أكتوبر 30, 2025

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

المتاجرة بالانتماء القومي للإيزيديين.. لعبة رخيصة ومكشوفة

المتاجرة بالانتماء القومي للإيزيديين.. لعبة رخيصة ومكشوفةyazidian_festival_13112016

بين فترة وأخرى تطل علينا أصوات من هنا وهناك وتعيد العبث بنفس الاسطوانة المشروخة والبالية، وتتحدث عن الانتماء القومي للإيزيديين في مزايدات رخيصة ومكشوفة، مع العزف على أوجاع أهلنا ومحاولة استثمار تلك الأوجاع والآلام وكسبها في سبيل تحريف حقائق التاريخ والجغرافية، والقفز على الحقائق التي لا تحتاج لمتخصصين أو علماء بيولوجيين، ومحاولة إلصاق الإيزيدية بقومية أخرى، أو استحداث قومية جديدة، وكأن مسالة الانتماء القومي هي رغبات وميول، يمكننا تغييرها متى ما سأمنا منها..!

الانتماء القومي للإيزيديين، معروف للجميع، و الإيزيديين كورد، وكورد أصلاء، نقول هذا بعيدا عن أي تحزب أو موالاة لطرف سياسي، بل هي حقائق دامغة لا يمكن لأية محاولات أخرى إن تشوهها مهما كان من يقف خلفها ويدعمها.

لا نريد الدخول في تفاصيل تثبت الانتماء القومي الكوردي للإيزيديين، كعوامل اللغة، الأرض المشتركة، الأزياء الشعبية، وحتى نصوصنا الدينية التي هي باللغة الكوردية وغير ذلك من الدلائل الساطعة.. لكن نود أن نشير إلى انه يجب التوقف عن العبث بهذا الملف الذي لم ولن يخدم الطموحات الإيزيدية ضمن الأطر الكوردستانية، ويتناقض مع الوقائع والحقائق على الأرض بشكل صارخ.

من الضرورة بمكان أن نتحلى بالعقلانية والحكمة عند تعاملنا مع هكذا قضايا حساسة، وان لا يغيب عن بالنا ميزان القوى في الميدان، وان نستثمر كايزيديين الأحداث المتسارعة لخدمة أهلنا ومستقبلهم في ظل الصعود اللافت للمد الديني الإسلامي المتطرف في عموم الشرق الأوسط، ولا نعرف كيف يمكن أن نحمي أهلنا إذا سلخناهم من القومية التي ينتمي لها نحو 40 مليون مواطن، ونقصد الشعب الكوردستاني.

نحن لا ننكر إن جميع الفرمانات التي تعرضنا لها كانت بسبب انتمائنا الديني المتميز عن محيطنا الكوردستاني، ونشدد على انه لدينا خصوصية دينية ينبغي مراعاتها من كل الأطراف الكوردستانية والعراقية، لكن من غير المعقول أن نتخلى عن سندنا الوحيد ـ الشعب الكوردستاني ـ ونحن نمر بأشرس هجمة إرهابية تستهدف الجميع بدون استثناء وبضمنهم الإيزيديون.

ما أصاب أهلنا في شنكال من كارثة، كسر ظهرنا جميعا، ونتج عنها 400 ألف نازح غالبيتهم المطلقة تعيش في مدن إقليم كوردستان، وان أول من أغاثنا هم شعب وقيادة كوردستان، فهل يجوز أن نكافئهم بالتخلي عن انتمائنا القومي الكوردي، بسبب ما أصابنا، وهل القومية هي رداء نلبسه وقتما نريد وننزعه عندما ننزعج؟ لا علاقة بانتمائنا القومي مع ما أصابنا، ونحن كنا كورد قبل الكارثة وسنبقى كورد بعد الكارثة، لأننا كورد أصلا قبل هذا وذاك.

ونحن نستغرب ممن كان يصف الإيزيديين في مخاطباته الرسمية بـ “الكورد الإيزيديين” ويصف طلابنا بـ “الطلاب الكورد الإيزيديين” عندما كان يخاطب جهات رسمية في إقليم كوردستان وغيرها، وبات اليوم يبحث عن انتماء جديد وعلاقة جديدة بين الإيزيديين والكورد، علما إن تلك الملفات موثقة لدينا.. ولهؤلاء وأمثالهم نقول، يكفيكم تلاعبا بمصير أهلنا المنكوبين، وعليكم التوقف بالمتاجرة بهذه المسالة وفق مصالحكم وأوامر أسيادكم، علينا أن نعمل لتقديم أفضل الخدمات لأهلنا من اجل إعادة عجلة الحياة لمناطقهم في شنكال وبعشيقة وبحزاني وغيرها، وليس أن نعمق الانقسامات بين الإيزيديين ومحيطهم وبين الإيزيديين أنفسهم.

ونختم حديثنا بالقول والإشارة إلى ما تحدث به السيد رئيس إقليم كوردستان، مسعود بارزاني، والذي قال في أكثر من مقام إن قيادة الإقليم ليست بصدد فرض أي انتماء قومي على أي مكون من مكونات شعب كوردستان، وان القرار يعود لذلك المكون “إذا” أراد أن يجري استفتاءا بهذا الخصوص.

 وهذا يؤكد إن قيادة إقليم كوردستان الموقرة لم ولن تتدخل بمسالة الانتماء القومي للإيزيديين، لأنها على ثقة تامة بانتمائنا القومي الكوردي، وهذه حقيقة تاريخية لا تقبل القسمة على اثنين.

إعلام مركز لالش

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi