رفع الالغام التي خلفها داعش في بعشيقة تحتاج جهود دولية
داعش استخدم اساليب متنوعة لايقاع الاذى بالمواطنين
نصر حاجي خدر/ باسنيوز: يقضي الشاب نبراس العبدالله (25 عاما) اجازته العسكرية في البحث عن العبوات والالغام التي خلفها تنظيم داعش بعد هزيمته في بعشيقة على يد قوات البيشمركة لنزعها وتفكيكها بشكل طوعي وباستخدام ادوات بدائية بسيطة.
ويقول العبدالله لـ (باسنيوز): ” اجد متعة في تفكيك الالغام والمتفجرات بالإضافة الى ان هذا من صلب واجبي تجاه منطقتي وهو ان ازيل الموت من طريقهم من اجل ان تعود الحياة لطبيعتها من جديد في هذه المناطق”.
مضيفاً: “استخدم تنظيم داعش الارهابي عدة اساليب في زرع العبوات بغية ايقاع اكبر اذى في صفوف القوات الامنية وحتى المواطنين العاديين”. مبينا: ” تختلف طريقته في تفخيخ البيوت عن تفخيخ المزارع والاماكن المهجورة. في احيان كثيرة نلاقي مصاعب جمّة في ازالتها. وبعضها مصنوع من مواد منزلية بسيطة. واستخدم مادة الـ TNT في صناعة أغلب العبوات الناسفة”.
و كانت ناحية بعشيقة مسرحا للعمليات العسكرية بين داعش وقوات البيشمركة المدعومة بضربات جوية من التحالف الدولي، ودخلها داعش الارهابي في الـ 6 من أغسطس/آب وهي من مناطق سهل نينوى (موطن الاقليات)، و خلف التنظيم الارهابي اطنان من الالغام والعبوات والمتفجرات والتي وضعها على شكل حزام حول بعشيقة، كخط صد امام تقدم قوات البيشمركة لتحريرها. وانهارت دفاعات داعش في اولى ساعات الهجوم عليه وانهزم منها في الـ 7 من نوفمبر/تشرين الثاني.
وشدد العبدالله بالقول : ” عملنا ليس بالشيء السهل وان التعامل مع المتفجرات اشبه ما يكون باللعب مع الموت، لا مجال للخطأ فيه لان اي خطأ يكون نتيجته الموت واشلاء متناثرة، لذا الدرع (الواقي) لا يجدي نفعا”، مشيرا الى انه ” في احدى المرات واثناء نزع احدى العبوات تعرضت الى انفجار صاعق نجوت منه بأعجوبة “.
واتهمت منظمة بريطانية متخصصة بمكافحة الألغام تنظيم داعش باستعمال ألغام شديدة الحساسية والخطورة في المناطق التي تمت استعادتها في العراق وسوريا. وقالت منظمة مكافحة الألغام البريطانية الاستشارية إن هذه الألغام لم تستخدم منذ التوقيع على اتفاقية حظر الألغام الأرضية قبل عشرين عاماً.
و أعلن رئيس المؤسسة العامة لمكافحة الالغام في اقليم كوردستان محمد احمد في نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 2016، عن ابطال مفعول اكثر من (200) الف لغم ومواد شديدة الانفجار بمدينة بعشيقة. وحضرت العديد من الفرق المحلية والاجنبية لرفع الالغام.
وقال مسؤول في الحزب الديمقراطي الكوردستاني في بعشيقة،انهم ناشدوا جهات محلية ودولية عديدة من اجل المساهمة في تفكيك العبوات والالغام ورفعها من المنطقة، ومازلنا نعاني من وجود مخلفات حربية وتلوث بيئي نتيجة الالغام والمتفجرات، واوضح ادريس علي خاموكا لـ (باسنيوز): ان ” القوات الخاصة في البيشمركة وقوات زيرفاني (النخبة) عملوا على تفكيك ورفع العبوات من الطرق الرئيسية لتامين بعض الاماكن، كما قامت المجموعة الاستشارية للألغام التابعة للأمم المتحدة (m.a.g) بتمشيط وتأمين الطرق الرئيسية والاماكن الدينية والدوائر والمؤسسات الحكومية والاماكن العامة، وتمشيط المزارع والبيوت والانفاق التي كانت تتواجد فيها عصابات داعش المجرم”. مضيفاً: “عملت منظمة استير تابعة لمؤسسة الالغام في كوردستان(ميني) على ازالة بعضها”.
وذكر احد متطوعي ازالة الالغام: ان ” عملية ازالة الالغام تحتاج الى جهود دولية وحكومية من اجل ازالتها ونقلها بعد استخراجها الى مناطق امنة”. واشار صائب حازم الى انهم يعانون من مسألة نقل وطمر هذه المتفجرات في مناطق آمنة بعد استخراجها لأنها تشكل خطراً على حياة المواطنين.
وتعرض اثنين من المواطنين بتاريخ 22/11/2016 لانفجار عبوة ناسفة كان تنظيم داعش قد زرعها داخل دار بعد ذهابهما لتفقد مزرعتهم شرقي بعشيقة مما ادى الى استشهادهما في الحال. وسبقهما استشهاد احد البيشمركة برتبة عقيد من ابناء المنطقة كان يعمل في ازالة الالغام، ومازالت العديد من الاراضي الزراعية والطرق في شرق وشمال بعشيقة غير مؤمنة بالكامل.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية