حوارات حقيقية من جينوسايد الايزيدية …… (13)
الباحث/ داود مراد ختاري
حوار بين مخطوف وقاضي الشرع.
توقفت السيارات في شلو، سمعنا اصوت العيارات النارية، تبين ان قوة داعشية من بعاج جاءت واعترضت على أخذنا الى سوريا من قبل هذه المجموعة السورية، مؤكدين لهم بان هذه المنطقة ضمن حدود عملياتنا، فانسحبت القوة السورية، عزلوا النساء والفتيات وأخذوهن الى الفرع 17 ثم من هناك النساء الى سجن بادوش والفتيات أخذوهن لهم، وسجنوا الرجال في دائرة نفوس شنكال وعددهم (400) رجلا، جاء حارس داعشي وناد على السيد(وعد مطو) مسؤول الحركة الإيزيدية ولم يعود الينا ثانيةً، وتواجد (17) من المذهب الشيعي.
حولونا الى قاضي الشرع على شكل مجموعة كل يوم وجبة، واصبح واحد من جماعتنا مترجماً للقاضي .
وقال الناجي (خ . ج) في البداية أخذوا (17) من كبار السن برفقة المترجم، لكن عاد المترجم لوحده الينا فسألته:
- أين هؤلاء الرجال ؟
- لماذا تسألني، أنا ترجمت أقوالهم الى القاضي وخرجت.
- أنت كنت معهم ولك علم بمصيرهم .
- (فتح جيبه) قائلاً: ها هم في جيبي !!!.
- بلا أخلاق، لا تسخر ، سألتك ثانية عن مصيرهم ؟.
- سأبلغ عنك وستنال عقوبة.
- الف لعنة عليك وعلى أجدادك.
دار شجار بيننا .. فسخت رأسه وسال منه الدم ، قيدوني ومثلت أمام قاضي الشرع وقال:
- لماذا ضربت المترجم .. ويبدو أنه أصبح مسلماً أصيلاً.
- عفواً سيادة القاضي، هذا الشخص من داخل مدينة شنكال، وأعرفه شخصياً، لا يمتلك الاخلاق، كان متسكعاً في الشوارع وعمله (قواد ـ سمسرة الجنس الناعم).
- كيف أصدقك ؟!
- ثق سيادة القاضي، ما أقوله هو عين الصواب.
ناد على الحارس لجلب المترجم، مثل أمام القاضي (كان من إحدى دول المغرب العربي)، وسأله عما قلته :
- (المترجم) والله يكذب سيادة القاضي أنا دخلت ديانة الاسلام منذ سنتين، لكن خوفاً من المجتمع الايزيدي، لم استطع ان أعلن ذلك.
- عقبت .. كيف دخلت ديانة الاسلام وانت متسكع في الشوارع ؟.
ناد القاضي على الحراس .. قيدونا.. جلبونا الى القاعة الكبيرة المزدحمة بالناس، وسأل القاضي الحاضرين، أيهما خيٌر والاخر لا يمتلك شخصية.
الجميع قالوا : هذا المترجم انسان كذاب وبلا أخلاق.
- سألني القاضي : حضرتك تمتلك شهادة؟
- نعم (دبلوم) أنا خريج معهد .
- بإمكانك أن تترجم لنا في التحقيق.
- نعم أنا أتقن اللغتين (الكردية و العربية).
- اذاً ستعمل مترجماً لدينا .
طلبت من الجميع عند المقابلة والتحقيق أن يتحدثوا بالكردية وانا أترجم ما لصالحهم.
عندما يأتي أي مخطوف الى المحكمة، قبل بدأ المحكمة كنت أقول له :
- كانت علاقتنا جيدة مع الاخوة المسلمين وكنا نأكل في صحن واحد، ولا نمانع الآن من دخول ديانة الاسلام. وخلال ثلاثة أيام تم محاكمة (80) شخصاً وأعفي عن الجميع، وتبين أن (17) الذين تم محاكمتهم سابقاً تم قتلهم بأمر نفس القاضي نتيجة حقد المترجم، فقط بقى منهم (علي اوصمان) .
وقال علي اوصمان: في بداية المحكمة قال.. يقول لنا المترجم أبدأ بشتم ابليس والعن الديانة الإيزيدية ، فالجميع كانوا يرفضون ذلك، فكان لدى القاضي قلمان باللون الأحمر والأزرق، فإشارة علامة الاحمر أمام أسمه يستحق القتل بينما اللون الأزرق هو الاعفاء، فحينما تم تنفيذ أمر قتلنا رأيته يقتل مجموعة منا لذا ناديت (الله أكبر … لا الله الا الله) فأمر أمير المجموعة بإخراجي من بينهم وقال : هذا الشخص قد دخل ديانة الاسلام ولا يجوز قتله.
وخلال فترة ترجمتي في المحكمة تم تبرئة الجميع من القتل وبقينا عشرة أيام ونقلنا الى قلعة تلعفر وبقينا فيها سبعة أيام ثم تم جمع شمل العوائل في تلعفر ونقلونا الى قرية كسر المحراب (جنوب غرب تلعفر 3 كم) كان مجموعنا (4000) شخص، وأصبحت مختاراً لهم، أرتب لهم الدور والمعيشة بقدر الامكان، في البداية كانت المعيشة على المواد التموينية الموجودة في الدور، ثم صدرت لهم بطاقات العوائل.
جاء والي تلعفر وأبلغني بان أرتب الافرشة لكل العوائل والنساء الأقل من (40) سنة من دون رجال سيتم أخذهن ولا يجوز إصدار بطاقة لهن .
فقال الناس ماذا أوصاك الوالي ..قلت لهم :
- كل رجل لا يمتلك عائلة سوف نأخذه من هنا.
- وما الحل ؟
- كل شاب منكم يسجل امرأة بدون رجل او فتاة على ذمته ويدعي بالزواج منها .
تم تسجيل العديد من العوائل على هذا النهج لمدة اربعة أشهر، وفتح المدارس والمستوصف والفرق الرياضية في القرية.
وأصبحت مدير المدرسة، وتم بناء جامع وكان (حمادة دخيل الشيخ) إمام الجامع.
عمر كرموش (ابو خليفة) مسؤول قاطع غرب تلعفر، كان يتواجد دائماً في القرية، وبعد أربعة أشهر نقلونا مع من يتواجد في قرية (قزل قيو) الى الموصل وأصبح العدد 4700 شخص، ثم عدنا الى تلعفر في حي الخضراء ووزعت المواد لمدة شهر أيضا ثم تركت وسلموني (1400) رأس غنم كنت اسرح بهم.
ومن هناك عملت على إنقاذ المختطفات واستطعت من انقاذ مجموعة منهن مع الأطفال،
وحينما كنا في قرية (كسر المحراب) ذات يوم جاء شخص وقال الحراس انه والي الرقة وجمع الناس وخاطبهم قائلاً:
- ان ديانة الإيزيدية في ضلال وقتلهم و سبي نساؤهم حلال.
كنت امتلك موبايل أدفنه في التراب وأخرجه بعد منتصف الليل لمدة ساعة أو أكثر ثم أدفنه مرة أخرى.
ذات ليلة سمعنا صوت العيارات النارية فخرجنا مجموعة وتبين أنهم قد قتلوا (قاسم حسن أفدل) لمحاولته الهرب، ودفناه في تلة القرية.
انقذت (100) مختطفة، وجلبت (43) شخصاً معي أما عن كيفية انقاذهم.
طلبت من جارنا العربي بمساعدتي وكان خوفنا من نقطة الحراسة المتواجدة في المنطقة، في هذه الاثناء جاءت زوجته وشاركتنا في الحديث واقترحت على زوجها أن يذبح خروف لنقطة الحراسة في الليل ويستضيفهم في دارنا وحينما يدخلون سيتم اخراج المخطوفين، وبالفعل حينما دخل الحراس الدار هي كانت فوق السطح وأشرت لنا بالباب المعاكس، وحينها أدركنا ان النقطة قد أفرغت من الحراس فكنا نسير على قامتنا دون خوف.
واتصلت بعدها بالمهرب جلب لنا سيارة وخلال عشر ساعات وصلنا الى نقطة البيشمركة وذلك يوم 26-4-2015،
اعتقد هناك حوالي (4000) شخص مختطف لدى الدواعش.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية
