تقرير: القانون الامريكي عن الإبادة الجماعية يثير مشاعر مختلفة لدى المكونات العراقية
سلط تقرير لموقع “المونيتور” الأمريكي، الضوء على القانون الامريكي الأخير بشأن الإبادة الجماعية، وتأثيره بمشاعر مختلفة على المكونات العراقية.
وذكر التقرير الذي نشر أول أمس، الخميس، 20 كانون الأول 2018، ان القانون الأمريكي الجديد لحماية الاقليات الدينية والعرقية ومعاقبة داعش لاعمالها الوحشية ضدهم، أثار شكوك لدى الأقليات العراقية حول كيفية تنفيذ القانون والضمانات القانونية له.
وأضاف أن القانون تضمن تعليمات للحكومة الفدرالية لوضع اولوية في تقديم المساعدات والدعم لضحايا الأقليات الدينية في سوريا والعراق، من الذين تضرروا بسبب اعمال الإبادة وأعمال ضد الإنسانية وجرائم الحرب لتنظيم داعش، كما يقدم القانون ايضا مساعدات مالية وتقنية لمؤسسات وكيانات غير حكومية للقيام بتحقيقات وتطوير مهارات محلية وجمع ادلة ضد مرتكبي الجرائم.
ووصف المدير التنفيذي لمؤسسة “يزدا “مراد إسماعيل، الدعم الثابت الذي تقدمه حكومة الولايات المتحدة للأقليات الدينية بكونه “مبدأ رائعا” وقال “يسر المجتمع الايزيدي بان الأمل من شواطئ أمريكا قد وصل إلى أقلية صغيرة مضطهدة مثل الايزيديين الذين عانوا بشكل قاسي من قبل تنظيم داعش”.
من جانبه أفاد مسؤول العلاقات الخارجية لمنظمة “شلومو” للتوثيق الناشط كامل زومايا، ان القرار كان تتويجا لمسار جهود جماعية بذلت منذ الوهلة الاولى لحصول الإبادة الجماعية ضد المسيحيين والايزيديين، وخص بالذكر جهود جمعية “فرسان كولومبس” الكاثوليكية في الولايات المتحدة، ومنظمة الدفاع عن المسيحية في واشنطن “دي سي”، والرابطة الدولية لعلماء الجينوسايد.
وتابع زومايا، ان هناك جهود عراقية لشخصيات عدة ومؤسسات سياسية تمثل مسيحيي العراق، كان لهم دورا كبيرا في ابراز معاناة ضحايا الإبادة الجماعية على المستوى المحلي والدولي معا، مبينا ان “على الحكومة الاتحادية وحكومة اقليم كردستان العراق الالتزام ايجابيا للتفاعل مع هذا القرار من خلال إصدار التشريعات القانونية لأنصاف الضحايا والعمل على تطبيقها بشكل عملي، وعلى نحو يحقق حماية للأقليات في مناطقها التاريخية التي تقطنها حاليا”.
وأثار القرار الأمريكي على حصر الحماية بالمسيحيين والإيزيديين ردود فعل وتحفظات لدى الأقليات الأخرى التي لم يرد أسمها في القرار، إذ أشار نائب رئيس مجلس الأقليات العراقية الناشط المندائي “نزار الحيدر”، إلى ان المندائيين لا يجب أن يكونوا رقما مهملا في معادلة حماية التنوع الديني في السياسة الأمريكية.
وكشف الحيدر، عن إن “90% من الطائفة المندائيين قد غادروا العراق بسبب الخطر والتهديد نفسه الذي اصاب المسيحيين والايزيديين، فإن داعش لم تكن تميز بين مسيحي وايزيدي ومندائي، مضيفا إن هذه الاقليات الثلاثة كانت وقودا للصراع الطائفي السني الشيعي”.
وأوضح ان افتقار المندائيين الى لوبيات دولية ضاغطة يجب أن لا يضعهم خارج حسابات الربح والخسارة على مستوى الحضارة الإنسانية، مبديا أمله من أن تضع السياسة الأمريكية وصناع قرارها نصب أعينهم المساواة بين المسيحيين والمندائيين والايزيديين كأقليات دينية مضطهدة، في وقت لم يتبق سوى ستين ألفا من المندائيين في العالم موزعين على اكثر من عشرين دولة، ولم يتبق داخل العراق سوى 10% من مجموع المندائيين في العالم.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وقع في الحادي عشر من كانون الأول الجاري، على قانون “الإغاثة والمسألة للإبادة الجماعية لعراق وسوريا”، ما أثار ردود فعل وتحفظات من قبل بعض المكونات العراقية.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية