مسلمات، فقلنا له : لا نفقه منك، نحن لا نجيد اللغة العربية، طلب من (خ .س) بالترجمة، فلم نرد عليه، وبدأت الشتائم علينا، وتم تحويلنا الى سيطرة أم الشبابيك بواسطة سياراتنا، الساعة الخامسة، في السابعة تم تفتيشنا من قبل فتيات واخذوا الذهب والاموال منا، كنا حوالي (50) امرأة وطفل، الصعود بواسطة سيارة نوع (دير)، جلبوا العشاء، ناولنا الى الاطفال، بينما الكبار امتنعوا، حينها كنا نمتلك الموبايل اتصلنا بالأهل لم نحصل فتركنا الموبايل في العراء، خوفاً من العثور عليه، في الساعة الحادية عشر قالوا لنا سنحولكم الى قرية (سينو) القريبة من شنكال، لكن كانت حيلة، تم تحويلنا الى تلعفر (مدرسة المقدسي الابتدائية للبنين)، بقينا في تلعفر ثلاثة أيام، تم تحويل الفتيات الى الموصل، في الساعة الثانية بعد منتصف الليل تحولنا الى سجن بادوش، كان العدد الكلي حوالي (5000) خمسة الاف نساء وأطفال، جميعهن من ايزيدية شنكال، الاطفال أعمارهم لحين سن (12) سنة، بعد فترة قصيرة تم تحويل الأطفال الذكور من عمر ثماني سنوات فما فوق الى تلعفر (مدرسة المقدسي الابتدائية للبنين).
بقينا عشرة ايام في سجن بادوش، والسجن لا يتوفر فيه حمام للإستحمام، بقت هذه النساء قذرات خلال عشرة أيام في جو حار، والنوم بدون أية غطاء تذكر، كانت هناك تواليت وتفوح منها رائحة كريهة جداً، كانت نوع من التعذيب النفسي والجسدي، كي نقبل بالدين الاسلامي، ولكننا كنا نرفض رفضاً قاطعاً، كانت المعاملة قاسية جدا، لا أعتقد قد تعامل الاعداء مع النساء في الحروب سابقاً، وحتى في الحروب العالمية أيضاً,
اما النساء المسنات في العمر، تم تحويلهن الى مدرسة (الازاهير) خارج مركز مدينة تلعفر. كتبوا الاسماء في السجن، لكل واحدة صمونة في اليوم مع الجبنة، لم يكن هناك مجال للنوم، دائما كنا باقين دون نوم، نفترش بعض الكارتونات أو ننام على الارض وبدون أغطية تذكر، تم قصف السجن بالطائرات، تحولنا الى قضاء تلعفر مدرسة الازاهير، بأمر من الشيوخ والامراء الواقفين في باب المدرسة تم تحويل المتزوجات الى المدرسة اما الباكرات تم تحويلهن الى الموصل مقر الاصلاح الزراعي بيت القاضي (ثلاث طوابق) بجانب جامع صدام وهناك تم توزيع الفتيات الى الولاة والامراء والشيوخ، اما بنت أحد أقربائي اخذها شخص من ديالى، كان الامير يختار ما يشاء، ويحمل العصا ويختار بالعصا ويضرب كي لا تقول كلمة (لا) ، تم توزيع الفتيات.
وخلال تواجدنا هناك، جاء الينا شخص قال: سأقول كلمة وما عليكم الا ترددها وتصبحن مسلمات، كانت هناك عدم الترتيب (خربطة) في التردد.
ومن جانب آخر، حاولت اثنتان من الرمبوسية الانتحار(واحدة قطعت شرايين أيديها والثانية خنقت نفسها لكنهما لم تموتا، وأمام جميع المخطوفات تم تعذيبهن من قبل الحراس، الاولى كانت تنزف دماً بغزارة ويتم جلدها بالعصي، وصرخاتهن تصل الى السماء، ولكن ليس باستطاعة أية منا أن تفعل لهن شيئاً، والجميع تدعوا من الرب بأخذ أرواحهن والتخلص من هذا العذاب، وأكثرهن تقولن (يارب الى هذا الحد يصل درجة الاهانة والتعدي على الشرف، ولا تفعل لعبدك شيء)!، ومن ثم تم تحويل هاتين الفتاتين الى المستشفى، ولن تبقى منهن الا نبض القلب، وفقدا قواهن، وقالوا الحراس: من الان فصاعداً، من تريد الانتحار سوف نقتلها.
وخلال تواجدنا، اثنتان اصابهن الجنون التام، واحدة اسمها (ل)، تردد ليل نهار، اسم زوجها (فلان “ع”…. فلان”ع”)، يا لها من إمرأة حسناء ذو شعر ذهبي، لكنها فقدت كل شيء، الحالة النفسية أصابت الجميع ، الجميع في هلع تام وعندما يأتي شخص كالأمير من العراق او سوريا تلتم جميع الفتيات ويرتجفن، دائماً كانت الفتاة ترفض وتقول: لالالالا…. وتصرخ وتصرخ، لكن تحت الضغوطات تجبر على الخروج، وعندما تخرج تأتي تقبل الصديقات وتبدأ البكاء وجميعن كان يقولن : (اذا تم تزويجي لأي شخص والله سوف أنتحر، لا لا والله لا)، هذه الكلمة ترددها جميع الفتيات، لا يمكن تحت كافة الضغوطات أن نترك ديننا وعقيدتنا وأهلنا وشنكالنا ، واحدة منهن التي خرجت قبل فترة، زارتنا مرة كانت قد أخذها مسوؤلنا… قالت :هذا الكلب سأقتله سأقتله، ومجموعة اخرى قامت بزيارتنا وجميعهن عابسات الوجه، ويقولن (لقد انتهينا، والله لقد متنا، وانقطع الاتصال مع احبتنا).
وأكملت الناجية الحديث: تم تحويلي الى مقر (دار القاضي عامر مرعي الربيعي) في الموصل، كانت هناك فتاة من قرية كوجو، بقينا اربعة ايام، تم تحويلي الى مقر اخر (مديرية الري والبزل / نينوى) كانت هناك واحدة من تل قصب، ثم تحولنا الى حي سومر بصحبة شخص من أهل الأنبار، بقينا يومين وقال لزوجته عليك تعليمهن الصوم والصلاة، رفضت زوجته ان تكون لها ضرات، وقالت لنا: انتن جاريات لا يمكن عقد القران عليكن، تم تحويلنا الى بيت عمه في نبي يونس، بقينا يومين، ومن ثم تحويلي الى بيت خاله في منطقة الموصل الجديدة، وحينما رأتنا زوجة خاله ، أدركت إني ايزيدية ومجبرة، بدأت تشتم هذا الأرعن وبصقت في وجهه، وقالت : أين وصلت شيمة العرب؟ اليست هذه إهانة لتاريخ العرب من اجل الحفاط على شرف الغير، ام انكم على علم التام سيكون هناك (العين بالعين والسن بالسن والباديء هو الأظلم)، الا تعلمون ماذا أنتم فاعلين يا سفلة ؟!، ماذا لو كنت أنت مكان أبيها وإخوتها وانتهكت شرفك؟، وقالت انا بنت الشيوخ ولا يمكن أن أرضى ان تكون الايزيديات جاريات وسبايا، وغداً ستكون الفتيات من أهلنا سبايا وجاريات بيد الدواعش، بحجج واهية، وبمساعدة هذه النشمية تمكنت من الفرار،(نظراً للظروف الخاصة أعتذر عن نشر كيفية وصولها الى دهوك)، ولكن بقت زميلتها في حي (نبي يونس) بالموصل.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية
