فقد من عائلته 27 شهيدا وقاتل العدو في جبل شنكال
الباحث / داود مراد ختاري
كنت في المانيا في اليوم الاسود 3-8-2014، تألمنا جميعاً لما حدث لأهلنا في شنكال، خلال اسبوع ذهبت مرتين الى بروكسل/ بلجيكا عند مقر الاتحاد الاوربي وشاركت مع عائلتي في مظاهرتي برلين وبيليفيلد في المانيا ، لكن لم يهدأ بالي قررت المشاركة في الدفاع عن جبل شنكال والعودة الى الوطن .
وقال المقاتل علي حاول (ابو جمال) :
عند وصولي الى مدينة دهوك اتصلت بالقيادات في الجبل وتبين ان قائد الجبل قاسم ششو في كوردستان ومعه شمو عيدو (ابو احمد) وتم تزويده من قبل السيد رئيس الاقليم بالاسلحة التالية (رباعيتين احادية، قاذفتي هاون 82 ملم مع هاون عيار 120ملم ، 80 قطعة كلاشنكوف) مع ثلاث سيارات لاندكروزر منها دول اكسن ..ذهبت بمعيتهم الى الجبل عبر سوريا والدخول الى مجمع دوكري ثم الى مزار شرف الدين.
لبست الملابس العسكرية وتجهزت بالسلاح والعتاد، بعد اسبوع تم التعرض على قواتنا في مجمع زورافا ، ذهبنا ثلاث سيارات من المسلحين لنجدتهم بقيادة حيدر ششو وداود جندي والشهيد حواس، وعند المفرق ترجلنا ومشينا عبر الوادي الى دور المجمع.
حينما وصلنا الى القلعة تبين ان الرباعية (الدوشكة الاحادية)على متن سيارة صغيرة وهي عاطلة عن العمل، فسألت عداد الاحادية المقاتل عيسى سعيد سيدو من بورك / گری عربا .
– ما سبب عطل الاحادية ؟
– نابض الارجاع .
– اجلبوا لي بعض ادوات التصليح .
قمت بتصليح الاحادية وبدأنا بالرمي منها على العدو ولولاها لوصلت حال المقاتلين في القلعة الى الانسحاب منها وترك الرباعية لهم .
واصلنا المعركة من الصباح الى المساء، تاتي الهمرات الى التلة وادركوا بان عتادنا قليل وعند المغرب التفوا علينا بعشر همرات ، استفسرت من المقاتلين عن ماتبقى لكم من عتاد ؟ فاعلمت باننا لا نستطع المقاومة أكثر لنفاد العتاد، لذا قررنا الانسحاب من القلعة كنا (25) مقاتلاً منهم (المقاتل حسام شيخ سليمان) جاء من هولندا .
عندما وصلنا الى غرب المجمع وصل العدو الى المجمع وتوزع على سطوح الدور وانهلكنا من قبل القناصين، وفي هذه الاثناء رأيت شاباً ينسحب الينا وحاملاً سلاحه وقذائف الهاون على ظهره بحالة عصبية ..
– لماذا انت بهذه الحالة العصبية ؟
– من الذي اصدر آمر الانسحاب من داخل المجمع والقلعة ؟
– يا أخي أكثر مقاتلينا نفد عتاده ، والعدو قد هجم علينا بعشرة همرات وهو يلتف الينا من الجهة الغربية .
– كان بالامكان الصمود وعدم الانسحاب لحين الاستشهاد .
– كنت في صفوف البيشمركة لعدة سنوات في جبال كوردستان ولي خبرة في مجال المعارك، المعارك كر وفر ، والانسحاب لا يعني الهزيمة بتاتاً وانما الحفاظ على روح المقاتلين .
– أنا أحس بنوع من التقصير ان نترك لهم المجمع والقلعة .
– من اين أنت أخي المقاتل ؟
– من قرية ختارة / القوش .
– بارك الله بك تشارك اخوتك الشنكاليين في معارك الشرف.
– انا (صالح ملحم خدر ختاري) من ختارة ولكن منذ زمن بعيد أعيش في مدينة (ميونغ – مشن) الالمانية وجئت من اجل نصرة مقاتلي جبل شنكال .
– شكراً لموقفك النبيل والشجاع .، انا ايضا جئت من مدينة اولدنبورك الالمانية، ومعنا الاخ علي لاجين قد جاء من المانيا ايضا .
– الا ترى بهذا الانسحاب سنخسر هذه البقعة الجغرافية وتقلل من عزيمة مقاتلينا .
– لا أبداً …. دخلت في العديد من المعارك حينما كنت في صفوف البيشمركة ونقاتل السلطة البعثية الصدامية، آمر الانسحاب ليس بالهزيمة، وانا من قررت بالاتفاق مع السادة قادة الميدان.
– في هذه الاثناء حملت قذيفة هاون واردت الهجوم على سيارة همر للدواعش ، قال شيخ الياس ال كالو:
– هل أصاب الجنون يا (ابا جمال) وتود الهجوم على سيارة الهمر.
– سأخذ حيفي او الاستشهاد .
– لا تمتلك غير رصاصتين لقذيفة هاون وبعدها بماذا ستحارب؟ .
– عذرا.. فقدت أعصابي ولولاك لهجمت على الهمر، ولم أنسى باني قد نفدت عتادي .
– ماهي الصعوبات التي تلقيت في الجبل ؟ .
– مشكلتي كانت الحصول على السكائر لاني ادخن كثيراَ، ولا اجيد عملية لف سيكارة من التبغ .
طلبت من القادة في مزار شرف الدين ان نجلب المواد التموينية من المجمعات التي مازالت تحت سيطرتنا، لاني كنت اجلب سنابل الحنطة واخرج المادة بالحك من اجل اطفالي عند معركة الانفال ..
فرد السيد قاسم ششو: لا استطع جلب المونة من دور المجمعات خوفا من تهمة الاهالي باننا سرقنا دورهم .
وفي هذه الاونة لم يبقى لنا الا القليل من البرغل وبعدها فقدنا المونة ذهبت جائعاً الى قوة من البيشمركة سألت أحدهم من اين انت؟ تبين انه ابن صديق لي عندما كنت بيشمركة في الجبال اقاتل السلطة الصدامية، واتصلنا بوالده ، جلب لي علبة من التمر مع رغيف من الخبز .
وأضاف : ذات مرة كنت مع الاصدقاء خارج مقرنا في مزار شرف الدين، عندما عدت الى المقر تبين ان جميع المقاتلين قد ذهبوا لنجدة مقاتلينا في مجمع بورك ، حملت سلاحي لغرض الالتحاق بهم، طلبت من سيطرة المزار ان يساعدني بايصالي الى المجمع ، جاءت سيارة محملة ببقرة فصعدت في خلفية السيارة مع البقرة.، وعند وصولي الى اخوتي في المجمع تفاجئ الاخ حيدر ششو وقال لي كيف وصلت يا ابا جمال ؟ قلت له : وصلت من خلال السيارة كانت تحمل بقرة فضحك وتشكرني.
بقيت ( 47 ) يوماُ أقاتل العدو، تمرضت وساءة حالتي الصحية لذا امر الاخ القائد قاسم ششو على عودتي مع احد ابنائه وشيخ سعيد بابير ونجيم اوسكي الى مجمع خانك بالطائرة نوع هلكوبتر المروحية الى بيشخابور. وبعدها اتصل بي الاخ (علي لاجين) قائلاً : اليوم كنا ست مقاتلين بسيكارة واحدة . قمت بجمع التبرعات من خلال شباب اهل خانك القديمة واشتريت(1890) علبة سكائر وارسلتهم بالطائرة .
اثناء تواجدي اتصل بي ابني (به روه ر) قائلاً لقد وصلت الى مجمع دوكري كي التحق بالمقاتلين في الجبل، لقد شارك اخوته المقاتلين بالمساعدات، ثم ايصال المعلومات الى المنظمات يتعلق بالوضع وخاصة بعد محاصرتهم جبل شنكال الذين كانوا مطوقين من كل الجهات والان هو مسؤول منظمة (الجسر) لمساعدة الايتام عددهم (545) طفل يتيم، ولديه مشروع تجهيز بناية مساحتها (900) متر مربع للاطفال الايتامى .
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية
