صبايا وشباب من بعشيقة يطلقون حملات لتنظيف وتزين مدينتهم بعد تحررها من داعش
هدفها إعادة الزهو والحياة للمدينة
نصر حاجي خدر: بجد ونشاط واخلاص يحضر الشاب مراد خيري نفسه ومستلزماته للخروج مع زملاء له للعمل باكرا في الشوارع والازقة والمحلات من اجل رفع الانقاض وصبغ الواجهات والارصفة وزرع الاشجار لتعود الحياة مجددا لمدينتهم المنكوبة التي عاث فيها تنظيم داعش الارهابي خرابا وتدميرا عقب استيلائه عليها.
ويقول منسق حملة “بصمة امل” التطوعية مراد خيري(25عاما) لـ (باسنيوز)” ابان تحرير منطقتنا (بعشيقة وبحزاني) بدأنا كمجموعة شبابية تتكون من 7 اشخاص من اجل تقديم شيء لمدينتنا، ومن ثم اطلقنا حملة اعلامية في وسائل التواصل الاجتماعي لكل الراغبين للعمل معنا في تنظيف ورفع الانقاض والصبغ من اجل المباشرة بالعمل”. موضحاً: ان ” نحو 100 شاب وشابة التحقوا معنا وهم مقسمون على مجاميع متخصصة كل منها في جانب من جوانب العمل”. لافتاً الى ان ” هذه الحملة ليست مدعومة من أي جهة حزبية او سياسية، وبدأناها بدعم مادي ذاتي و من بعض تبرعات الاصدقاء واهالي المنطقة، وهذه ايضا في بعض الاحيان لا تسد حاجة الاصباغ واكياس النفايات وادوات العمل ” .
من جهتها، قالت المتطوعة حنين خيري، ان ” العمل ليس مقتصراً على الشباب، بل شاركت العديد من الفتيات في هذه الحملة وعملنا كفريق واحد وكخلية نحل، يجمعنا حب الارض والامل من اجل عودة مناطقنا اجمل وانظف” . مبينةً بالقول ” نحن مستمرون حتى عودة اهلنا للديار” .
وذكرت المتطوعة فريال سالم (22 عاما) من “حملة بستان الزيتون” لـ (باسنيوز) : ” رفعنا اطنان من النفايات والمخلفات، و قمنا بغسل الارصفة والشوارع وصبغها ورسم لوحات فنية على الجدران وخط شعارات تحث المواطن على العودة” ، مضيفةً: ” تنظيف الادغال في الحدائق العامة و زرع نحو 2500 شجرة متنوعة كنا قد حصلنا عليها كتبرع من كلية الزراعة والغابات في جامعة دهوك. الغاية هي عودة الحياة الطبيعية الى المنطقة التي كانت محطة للزوار والمصطافين على مدار السنة “.
كما بادر اصحاب الابار الارتوازية بالإعلان عن تجهيز الحملات بالماء، وغير ذلك من اعمال تطوعية وصلت الى حد الاعلان عن الزج بآليات ثقيلة من قبل اصحابها بالعمل لإزالة الانقاض ومجانا. ولم تقف المبادرات عند هذا الحد بل اعلن بعض الميسورين عن تبرعات مالية لأجل اعادة اعمار المزارات الدينية التي قام تنظيم داعش بتفجيرها ببعشيقة وبحزاني (عددها 18 مزارًا مدمرًا بالكامل).
من جهته ، قال جلال حسن، احد المشاركين في الحملة: ” اكثر ما افرحنا بهذه الحملات هي همة ونشاط وعنفوان الشباب واندفاعهم للعمل من اجل مدينتهم”، موضحا: ” كان للدوائر الحكومية و المدارس حصة ونصيب من التنظيف والترميم وهذا يدل على وعي وشعورهم الطيب تجاه ابرز واهم صرح في المدينة. “
بدوره بيّن استيفن نشوان،بالقول ” في خطتنا المستقبلية مساعدة العوائل المتعففة والارامل الذين تضررت بيوتهم من اجل تنظيفها وترميمها وصبغها”، وتابع بالقول “المبادرة الشعبية مهمة جداً، وهي تعبير صريح عن نوايا اهل المنطقة بالإصرار على العودة واعمارها، لكن لا يمكن انجاز ذلك في ظل الامكانات البسيطة لأهالي المنطقة” . مسترسلاً :” إن توفرت الامكانيات المادية ستكون لنا مشاريع متعددة تصب في خدمة الناس من اجل ارجاع الناس لبيوتهم ومدينتهم ” .
يذكر ان تنظيم داعش الارهابي اجتاح ناحية بعشيقة وبحزاني، الواقعتين شمال مدينة الموصل، في 6 أغسطس/آب 2014، فيما تمكنت قوات البيشمركة بدعم من طيران التحالف الدولي من تحريرها في السابع من نوفمبر/ تشرين الثاني2016.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية