مركز لالش يستضيف طاقم فيلم “العاصفة السوداء” بحضور نخب من المجتمع الايزيدي
شبكة لالش الاعلاميةـ دهوك
استضاف مركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك، عصر يوم الاحد 4/9/2016 بعض افراد طاقم فيلم “العاصفة السوداء” بضمنهم مخرج الفيلم حسين حسن بعد ان اثارت الدعاية للفيلم الشارع الايزيدي واقلقته بسبب بعض الايحاءات بوجود لقطات بالفيلم تخالف الواقع بخصوص التعامل مع الناجيات الايزيديات من قبضة تنظيم داعش الاهابي.
وحضر اللقاء السيد شيخ شامو رئيس الهيئة العليا لمركز لالش، و كوكبة من الشخصيات الايزيدية البرلمانية والثقافية والادارية والحزبية اضافة الى اعضاء الهيئة العليا لمركز لالش وناشطين ايزيديين، اضافة للسيد ايوب رمضان مدير عام مديرية الثقافة والفنون في محافظة دهوك، والمخرج السينمائي حسين حسن الذي هو مخرج الفيلم المشار له، فضلا عن عدد من طاقم الفيلم.
وخلال الاستضافة، جرت مناقشات مطولة بين الحضور وبين مخرج الفيلم.
وفي البدء تحدث السيد ايوب رمضان، مدير عام مديرية الثقافة والفنون في محافظة دهوك، والذي اكد ان شعب كوردستان له تاريخ عريق في هذه المنطقة وان الكورد الايزيديين هم جزء مهم جدا من هذا التاريخ، وانه لا يمكن الحديث عن تاريخ كوردستان بدون الحديث عن الايزيديين، مبينا ان السينما في اقليم كوردستان بطور النشوء، وتتصدى لبعض المسائل التي تخص شعب كوردستان، ويمكن ان يحدث خطا هنا او هناك ـ بغير قصد ـ، لكن في النهاية يجب ان نتعاون جميعا لتاسيس ثقافة سينمائية وشعبية، فنحن جميعا نسعى لبناء كوردستان، ومن المهم ان لا نخلط بين القصة السينمائية الدرامية وبين الواقع، مع الاخذ بنظر الاعتبار اهمية الوضع الحساس الذي تمر به كوردستان عامة، والايزيديين خاصة.
من جانبه، قال مخرج الفيلم حسين حسن، الذي اخرج اغنية هاتم لالش: “لا يمكن الحكم على فيلم مدته 92 دقيقة من خلال الاعلان الدعائي له والذي يبلغ 2 دقيقة فقط”، مبينا ان الفيلم يشمل تاريخا مختصرا للكورد الايزيديين ومعاناتهم وهنالك ايحاءات تاريخية ورمزية تؤكد عراقة انتمائهم لارض كوردستان، كما تكشف حجم الكارثة التي اصابتهم مؤخرا عقب اجتياح شنكال من قبل عصابات داعش الارهابية”.
واضاف “الفيلم به ايماءات للصراع بين قوى الخير وبين قوى الشر، ولابد من استحضار قوى الشر وعرض افكارها، من اجل تعريتها، لان الهزيمة ستكون من نصيبها بنهاية المطاف، وهنالك ابعاد سينمائية للفيلم قد تبتعد قليلا عن الواقع، لان الرؤى السينمائية قد تخالف الواقع”.
وتابع بالقول “الفيلم روائي سينمائي وليس توثيقيا، وهنالك بناء درامي للفيلم تؤكد المظلومية البشعة التي اصابت الايزيديين، ونحن سعينا لانصاف الايزيديين تاريخيا واجتماعيا، ونستغرب من هذه الهجمة عبر وسائل التواصل الاجتماعي على الفيلم، بينما عملنا على ايصال معاناة الايزيديين للعالم الخارجي باسلوب سينمائي”.
من جانبه، قال الشيخ شامو في مداخلة له ان “النسيج الاجتماعي الكوردستاني هو الضمانة الحقيقية لبناء وطن حقيقي للكورد، وان احد ادواته هو الاعلام الثقافي والفني ومن ضمنه العمل السينمائي، ولابد ان يكون هنالك تعامل حذر ببعض المسائل التي تخص مكونات كوردستان، خاصة وان هنالك جراح لم تشفى بعد وخاصة لدى اهلنا الكورد الايزيديين”.
هذا وجرت مداخلات عديدة بين الحضور وبين مخرج الفيلم، وتم التطرق الى اهمية عدم الاستعجال بالحكم على اي عمل فني الا عقب مشاهدته كاملا، وانه يمكن عرض الفيلم كاملا بحضور شخصيات من النخب الايزيدية، واذا ما لوحظ وجود ما ينافي ثقافة وعادات الايزيديين فيمكن الاعتراض على ذلك وفق القوانين وباساليب متحضرة.
وتم الاتفاق على اجراء تغييرات طفيفة لا تمس صلب الفكرة السينمائية لقصة الفيلم، وفي نفس الوقت لا تعبث بحقيقة التعامل الايزيدي المتحضر والمتمدن مع الناجيات الايزيديات، وانه ينبغي الاهتمام بالشارع الايزيدي ومشاعره اكثر من البناء الدرامي لقصة الفيلم، لان هنالك حالة من الغضب الشعبي من مختلف اطياف كوردستان تجاه بعض الايماءات التي ظهرت باللقطات الدعائية للفيلم.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية