الايزيدية يكرمون القاضي والكاتب زهير كاظم عبود في اربيل ويعتبرونه اسم لايمكن تجاهله
خضر دوملي
ازدحمت القاعة بالجمهور، كما ازدحمت بطيب الكلمات، ازدحمت القاعة بمشاعر المحبة والثناء، كما ازدحمت بالكثير من العرفان، والتقدير، ازدحمت بالتقاط الصور ، ازدحمت بالحب لزهير كاظم عبود القاضي والكاتب وصديق الايزيدية والمكونات العراقية، المدافع في عن الكورد في الزمن الذي كانت الانفالات تدفن الكورد.
لم يأتي موعد تكريم الكاتب العراقي الكبير زهير كاظم عبود من الايزيدية متأخرا، بل هكذا تزامنت مع موعد مرور 36 عاما على زواجه، الذي ربطها بوفاء وتحمل زوجته له، استطرد الكثير من الذكريات، و قدم رؤى عن اولى كتاباته وتعرفه على الايزيدية، كانت المشاعر تنبعث من محياه ، والكلمات تنساب على لسانه ليعبر عن هذا التكريم. وبين الفينة والاخرى كانت شهادات الوفاء تذكره ببعض مواقفه كأنها شاشة تستعرض المواقف التي مر بها منذ بدايته للكتابة عنه.
تكريم القاضي والكاتب زهير كاظم عبود من قبل المديرية العامة لشؤون الايزيدية في وزارة الاوقاف والشؤون الدينية في اقليم كوردستان لاقت ترحابا كبيرا من قبل المشاركين في المراسيم التي اقيمت في اربيل 15 -11-2013 بقاعة فندق كابيتول التي وصفها خيري بوزاني بأنها ” ما هي ألا التفاتة ترفع من معنويات المحتفى به وتشعره بالعرفان بالجميل، وبأن ماقام به من اعمال لم تذهب سدى بذهاب سنين خلت من عمره، وان هناك من يتذكره ويهتم به وبانجازاته”
مراسيم التكريم التي حضرها مجموعة من اصدقاء الكاتب تعد الاولى من نوعها في تكريم شخصية مثل زهير كاظم عبود وهو لايزال على قيد الحياة التي اشار اليها بوزاني راعي الحفل بأن “كثيرون كانت لهم بصماتهم علينا، اناس كانوا يستحقون منا ان نقف لهم بكل احترام ونقول لهم ما تختزنه دواخلنا لهم، وهم كانوا يريدون منا اعتراف بمحبتنا لهم الان وليس غدا … لكننا غالبا وللاسف اصبحنا لانذكرهم الا ان هم رحلوا عنا عندها نعدد مآثرهم وحسناتهم”.
ومن الكلمات التي عبر بها بوزاني عن اهمية المناسبة قوله ” انني في هذا اليوم بل في هذا الموقف جد متأثر، ولا ادري كيف أعبر عن مشاعري التي يمتزج فيها الفرح بكثير من البهجة، لما لا ونحن قد استطعنا من خلال هذا الاحتفاء ان نجمع هذه الوجوه الخيرة والنيرة، هذه النخبة من المثقفين من العديد من مناطق العراق وكوردستان وخارجهما، نجمعهم ليشاركوننا تكريم شخصية يشهد الجميع على نشاطه الملحوظ، لان فوحان حروفه منتشرة في كل مكان”
قائلا ” ان شهادة شخص في حق اخر قد تبررها بعض النفوس ان من خلفها هدف ما، ولا هدف لي الا الاعتراف بما تستحق، وانك ايها الطيب اسم لانستطيع ان نتجاهله”.
التكريم الذي قدمت عنه وحوله الكثير من الكلمات وشاركت عدة جهات ومؤسسات في تقديم كلمات الثناء وصف السيد فوزي الاتروشي وكيل وزارة الثقافة العراقية المبادرة بالقول انها ” مبادرة مهمة لأننا في العراق بحاجة الى كتاب مثل زهير كاظم عبود، لأن كتاباته تلغي الحدود والاشتراطات بين كل مكونات الشعب العراقي “
واضاف اتروشي ” انه يمارس الحفر العميق في كتاباته عن الايزيدية والشبك والفيلية وحتى الشعب الكوردي ، ولذلك فان تكريمه هو تكريم لذلك الجهد الكبير”.
احتفالية تكريم القاضي زهير كاظم عبود حضرها جمع كبير من الكتاب والمثقفين من العراق واقليم كوردستان ومن الايزيدية من شخصيات سياسية و ثقافية ومسؤولي مؤسسات مدنية واعلاميين وشعراء التي قدمت فيها الكثير من كلمات الوفاء والثناء من قبل اصدقاءه مثل كاظم حبيب، صادق اطيمشن حسين جاف، د. ممو فرحان، نهاد القاضي،د. خالدة خليل، اسماعيل طاهر، د، ميرزا دنايى، عيدو بابا شيخ وكلمة ممثل وزارة الثقافة في اقليم كوردستان قدمها السيد شمال حويزي، وكذلك اتحاد الادباء والكتاب في بغداد السيد حسين جاف وفلم للاعلامي حسو هورمي يستعرض بعض جوانب حياته، قال القاضي في كلمته “ماكان في حدسي يوما ان أكرم من قبل الايزيدية لأنني في الكتابة عنهم كنت اعتبره دفاعا عن حق الانسان في حرية العقيدة والراي وهذا الاعتقاد سيبقى قائما الى اخر يوم في حياتي ودائما اتذكر مقولة الامام علي بأن الناس صنفان اخ لك في الدين او نظير لك في الانسانية التي على ضوئها مارست الكتابة عن الايزيدية وغيرهم من مكونات الشعب العراقي”
واضاف زهير والكلمات تتعثر لديه ووجه يزداد تالقا وهو يقدم كلمات الشكر على اقامة مبادرة تكريمه ” المجد للانسان اينما كان وكيفما كان وهذا الشعار هو الذي يجب ان يتجسد فينا جميعا ان لافرق بيننا وبين الايزيدية واليهودية والصابئة والبهائية… وبسبب هذه المواقف تحملت الكثير في دفاعي عن الايزيدية ليس في العراق وحده بل في خارجه ايضا، ولم اشعر يوما انني ضعيف وتعملت التحمل والصبر في شبابي عندما كنت عضوا في الحزب الشيوعي وفق المبادىء التي تربينا عليها “.
واضاف القاضي والكاتب زهير كاظم الذي لديه سبع مؤلفات مهمة عن الايزيدية اولهها لمحات عن الايزيدية طبع مطلع التسعينات من القرن الماضي، واخرها التناص بين الايزيدية والزرادشتية اضاف قائلا ” انا اليوم فرح جدا لأن المديرية العامة لشؤون الايزيدية استذكرتني وهذا اليوم يصادف يوم زواجي ال 36 والثلاثين وانا اتذكر ذلك اليوم عندما اردت طبع كتابي الاول لم يكن لي سند سوى الامير كاميران خيري بك الذي وقف معي وزوجتي التي اعطتني حليها الذهبية لاطبع كتابي ووقفت معي في كل مراحل ومسيرة حياتي وساندتني كي ابقى على ما انا عليه، ولذلك انا افتخر بانني لم انتفع واتقاضى اي شيء عن كتاباتي وعهدا ساستمر ما دمت اعتقد بحق الانسان في الحياة ولذلك فان التكريم اعتبره تكيرم للحقيقة ” .
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية