من رحم المعاناة.. طالبة إيزيدية تنال العلامة الكاملة في السادس الإعدادي
حصلت الطالبة الايزيدية النازحة، هبة قاسم حسن، على أعلى معدل في الامتحانات النهائية للدراسة الاعدادية للدور الأول بواقع 100 درجة من مئة؛ لتكون واحدة من الأوائل على مستوى العراق في فرع الاحيائي – القسم العلمي للسادس الاعدادي.
وتمكنت الفتاة اليافعة من الحصول على العلامة الكاملة رغم ظروف النزوح القاسية، إذ تقطن مع عائلتها في مخيم قاديا للنازحين الايزيديين في شمال غربي محافظة دهوك.
إلا أنها تغلبت على ظروفها بجدارة، لتنثر السعادة في المخيم الذي يخبئ بين ثناياه الكثير من قصص الحزن والألم لأناس تعرضوا قبل عدة سنوات لواحدة من أبشع جرائم الإبادة الجماعية على يد تنظيم داعش.
وفي تصريح ، قالت هبة قاسم، إنها سعيدة جدا بحصولها على هذه المرتبة التي كانت تسعى لتحقيقها، مقدمة شكرها لاساتذتها في ثانوية الموصل للنازحين للبنات في دهوك وأهلها وزميلاتها وكل من ساعدها لتحقيق هذا الهدف.
وتابعت هبة قولها، انها كانت تخصص ساعة واحدة من وقتها يوميا للاستراحة والغداء؛ فيما كانت تنام في الساعة العاشرة ليلا وتصحو في الخامسة صباحا لتبدا دراستها ليوم التالي وهكذا دواليك .
وهبة، الاولى على العراق، كانت تقطع عشرات الكيلومترات بالسيارة يوميا للوصول الى مدرستها من المخيم الى مجمع “تناهي” السكني بدهوك ثم تعود الى خيمتها في المخيم.
وهي واحدة من آلاف الايزيديين النازحين الذي يقطنون عدة مخيمات في محافظة دهوك، بعد أن فروا من مناطقهم في قضاء سنجار شمال غربي محافظة نينوى إبان اجتياحه من قبل تنظيم داعش صيف عام 2014.
ورغم استعادة سنجار من قبضة التنظيم منذ نحو خمس سنوات، إلا أن الكثير من الايزيديين لا يزالون في المخيمات جراء عدم توفر الظروف الخدمية والأمنية لعودتهم لمنازلهم.
وارتكب داعش إبادة جماعية بحق أبناء الديانة الايزيدية، إذ أعدم مئات الرجال رمياً بالرصاص واختطف آلاف النساء والأطفال، وجعل من النساء “سبايا” للاستعباد الجنسي.
واعلنت وزارة التربية، يوم الاربعاء، نتائج الدراسة الاعدادية مشيرة الى تحقيق نسب نجاح عالية.
وقالت الوزارة في بيان، ان نسبة النجاح في الفرع العلمي التطبيقي كانت 81٪، والاحيائي 74٪، اما في الفرع الادبي فكانت 77٪.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية