حظر السفر الأمريكي يضع إيزيديين في مأزق
شفق نيوز/ حصل خوديدا نايف على حق اللجوء في الولايات المتحدة لانتمائه للأقلية الايزيدية لكن خوفه من مواجهة الانتقام لأن شقيقه عمل مترجما لحساب الجيش الأمريكي بالعراق يفوق قلقه إزاء الاضطهاد الديني.
نايف واحد من كثيرين أضيروا من قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الجمعة حظر دخول اللاجئين وغيرهم من سبع دول ذات أغلبية مسلمة إلى الولايات المتحدة مؤقتا.
كان نايف سيترك العراق في وقت لاحق الأسبوع الجاري مع زوجته وطفليه إلى أن أبلغته المنظمة الدولية للهجرة أن الرحلة تأجلت حتى إشعار آخر.
سيظل الرجل وهو فني كهرباء ويبلغ من العمر 35 عاما في مخيم للنازحين بمنطقة دهوك في شمال العراق حيث يقيم منذ اجتياح تنظيم داعش منطقة سنجار في صيف عام 2014 وإخلائها من سكانها الايزيديين.
ونفذ التنظيم عمليات قتل وأسر واسترقاق ممنهجة بحق الآلاف من الايزيديين الذين تجمع معتقداتهم الدينية بين عناصر من ديانات شرق أوسطية قديمة ويصنفهم داعش من الكفار.
كانت لجنة محققين مستقلين في جرائم حرب عينتها الأمم المتحدة قالت العام الماضي إن الجرائم ضد الايزيديين تصل إلى حد الإبادة الجماعية.
فر نايف عبر الحدود سيرا على الأقدام إلى سوريا مع أسرته والآلاف من الايزيديين قبل إن يعودوا إلى دهوك.
لكن أفراد العائلة خافوا على حياتهم حتى قبل بدء هجمات تنظيم داعش.
وقال نايف في اتصال هاتفي من أربيل عاصمة إقليم كوردستان “جاء الناس إلى هنا (المخيم) لأن الايزيديين في العموم معرضون لتهديدات لكن بالنسبة لمن يعملون مع الأمريكيين كان علينا توخي الحذر حتى حين كنا في بلدنا.”
وحظر الأمر التنفيذي الذي أصدره ترامب دخول الوافدين من العراق وسوريا وإيران وليبيا والصومال والسودان واليمن.
وجاء في نص القرار “الأقليات الدينية التي تواجه اضطهادا في بلدانها” ستمنح الأولوية عند استئناف قبول اللاجئين.
وقال صائب خدر المحامي الايزيدي البارز والناشط في مجال حقوق الإنسان المقرب من بابا شيخ أكبر زعيم ديني بالأقلية الايزيدية إن أكثر من مئة ايزيدي ينتظرون من المنظمة الدولية للهجرة البت في طلباتهم للجوء.
وقال إن امرأة ايزيدية منعت من ركوب طائرة إلى الولايات المتحدة يوم الأحد.
وقال خدر إنه كان يأمل أن يكون الايزيديون بين من يحصلون على الأولوية لكنه شعر بقلق من اكتفاء ترامب بذكر اضطهاد المسيحيين السوريين عندما سئل عن القضية في مقابلة مع شبكة الإذاعة المسيحية (سي.بي.إن).
وقال خدر في بغداد “هناك طبعا خيبة أمل ونحن بانتظار توضيحات من الجانب الأمريكي.”
وفي العادة تكون ألمانيا وكندا والولايات المتحدة الوجهات المفضلة للايزيديين العراقيين.
وقال نايف إن شقيقه قتل في تفجير انتحاري مع أمريكيين اثنين في عام 2008.
ورغم أن العراقيين الذين يعملون لحساب الأمريكيين يستخدمون أسماء مستعارة فإن هوية شقيقه وبالتبعية هوية عائلته كُشفت حين قتل.
وقال “في نهاية المطاف سنُقتل.”
وحصلت أسرة نايف على تأشيرة لجوء للالتحاق بشقيقاته الأربع وشقيقه وأمه في الولايات المتحدة بعد ستة أشهر من المقابلات والفحوص الطبية.
ويسمح للمترجمين الذين يعملون لصالح الجيش الأمريكي والوكالات الحكومية الأمريكية التقدم للحصول على تأشيرة هجرة خاصة (إس.آي.في).
وقال مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية إن الخدمات القنصلية الأمريكية تفحص حاليا “أقل من 500” طلب في برنامج (إس.آى.في).
وأوضح أن “أكثر من 20 ألف عراقي حصلوا على امتيازات هجرة ” من البرنامج.
وقال نايف “نأمل أن يغير (ترامب) رأيه ويقبل على الأقل الذين تعاونوا معهم (الأمريكيين).
وتابع قائلا “قدمنا لهم الحماية ولم نتوقع ذلك قط.”
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية
