تشكيلية عراقية تجسد معاناة المرأة الايزيدية في اعمالها
تقول انها تكرس فنها لاظهار المآسي التي تخلفها الحروب
نصر حاجي خدر: دأبت فنانة تشكيلية عراقية على تجسيد معاناة المرأة بشكل عام والايزيدية بشكل خاص في عدة اعمال فنية رائعة لها. وان تقدمها في لوحات بتعبير رمزي وفني جديد ، لتكن صرخة في اعماق الضمير الانساني .
التشكيلية كوكب احمد،قالت لـ (باسنيوز): ” اكرس الفن التشكيلي من اجل تسليط الضوء على الأوضاع المأساوية التي خلفتها الحروب والنزاعات والتي بدورها انعكست بشكل سلبي على شريحة النساء” ، مضيفةً: “رسالة الفن هنا ان توثق كل المعاناة والانتهاكات ومهمته ايصال معاناة الابرياء والمغدورين والمهمشين، اردنا ان يكون للفن رسالة انسانية لتصل للعالم اجمع لإيجاد الحلول لعذابات وآهات وحسرات الانسان. الفنان هنا رسول للإنسانية ” .
ان الفنون خير سفير بين الثقافات استطاعت ان تتخطى حواجز اللغة والانماط السائدة لتعزيز التفاهم بين الشعوب، فالفنون بمختلف أشكالها كالموسيقى والرقص والسينما والمسرح والتصوير والنحت والعمارة, على اختلاف مستوياتها وتنوع أصولها، لعبت دورا هاما في التقارب بين الشعوب, وحتى أثناء الحروب كانت الفنون محط تقدير وتقديس لأنها من أرفع القيم وهي الكفيلة بتحقيق الحوار الثقافي بين الحضارات لنبذ كل ما يمت للعنصرية والارهاب بشتى الوانهما .
كوكب احمد،اشارت الى ان: “من اكثر المواضيع التي ناقشتها وجسدتها في لوحاتي كمواضيع انسانية هي المرأة بعدة اشكال ، سبي النساء، انتهاك حقوق الطفل، اوضاع اللاجئين المأساوية، المهاجرين ومشاكلهم، النازحين ومعاناتهم” .
وتعد التشكيلية كوكب احمد، وهي مهندسة معمارية ، واحدة من الشابات العراقيات التي كرست الفن التشكيلي لنقل صور انسانية عن حياة الانسان العراقي البسيط المهمش والمعدوم والذي اصبح قيمة رخيصة جراء الحروب والويلات التي تعرض لها البلد على مدى عقود من الزمن نتيجة الدكتاتورية والرجعية التي حكمت البلد.
وتوضح كوكب احمد،بالقول” تناولت قضية النساء بشكل عام منها الارملة، المغدورة، النازحة، الحبيبة، العاشقة، الام، الاخت، وبشكل خاص المرأة الايزيدية كونها انسانة وعراقية قبل كل شيء، دائما تكون المرأة هي الضحية للعنف والحروب، والذي وقع على اخواتنا الايزيديات لا يقبل به اي عراقي شريف”، مردفة بالقول ” ما تعرضت لها من اختطاف وسبي وبيع في سوق النخاسة اعتبرها من المواضيع المؤلمة جدا ونحن في القرن الواحد والعشرون، و لا يقبل به اي شرع او عقل او ضمير انساني، وشرف الايزيديات هو شرف كل انسان عراقي غيور، وهذا الامر بعيد كل البعد عن الانسانية والقيم الأخلاقية والمثل التي تربى عليها العراقي الوطني والغيور على بلده ” .
مختتمةً حديثها،بالقول” ينبغي على الفنان ان يناقش كل القضايا الانسانية من دون استثناء ويبتعد عن الافكار المسمومة التي قد تلوث فنه من عنصرية دينية او قومية وطائفية مقيتة .
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية