بعد تهجير ونزوح سنتان ونصف..عودة خجولة للعوائل البعشيقية للديار
تعاني البلدة من انعدام شبه كامل للخدمات الاساسية
نصر حاجي خدر/ باسنيوز: يجلس ابو حافظ على كرسي المعاقين امام باب منزله في بعشيقة قرية بحزاني، وينتظر بشغف عودة باقي اهل المحلة والجيران لمنازلهم لتدّب الحياة من جديد في ازقة وشوارع بلدته.
وقال المواطن الايزيدي الياس حسين خركة (71 عاما) : ” خرجنا من بيوتنا قسراً، و بقت منطقتنا محتلة قرابة السنتين ونصف، ذقنا خلالها معاناة النزوح والتهجير والحرمان والحنين للديار”. مضيفا: ” تشردنا وتنقلنا عبر اماكن عديدة بين ناحية سرسنك ومجمع خانك وقضاء شيخان”. مبينا: “هاجس احتلال شنكال، وهتك الاعراض وسبي النساء والاطفال واعدام الرجال كان يؤلمني جدا لم استطيع تحمل كل تلك العذابات والالام لذا رجعت لبيتي بعد عشرة ايام من تحرير المنطقة “.
بعشيقة هي ناحية تابعة لقضاء الموصل بمحافظة نينوى، وتقع شمال شرق مدينة الموصل على بعد 12 كم منها في سهل نينوى، وتعتبر من المناطق الزراعية، وتشتهر بزراعة الزيتون. أغلب سكان منطقة بعشيقة هم من الايزيديبن ويسكنها أيضاً نسبة من اتباع الديانات الأخرى من مسلمين ومسيحيين وشبك.
ويتجول ابو حافظ على كرسيه المتحرك في محلته الخالية من اهلها، وعلامات الحزن والقهر بادية عليه، لفراق اصدقائه والجيران وهو ينظر للبيوت الفارغة ويتذكر تلك الايام الحلوة التي عاشوها معا.
وكان الياس حسين يعمل سابقا في زراعة الزيتون، واليوم لم يعد له مصدر رزق يستفيد منه ويعاني من وضع صحي خاص، يردف الياس: ” نعاني من قلة الخدمات حيث قلة الماء الصالح للشرب وانعدام الكهرباء، وقلة المساعدات الغذائية والعينية والصحية ووضعي الصحي لا يساعد على العمل، وانا بحاجة مستمرة لعلاجات السكري وامراض العيون ” .
فيما تحدث رئيس المجلس البلدي في بعشيقة،عن قلة حيلتهم،بالقول ” ليس بيدنا حيلة، الحكومة لم تدعمنا باي شيء، ونحن نطرق ابواب المنظمات الدولية والمحلية من اجل توفير بعض احتياجات العائدين للمنطقة ” . وقال داسن سليمان: ” يصل عدد العوائل التي عادت بالفعل للمنطقة ما بين 250-300 عائلة، ونتوقع عودة عوائل اخرى مع حلول فصل الصيف وانتهاء المدارس” . موضحا: ” قدمنا كشوفات لإصلاح الابار الارتوازية، وتأهيل المدارس والمستوصف الصحي واعادة شبكة الكهرباء وخاصة ان المحطات الكهربائية مدمرة بالكامل ، ويتكاسل اصحاب المولدات عن نصب مولدات جديدة في المنطقة”.
وتطرق سليمان لاهم معرقلات عودة النازحين، بالقول : ” اهم معوقاتنا هي بطء عمل المنظمات في تنفيذ المشاريع وانتقال معظمها لمركز مدينة الموصل، وعدم اقرار الميزانية، كلها عوامل تؤخر عودة الحياة للمنطقة “.
وذكر، رعد طارق الياس (ناشط مدني)،أن عدة عوامل تساهم في عدم عودة المواطنين للمنطقة في الوقت الحاضر، اهمها انعدام الخدمات الاساسية وعدم انتهاء الفصل الدراسي، مردفاً بالقول ” من المؤمل ان تعود اعداد كبيرة اخرى من العوائل للسكن في المنطقة خلال الاشهر القادمة خاصة ان النازحين يعانون من البطالة وندرة فرص العمل ونقص الرواتب وعدم قدرتهم على دفع المزيد من الايجارات”. مشددا: ” الجانب الامني مسيطر عليه اذ يتولاه قوات البيشمركة والاسايش والشرطة ” .
و كانت ناحية بعشيقة مسرحا للعمليات العسكرية بين داعش وقوات البيشمركة المدعومة بضربات جوية من التحالف الدولي، ودخلها مسلحوا داعش في الـ 6 من أغسطس/آب 2014وهي من مناطق سهل نينوى (موطن الاقليات)، وانهارت دفاعات داعش في اولى ساعات الهجوم عليه وانهزم منها في الـ 7 من نوفمبر/تشرين الثاني 2016 لتعود لأهلها مرة ثانية.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية
