ناجية من قبضة داعش تروي قصتها لـ(باسنيوز)
لم تكن قد اكملت عامها الثالث عشر عندما سباها داعش
نصر حاجي خدر: كنا نستعد انا واخواتي وافراد اسرتي للتحضير لعيد ميلادي الرابع عشر، وقبل ان ننهي تحضيراتنا داهمنا تنظيم داعش الارهابي ليلة 3 اغسطس/ اب 2014 لينهي كل شيء جميل من حياتي منذ ذلك التاريخ المشؤوم، لتبدا بعدها رحلة الحزن والالم والخوف.
بهذه الكلمات المؤثرة بدأت الناجية الايزيدية من براثن داعش اخلاص خضر، تروي قصتها، لـ (باسنيوز): ” ذهب والدي لشراء الحلويات والزينة للاحتفال بعيد ميلادي، وكنا انا واخواتي نحضر الكعكة وباقي مستلزمات احتفال بسيط كنا قد قررنا تنظيمه في البيت مع افراد اسرتي وصديقاتي والجيران بعيد ميلادي الثالث عشر”.
مضيفة ” في المساء ارتبك الوضع الامني ودخل داعش قريتنا تل قصب الواقعة جنوب مدينة شنكال ، ليلة 3 اغسطس/ اب 2014 ” .
اخلاص تابعت، بالقول : ” كانت أصعب أيام ولحظات حياتي عندما اقدم تنظيم داعش الارهابي على قتل والدي و اثنان من أشقائي ( سعيد و بابير) كان احدهم طالب معهد، وجميع أقربائي الآخرين بوحشية وبدم بارد إمام عينيّ”. مضيفة “من المستحيل ان انسى هذه الجريمة، وهي ككابوس ترافقني اينما ذهبت وحللت”.
وفي تصريحات سابقة له، قال مدير عام الشؤون الايزيدية في وزارة اوقاف اقليم كوردستان خيري بوزاني، ان” تنظيم داعش اختطف 6417 مواطنا ايزيديا بينهم 3547 امرأة في مدينة شنكال منذ احتلاله لها، نجا منهم 2963شخصا بينهم 1070امراة و 1571 طفلا”، موضحا ان ” عدد الذين ما زالوا في قبضة التنظيم الارهابي هو 3454 شخصا”
و أشارت الفتاة الايزيدية الناجية ، بالقول ” يوميا كانوا يأتون (ارهابيي داعش) وينقلن الجميلات من الاسيرات إلى أماكن مجهولة، بعدها عرفنا انهم كانوا في الموصل و تلعفر. تعاملهم معنا فاق الوحشية وكان في منتهى القسوة والاجرام، عندما تغتصب فتاة في عمر عشر سنوات وتقطع اشلاء طفل ويتم تقديمه غداء لوالدته.. وبقلب ودم بارد وباسم الله “..
وتتابع اخلاص سرد قصتها المأساوية ” كانوا يقولون ان الايزيدين كفار يجب ابادتهم ومحوهم من على وجه الارض.. كنا نتمنى الموت لنتخلص من العذاب والالم الذ كنا نعانيه”.
وعن محاولات الفرار و الهرب التي اقدمت عليها خلال فترة اسرها ، اضافت إخلاص ” حاولنا أكثر من مرة الفرار من قبضة هؤلاء الوحوش لكن محاولاتنا كانت تبوء بالفشل . لتبدأ معها عمليات تعذيب الجميع بلا شفقة او رحمة .. و في المحاولة الأخيرة تمكنت من النجاة من قبضة هؤلاء الوحوش بعد إن قضيت في سجونهم بحدود الستة اشهر “.
موضحة ” ابذل كل جهدي ان يتعرف العالم على قضيتي ..هي قضية إنسانية تُعبر عن معاناة وآلام كل مظلوم في هذا العالم . هدفي الوحيد إن اقدم خدمة ولو بسيطة لأخواني وأخواتي الكورد الايزيديين الباقين في اسر داعش وكذلك للمظلومين حول العالم وللقضية التي فقد الآلاف من الكورد الايزيديين حياتهم في سبيلها، وان افضح جرائم تنظيم داعش الارهابي”.
اخلاص طالبت الخيرين والشرفاء في العالم بأن يدعموا قضية الكورد الايزيديين التي هي قضية انسانية ،وان “لا ينسوا الاسيرات في قبضة التنظيم” مستدركة بالقول ان “الناجيات من قبضة التنظيم تعرضن لأبشع الانتهاكات النفسية والجسدية وعلى الجهات المعنية توفير رعاية واهتمام اكبر لهن عبر برنامج اعادة تأهيل نفسي وصحي “.
وبحسب ما قالت اخلاص ، من المقرر ان تشارك في فيلم وثائقي تروي فيها قصتها كما تعبر فيها عن معاناة الفتيات الكورديات الايزيديات الاسيرات وما يتعرضن لها من انتهاكات على يد ارهابيي تنظيم داعش .
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية